الدكتور محمد المحرقي لـ«الخليج الطبـي»: سـرطان الفـم ليـس لـه سبـب واضـح ومــع الجراحـة قد نـدمج أكثـر من نوع علاج لضمان أفضـل النتائـج أعراض كثيرة تمر علينا جميعا في الفم واللثة والشفاه اذا استمرت قد تكون من علامات الاصابة بسرطان الفم، وعلينا سرعة زيارة الطبيب. حاور الخليج الطبي حوارا شاملا الدكتور محمد عبدالله المحرقي استشاري أول جراحة الفكين والوجه والرأس والرقبة بالمستشفى العسكري لنعرف بشكل أكبر الكثير من المعلومات عن سرطان الفم. ما هو سرطان الفم؟ وما علاقته بسرطان الرأس والرقبة؟ سرطان الفم يصيب أنسجة الفم أو الحلق ويظهر على شكل تقرح أو ورم الشفتين أو أجزاء مختلفة من الفم ويكون مصدره الغالب الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma) الموجودة في الأغشية المخاطية في الفم (Mucous Membrane). يشير اسم سرطان الفم إلى السرطان الذي يتكون في أي جزء من الأجزاء المكونة للفم (جوف الفم) وقد يظهر سرطان الفم على: الشفتين، اللثة، اللسان، بطانة الخدين الداخلية (عظم الفك العلوي أو السفلي)، سقف الفم، قاع الفم (أسفل اللسان) ويعتبر الاخير أخطر منطقه ممكن إصابتها. أحيانا ما يسمى السرطان الذي يظهر داخل الفم بسرطان الفم الخبيث أو سرطان جوف الفم الخبيث. سرطان الفم هو واحد من عدة أنواع من السرطانات التي تُجمع فئة تُسمى بسرطان الرأس والرقبة. عادة ما يُعالج سرطان الفم وسرطانات الرأس والرقبة الأخرى بشكل مماثل فقط في مركز متخصص وعلى يد جراح مختص في الرأس والرقبة. 9750 حالة وفاة بسبب سرطان الفم سنويا في العالم وأكثر من 140 حالة جديدة من سرطان الفم تشخص يوميا، حيث شهدت آخر 10 سنوات تزايدا في معدلات حالات سرطان الفم. 40% من الذين شخصوا بسرطان الفم يموتون في خلال 5 سنوات ولكن الكشف المبكر يزيد من فرص النجاة الى 90%. ويعتبر سرطان الفم من السرطانات القابلة للشفاء، إذ يقدر معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد الإصابة بالمرض بنسبة 75% إلى 93% في حالة علاج المصاب وأما إذا انتشر في اللسان والشفاه وأرضية الفم، فيمكن لهذه النسبة أن تقل. ما هي الأعراض؟ قد تَتضمن علامات وأعراض سرطان الفم ما يلي: - قرحة لا تلتئم في الشفاه أو داخل الفم. - بقعة بيضاء أو حمراء في الجزء الداخلي من الفم. - تخلخل الأسنان المفاجئ. - انتفاخ مفاجئ أو تكتل في الفم. - نتوء في الرقبة. - ألم في الفم واللسان مع التهاب الحلق. - تصلب أو ألم في الفك. - ألم الأذن. - صعوبة أو ألم عند البلع. - تنميل في الشفاه السفلية أو الفم. - نزيف الفم الغير لثوي. - فقدان الوزن بشكل كبير. متى علينا زيارة الطبيب: إذا كانت لديك أي أعراض مستمرة تزعجك وتعاني منها أكثر من أسبوعين وعلى الأرجح سيقوم جراح الفك والوجه بالبحث في الأسباب الأخرى الأكثر شيوعًا لهذه العلامات والأعراض أولاً، مثل العدوى. ما هي الأسباب؟ وما هي عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من الإصابة بسرطان الفم؟ تتشكل سرطانات الفم عندما تتطور الخلايا على الشفاه، أو في الفم (طفرات) في حمضها النووي. يحتوي الحمض النووي للخلية على الإرشادات التي تخبر الخلايا بما يجب القيام به. إنَّ التغييرات التي تحدثها الطفرات تخبر الخلايا بالاستمرار في النمو والانقسام عندما تموت الخلايا السليمة. قد تشكل خلايا سرطان الفم غير الطبيعية المتراكمة ورمًا ومع مرور الوقت قد تنتشر داخل الفم، وإلى مناطق أخرى من الرأس والرقبة، أو أجزاء أخرى من الجسم. عادةً ما تبدأ سرطانات الفم الخلايا الرفيعة المسطحة (الخلايا الحرشفية) التي تبطن شفتيك وداخل الفم ومعظم سرطانات الفم هي سرطان الخلايا الحرشفية. سبب الطفرات في الخلايا الحرشفية التي تؤدي إلى سرطان الفم ليس واضحاً، لكنَّ الأطباء حددوا العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم. تتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بسرطان الفم ما يلي: 1- استخدام أي نوع من التبغ، بما ذلك السجائر، والسيجار، والغليون، ومضغ التبغ والسعوط، وغير ذلك. 2- الإفراط في تناول الكحوليات. 3- تعرض شفتيك لأشعة الشمس بشكل زائد. 4- فيروس ينتقل عبر الاتصال الجنسي يُسمى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV). 5- ضعف الجهاز المناعي. كيف يكون التشخيص؟ تحرص المستشفى العسكري على توافر احدث أجهزة الفحص والتشخيص مع وجود فريق طبي مختص متكامل ومتدرب على أعلى مستوى من ذوي الخبرة. 1- حيث نبدأ بالفحص الجسدي ويقوم جراح الفك والوجه المختص بفحص شفتيك وفمك بحثًا عن مناطق تهيج مثل التقيحات والبقع البيضاء. 2- إزالة عينة من النسيج الفموي المتهيج لفحصها مجهريا في المختبر عن طريق (الخزعة) – إذا وجدت منطقة مشتبه فيها نأخذ عينة من الخلايا للفحص المعملي بإجراء بسيط يسمى الخزعة. قد يستخدم الطبيب أداة قاطعة لإزالة عينة من الأنسجة أو يستخدم إبرة لإزالة عينة (انتفاخ) ومن ثم يتم تحليل الخلايا في المعمل للبحث عن سرطان أو تغيرات محتملة التسرطن تشير إلى خطر السرطان في المستقبل وتسمى (تغيرات ما قبل السرطان). 3- تحديد مدى انتشار السرطان - بمجرد تشخيص الإصابة بسرطان الفم، يعمل جراح الفك والوجه على تحديد مدى (مرحلة) السرطان لدى المراجع وقد تتضمن عدة فحوصات لتحديد مرحلة سرطان الفم: - استخدام كاميرا صغيرة لفحص الفم والحلق- أثناء الإجراء المعروف باسم المنظار الداخلي (pan-endoscopy)، قد يمرر جراح الفك والوجه كاميرا صغيرة مرنة مزودة بالإضاءة داخل الحلق بحثًا عن علامات على انتشار السرطان إلى أماكن غير الفم. - اختبارات التصوير (الأشعة) - قد تساعد مجموعة متنوعة من اختبارات التصوير تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أماكن غير فمك. وتشمل هذه الاختبارات التصوير بالأشعة السينية، والأشعة المقطعية (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي النووي بالإصدار البوزيتروني (PET-CT or PET-MRI)، وغيرها. ولا يحتاج كل شخص لجميع الاختبارات وسيحدد جراح الفك والوجه الاختبارات الملائمة بناء على حالتك. يُشار لمراحل سرطان الفم بأرقام رومانية تتراوح بين (1) وIV (4). تشير مرحلة البداية او المرحلة الأولى، إلى سرطان أصغر حجمًا يقتصر على منطقة واحدة. بينما تشير المرحلة المتقدمة مثل المرحلة الرابعة، إلى سرطان أكبر حجمًا، أو أن السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الرأس أو الرقبة أو إلى مناطق أخرى من الجسم، تساعد معرفة مرحلة السرطان في تحديد خيارات العلاج. وبعد التشخيص الدقيق يناقش جراح الفك والوجه حالة المريض في (مركز البحرين للأورام) حيث يتم استعراض الخطة العلاجية ويتم توثيقها على مستوى المملكة. مر الآن على المركز من سرطان الفكين والرأس والرقبة عشر سنوات يتلقى فيها المرضى كامل الرعاية الصحية ونقوم بحملات التوعية عن سرطان الفم وعن أهمية الكشف المبكر لرفع الوعي وتسليط الضوء على مخاطر المرض. هل هناك طرق للوقاية من سرطان الفم؟ ليس ثمَّة طريقة أكيدة للوقاية من سرطان الفم ومع ذلكَ يمكن الحد من خطر الإصابة بسرطان الفم: -التوقف عن التدخين، أو عدم البدء فيه من الأساس. استعمال التبغ، سواء التدخين أو المضغ، يعرّضِ خلايا فمكَ إلى مواد كيمائية خطيرة مسبِّبة للسرطان، يرتبطِ حدوث سرطانات الفم ارتباطًا وثيقاً باستخدام التبغ، ويشمل ذلك جميع الأنواع. ويجدر بالذكر أن ليس كل شخص شُخِصّت إصابته بسرطان الفم هو ُمُستخدم للتبغ ولكن اذا كنت مدخنا، فتوقف؛ لان استخدام التبغ يقلل من فعالية الدواء، ويُصعِبّ تناول التبغ على جسمكَ أن يتعافى بعد الجراحة. وايضا يَزيد من خطر عودة الإصابة بالسرطان مرة أخرى في المستقبل. قد يكون الإقلاع عن تدخين التبغ أو مضغه صعبًا جدًّا ويزداد صعوبةً عندما تحاول التأقلُم مع وضع ُمُرهقِ لأعصابكَ، مثل تشخيص السرطان وعلاجه ويُمكِن أن يُناقِش طبيبكَ كل البدائل الُمُتاحة، بما في ذلك الأدوية، ومنتجات استبدال النيكوتين، والاستشارة الطبية. التقليل من تناول المشروبات الكحولية في حالة تناولها، لأنه تسبّب تهيُّج الخلايا بفمكَ، وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. تناول الكحوليات مع تدخين التبغ يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الفم. - تَجنَّب التعرض الزائد لأشعة الشمس على شفتيكَ بالبقاء في الظل بقدر الإمكان. واحرص على ارتداء القبعات ذات الحواف العريضة التي توفر الظل لكامل وجهك، استعمِل منتج وقاية الشفتين من الشمس، كجزء من نظام الحماية اليومية من الشمس. راجِع طبيب الأسنان بشكل دوري وقم بفحص الفم بأكمله كجزء من اختبارات الأسنان الروتينية، للبحث عن أي مناطق غير طبيعية قد تكون إشارة إلى وجود سرطان الفم، أو تغييرات ما قبل الإصابة بالسرطان. ما هي أحدث طرق العلاج؟ يعتمد علاج سرطان الفم على مرحلة السرطان (درجة الانتشار) وموضعه في الفم بالإضافة إلى الصحة بشكل عام وتفضيلات المراجع الشخصية، ربما يخضع المريض لنوع واحد فقط من العلاج، أو ربما يخضع لمجموعة من علاجات السرطان وتتضمن عدة خيارات منها الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. الجراحة: جراحة لإزالة الورم، قد يستأصل الجراح الورمَ وحافةً من الأنسجة السليمة المحيطة للتأكد من إزالة خلايا السرطان بالكامل، يمكن إزالة السرطانات الأصغر عن طريق إجراء جراحة بسيطة. في حين تتطلب الأورام الأكبر حجمًا إجراءاتٍ أوسع نطاقًا، على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن إزالة الأورام الأكبر حجمًا استئصال جزءٍ من عظام الفك أو جزءٍ من اللسان ويتم التخطيط لهذه العمليات الدقيقة عن طريق أحدث التقنيات ثلاثي الأبعاد لإعطاء المريض أعلى فرص التعافي والتشافي. في حالة انتشار السرطان إلى العقد الليمفاوية في العنق، أو في حالة زيادة خطر حدوث ذلك اعتمادًا على حجم أو عمق السرطان، قد يوصي الجراح بإجراء إزالة العقد الليمفاوية والأنسجة المرتبطة بها العنق (تشريح الرقبة) (Neck Dissection). يُزيل تشريح الرقبة جميع الخلايا السرطانية التي قد تكون انتشرت بالعقد الليمفاوية، كما أنه مفيد أيضًا تحديد ما إذا كنتَ ستحتاج إلى علاجٍ إضافي عقب الجراحة. جراحة تجميل (ترقيع أو ترميم) الفم والوجه والفكين بعد إجراء الجراحة لإزالة السرطان، قد يوصي الجراح بإجراء جراحة تجميلية لإعادة بناء الفم لمساعدة المريض في استعادة القدرة على التحدث وتناول الطعام. قد يقوم الجراح بزراعة طعومٍ من الجلد أو العضلات أو العظام، مأخوذة من أجزاء الجسم الأخرى من أجل تجميل أو تكميل (ترقيع) الفم، قد تُستخَدَم كذلك الطعوم السنيَّة استبدال الأسنان الطبيعية. قد يحتاج المريض إلى أنبوب لمساعدته في تناول الأطعمة والمشروبات والأدوية، للاستخدام القصير الأمد، يمكن أن يتم إدخال الأنبوب من خلال الأنف ليصل إلى المعدة، أمَّا للاستخدام لفترةٍ أطول، فقد يتم إدخال أنبوب من خلال الجلد ليصل إلى المعدة. العلاج الإشعاعي: يَستخدمِ العلاج الإشعاعي حُزَمًا مرتفعة الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات؛ للقضاء على الخلايا السرطانية ويَتمُّ عادةً توصيل العلاج الإشعاعي من آلة خارج الجسم (إشعاع الشُّعاع الخارجي)، ولكنه قد يَصِل من بذور أو أسلاك مشعة موضوعة بالقرب من السرطان (العلاج الإشعاعي الموضعي. يُستخَدَم العلاج الإشعاعي عادةً بعد إجراء العملية الجراحية ولكن في بعض الأحيان يمكن استخداُمُه منفردًا إذا كان المريض لديه سرطان مبكِرّ في الفم ويُمكِن الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي في حالات أخرى. هذه التوليفة تَزيد من فعالية العلاج الإشعاعي، ولكنها تَزيد أيضًا الآثار الجانبية التي قد تشعر بها، في حالة سرطان الفم المتقدّمِ، قد يُساعِد العلاج الإشعاعي في تخفيف الأعراض الناتجة من السرطان، مثل الألم. الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي للفم قد تتضمَّن جفاف الفم، وتسوُّس الأسنان وتَلَف عظم الفك. وهنا أنصح وبشدة بزيارة طبيب الأسنان قبل بَدْء العلاج الإشعاعي للتأكدُّ من صحة الأسنان قدر المستطاع، قد تحتاج الأسنان الغير صحية للعلاج أو الإزالة. العلاج الكيميائي: يُعد العلاج الكيميائي علاجا يستخدم المواد الكيميائية لقتل الخاص السرطانية. ويمكن أن يتم إعطاء أدوية العلاج الكيميائي بمفردها أو مع أدوية أخرى، قد يزيد العلاج الكيماوي من فعالية العلاج الإشعاعي، لذلك يتم الجمع بين الاثنين. تعتمد التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي على العقاقير التي يتلقاها المريض. التأثيرات الجانبية الشائعة تشمل الغثيان والقيء وتساقط الشعر، اسأل طبيبك عن الآثار الجانبية المحتملة لأدوية العلاج الكيميائي الموصوفة لك. العلاج الدوائي الموجه: تعالج الأدوية الُمُوجهَّة سرطانَ الفم عن طريق تغيير سمات معينة في الخلايا السرطانية التي تزيد من نموها ويمكن استخدام الأدوية الُمُوجهَّة وحدها أو بالاشتراك مع علاج كيميائي أو علاج إشعاعي. يُعَد دواء سيتوكسيماب (اربيتوكس) أحد العلاجات الُمُوجهَّة المستخَدَمة لعلاج سرطان الرأس والعنق في بعض الحالات ويعمل سيتوكسيماب على إيقاف نشاط أحد البروتينات الموجودة في العديد من أنواع الخلايا السليمة، ولكنه يوجد بكميات أكبر في بعض أنواع الخلايا السرطانية. تشمل الأعراض الجانبية طفحاً جلديا، والشعور بالحكة، والصداع، والإسهال، وإصابة بأنواع العدوى. قد تكون الأدوية الموجهَّة خيارًا إذا لم تفلح طرق العلاج المعتادة الأخرى. العلاج المناعي: تعتمد المعالجة المناعية على استخدام جهاز مناعتك لمحاربة السرطان. قد لا يهاجم جهازكَ المناعي المسؤول عن مكافحة الأمراض السرطان؛َ بسبب إنتاج الخلايا السرطانية بروتينات تُعمِي خلايا الجهاز المناعي وتعمل المعالجة المناعية من خلال تعطيل تلك العملية، تُخصَّص أنواع العلاج المناعية بوجه عام لعلاج الأشخاص المصابين بسرطان الفم، من غير المستجيبين لطرق العلاج القياسية.
مشاركة :