أطلقت شركة «سبايس أكس» الفضائية الأميركية، أمس، قمراً اصطناعياً مصمماً لقياس ارتفاع المحيطات والتعمق في فهم الظواهر المناخية القصوى، محاولة بعد ذلك استعادة الطبقة الأولى من الصاروخ القاذف وجعله يعود ويحط على منصة عائمة في البحر. وأقلع الصاروخ القاذف «فالكون 9» من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، وسط أحوال جوية صافية. وبعد تأخير استمر سنتين، أطلق إلى مدار الأرض القمر الأميركي- الفرنسي الذي سيساهم في رفع الدقة في توقعات ارتفاع المحيطات وقوة الأمواج واتجاه التيارات وشدة الرياح... وغيرها من الظواهر. وهذا القمر «جيسون 3» هو ثمرة تعاون بين وكالة الفضاء الفرنسية ومنظمة «يومتسات» الأوروبية المعنية بالأقمار الاصطناعية المراقبة للمناخ، ووكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والوكالة الأميركية للمحطيات والغلاف الجوي. وسيوضع هذا القمر على ارتفاع ألف و335 كيلومتراً عن سطح الأرض، وسيقيس ارتفاع المحيطات بدقة عالية، وفق جيم سيلفا، المسؤول في الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي. وتصل تكاليف صنع القمر وإطلاقه وتشغيله على مدى خمس سنوات إلى 180 مليون دولار. ومن شأن «جيسون 3» أن يساعد في عمليات البحث والإنقاذ بعد حوادث الغرق. ويقول لوري ميلر المسؤول العلمي عن مهمة «جيسون» في الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، أن «ارتفاع منسوب المحيطات هو الظاهرة الأكثر وضوحاً للاحتباس الحراري، وهو يساعد في توقعات الأحوال الجوية، مثل الأعاصير وتيار «إيل نينيو» وظواهر مناخية قصوى أخرى». ويضيف: «أكثر من 90 في المئة من الحرارة المحبوسة على سطح الأرض تتركز في المحيطات»، الأمر الذي يجعل منها عنصراً أساسياً في ظاهرة التغير المناخي. وكانت مهمةُ أمس الثانيةَ لصواريخ «سبايس أكس» بعد انفجار أحد صواريخها من طراز «فالكون 9» في حزيران (يونيو) الماضي، وذلك بعيد انطلاقه من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا. وكان ذلك الحادث النكسة الأولى لشركة «سبايس إكس» التي نجحت قبل ذلك في إطلاق 18 مهمة فضائية ناجحة، من بينها ست رحلات غير مأهولة لتزويد محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض بالمؤن والمعدات، بموجب عقود مع وكالة الفضاء الأميركية التي تتجه في السنوات الأخيرة للتعاون الكبير مع القطاع الخاص في مجال الرحلات الفضائية القريبة.
مشاركة :