لا يمكن الحديث عن أثر الجامعات في تقدُّم المجتمعات من دون التطرق لمسيرتها في بناء الموارد البشرية والبحث العلمي وخدمة المجتمع، فالتعليم العالي يلعب دوراً رئيسياً في حركة التطوير من خلال برامجه التي تساهم في توسعة الآفاق العلمية والثقافية للأفراد وتأهيلهم لسد احتياجات سوق العمل والاحتياجات التنموية الوطنية. وفي المملكة العربية السعودية، في عصرها الزاهر، تحققت للتعليم العالي نهضة كبرى حيث وصل عدد الجامعات إلى خمس وعشرين جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية وأربع وثلاثين كلية أهلية، احتوت على تخصصات علمية وتطبيقية في مختلف المجالات، وهي جميعها مرتبطة بوزارة التعليم، في تعليمها العالي الذي يواكب عجلة التطوير لتتناسب مع حركة التنمية العامة وتوجهات سوق العمل السعودي والعالمي. هذه التطورات عكستها الرعاية الكريمة والاهتمام الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والحكومة السعودية الرشيدة ، وتوجيهات معالي وزير التعليم. وتسير توجهات مؤسسات التعليم العالي في المملكة اليوم نحو زيادة إنتاجية الجامعات وتهيئة فرص النمو الاقتصادي داخلها، من خلال العمل في مشاريع بحثية إنتاجية، والمشاركة في التطوير التقني، والانفتاح على سوق العمل، وتكوين علاقات متبادلة مع المؤسسات والقطاعات المختلفة. ومن الجامعات التي اتخذت مساراً تطويرياُ لبرامجها للوصول بها إلى مستويات متقدمة، تأتي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من خلال صندوق استثماراتها ومواردها الذاتية ، التي تبنت نموذج الجامعة المنتجة كإحدى سياسات تجديد مصادرها التمويلية التي تعتمد على تسويق الخدمات والاستشارات والمنتجات والابتكارية، والدخول في التحالفات العلمية والاستشارية مع القطاعات المختلفة ، بهدف إيجاد مصادر تمويل جديدة إضافية تنعكس بشكل إيجابي على تنمية البحث العلمي وتجويد المخرجات الطلابية والإسهام المقدم للمجتمع، وما معرض الجامعة المنتجة القادم إلا واحد من أذرع التنمية الاقتصادية لديها. فخلال الفترة القادم وبمباركة من وزير التعليم تستعد جامعة الإمام محمد بن سعود، لإطلاق فعاليات الجامعة المنتجة المتكاملة، متضمنة التشكيلة الفريدة لكل ما من شأنه أن يدعم الابتكار والإنتاج في الجامعات السعودية، عمل على تصميم الفكرة وإعداد الدراسة صندوق استثماراتها ومواردها الذاتية إثمار المسؤول عن تنمية مصادر تمويل الجامعة بأساليب استثمارية متنوعة وذات جدوى اقتصادية بالتركيز على الاستثمار المعرفي الذي يعد الميزة النسبية التي تتميز بها الجامعة، وبما يتوافق مع الخطط التنموية للمملكة ، وتسهم في تنفيذه إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال. وتتطلع الرؤية للمشروع أن يتحول إلى ملتقى دولي سنوي يدعم تسويق مشروعات الجامعات المنتجة في الخليج وفي الوطن العربي، يستثمر الإبداعات الطلابية والمواهب والخدمات التعليمية والبحثية والتدريبية في جميع الجامعات المشاركة. وأن يكون هدفه البارز تشجيع التنافسية بين الجامعات في خلق سوق حقيقي لتسويق واستثمار تلك المنتجات المغيبة هنا وهناك نتيجة عدم توفر الفرص أو الدعم أو الحاضنة المناسبة، وهي اليوم تجتمع كلها تحت سقف واحد، المنتجات، والحاضنات، والمطورون، وجهات التمويل، وبيوت الخبرة. وصندوق الاستثمارات في جامعة الإمام برئاسة مدير الجامعة بالنيابة يلعب دوراً ريادياً في تطوير هذه المبادرة الأولى على مستوى الخليج والوطن العربي لإيجاد بيئة خصبة للتميز والابتكار والإبداع. هذا السوق الجديد المبتكر من شأنه أن يعطي الجامعات المرونة الكافية للتواصل مع القطاعات المختلفة، وعرض نشاطاتها وخدماتها الاستشارية والتعليمية، وتسويق إنتاجها البحثي والابتكاري، فضلاً عن تعزيز موازنتها عن طريق تحقيق بعض الموارد المالية الإضافية من خلال وسائل متعددة وهذا ما ينسجم مع خطة التحول الاقتصادي الجديد، ويقدم أنموذجاً واقعياً لها. رابط الخبر بصحيفة الوئام: المعرض الأول للجامعات السعودية المنتجة يحتضنه صندوق الاستثمارات بجامعة الإمام
مشاركة :