تراجع تأثير الحرب أمام سحر كأس العالم لكرة القدم وارتفعت مؤشرات البهجة في اليمن، لتصنع الرياضة حالة نادرة من السعادة التي طغت على آلام الصراع المرير. ووضعت مدن يمنية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في الحكومة الشرعية، شاشات عملاقة في الساحات والشوارع الرئيسية لمشاهدة مباريات النهائيات المقامة في قطر، مما ساهم في أن ينسى اليمنيون، ولو مؤقتا، آثار ومآسي الصراع في بلدهم الذي مزقه الحرب منذ ثماني سنوات. وقال وكيل وزارة الشباب والرياضة خالد محسن الخليفي لرويترز إن وزارته وفرت أكثر من 160 جهاز استقبال لشبكة بي.إن سبورتس، التي تملك الحقوق الحصرية للبث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على الأندية والتجمعات السكانية في المحافظات وبعض المديريات النائية “كهدية للشباب وجماهير الكرة في كافة محافظات اليمن”. وأدت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات إلى تقسيم اليمن، حيث تسيطر ميليشيا الحوثي إلى حد بعيد على الشمال، فيما تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على مناطق جنوب وشرق البلاد. ودمر الصراع الاقتصاد وأصبح الملايين في أنحاء اليمن يواجهون صعوبات في الحصول على قوتهم. ووفقا لتقارير رسمية، أدت الأزمة الاقتصادية في اليمن إلى ارتفاع معدل التضخم إلى ما يقرب من 40 % وزيادة البطالة إلى 35 بالمئة. وقال الشاب أحمد هاشم، وهو طالب في جامعة عدن، لرويترز “وجد اليمنيون في الشاشات المجانية العملاقة متنفسا رائعا لإظهار حب الجماهير لكرة القدم والرياضة عموما. وأضاف “الناس في اليمن تعبت كثيرا وجاء انطلاق مونديال قطر فرصة لإدخال السلوى والبهجة والفرحة والملاذ، وإن لساعات قليلة، للهروب من الواقع المرير”. ويحتل اليمن المركز 155 في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) بين 211 دولة، ولم يسبق له التأهل إلى نهائيات كأس العالم وشارك في كأس آسيا مرة واحدة في النسخة الأخيرة بالإمارات عام 2019.
مشاركة :