تعكس زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف للمملكة ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اليوم، والتي تعتبر الثانية له في غضون ثلاثة أشهر، الأهمية البالغة التى يوليها البلدان الشقيقان للعلاقات الاستراتيجية التاريخية بينهما، وكان سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قد زار إسلام أباد قبل أيام قلائل، بما يدل عن مدى التنسيق بين البلدين وعلى أعلى المستويات القيادية. وقبيل زيارة الجنرال راحيل إلى المملكة ألغى وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف زيارته إلى إيران التي كانت مقررة الأربعاء الماضي، وبما يعنيه ذلك كله من إثبات للتحالف الإستراتيجي الذي رسمته هذه الزيارات المكوكية وما واكبها من تصريحات قوية من الجانب الباكستاني في دعم المملكة والوقوف بجانبها ضد أي تهديدات تستهدف سلامة أراضيها وحيث اعتبر الجنرال راحيل أن أي اعتداء على المملكة يعتبر اعتداء على باكستان. تصريحات راحيل جاءت ترجمة عملية لما تؤمن به باكستان بالدور السعودي الهام في الاستقرار الإقليمي باعتبارها صمّام الأمان لمنطقة الشرق الأوسط من جهة ، وفي إدراك ما تحمله الطموحات الإيرانية بالهيمنة على المنطقة والتغلغل في بلدانها بما في ذلك الباكستان نفسها من جهة أخرى. كما أن التوجه السعودي نحو إسلام أباد في أوج أزمتها مع طهران يؤكد على إدراك الرياض لأهمية التحالف الإستراتيجي مع دولة إسلامية شقيقة تمتلك سادس أقوى جيش في العالم والدولة الإسلامية النووية الوحيدة. ولد راحيل شريف عام 1959 لأسرة غالبية أفرادها من العسكريين واستطاع أن يحقق العديد من النجاحات منذ توليه لمنصبه قائدًا للجيش الباكستاني في نوفمبر 2013 يأتي في مقدمتها القضاء على معاقل التنظيمات الإرهابية في مقاطعة وزيرستان المحاذية للحدود الأفغانية، وفي توطيد دعائم الأمن بشكل عام في باكستان.
مشاركة :