مؤتمر خليجي يناقش خطط تحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان وسبل الوقاية

  • 11/22/2022
  • 21:52
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة في 22 نوفمبر / وام / أكدت القيادات الصحية والمختصون في المستشفيات والجمعيات الطبية العاملة في مكافحة السرطان أهمية الخطط والاستراتيجيات لتحسين الرعاية الصحية لمرضى السرطان وسبل الوقاية منه واستعرضوا خبراتهم الأكاديمية والمهنية وما اكتسبوه خلال عملهم في العديد من الجهات المختصة في دولة الإمارات وتركيا والمملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.. مشيرين إلى العوائد الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي ستعود على دول الخليج نتيجة زيادة الاستثمار في الرعاية الصحية. جاء ذلك ضمن أعمال اليوم الثاني من المؤتمر الخليجي المشترك الخامس للسرطان الذي تستمر حتى يوم غد في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة تحت شعار "استمرارية الرعاية الصحية لمكافحة السرطان والتصدي له" . وتناولت جلسة - أدارها الدكتور خالد أحمد الصالح الأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان - مختلف العوامل المرتبطة بالكشف والفحص المبكر عن السرطان . وناقش الدكتور الفاتح عبد الرحيم أخصائي سياسات الصحة والتنمية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتركيا العائد الاقتصادي للاستثمار في الكشف والفحص المبكر .. مشيراً إلى أهمية التمويل السخي لمشاريع الرعاية الصحية التي وصفها بأنها استثمار لا إنفاق. وقال : “ هنالك العديد من النواحي التي يجب وضعها في الاعتبار عند الحديث عن مكافحة السرطان من الوقاية والتوعية مروراً بالعلاج لكن لا يمكن لكل هذه الجهود أن تنفذ دون الدعم المالي لذا عملنا على إنجاز ست دراسات مشتركة لاكتشاف التبعات الاقتصادية والاجتماعية للأمراض المزمنة على الدول الخليجية بمشاركة وزارات الصحة ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون " .. مشيراً إلى أنه تم تلافي أكثر من 250 ألف حالة وفاة في الدول الخليجية بسبب الإنفاق المتزايد على الرعاية الصحية خلال الـ15 عاماً الماضية وأكد أن الاقتصادات الناشئة شديدة التأثر بوفيات السرطان التي لا تستثني الشباب باعتبارهم العصب الحيوي للقوى العاملة. وبشأن التقليل من العبء الاقتصادي لمرض السرطان ناقش الدكتور مشيب علي عسيري رئيس المعهد الوطني للأورام بالمملكة العربية السعودية الإمكانيات التي يمكن أن توفرها عملية الكشف والفحص المبكر في هذا الصدد .. مشيراً إلى أن تكاليف مكافحة السرطان تعتبر مرضاً بحد ذاتها على المستوى الاقتصادي خاصةً مع زيادة التضخم في تكاليف الرعاية الصحية التي تعاني منها الدول الغنية أيضا فكيف بتكلفة علاج السرطان في الدول النامية. واستعرض عسيري العديد من المشاريع المبشرة بمستقبل أفضل للرعاية الصحية في دول الخليج مستشهداً بخطة المملكة العربية السعودية لاتاحة الكشف المبكر لجميع سكانها عبر المراكز الصحية الحكومية خلال العامين القادمين مؤكداً انخفاض الوفيات من مرض السرطان خلال الفترة من 1991 إلى 2017 بنسبة 29 في المائة فيما بلغت نسبة التحسن للناجين من السرطان 20 في المائة ممن استطاعوا مواصلة حياتهم بعد خمس سنوات من تشخيصهم بالمرض. وتناولت الدكتورة إيمان الشامسي استشاري ورئيس قسم أورام الدم لدى الأطفال بدولة الإمارات وهي أول طبيبة إماراتية تتخصص في هذا المجال خلال الجلسة الدور الذي يلعبه الكشف والفحص المبكر في تحسين نتائج السرطان وتخفيف الأعباء على المرضى والمؤسسات الطبية على حد سواء .. مؤكدة وجود ارتباط ين زيادة معاناة المريض وارتفاع تكلفة علاجه كلما تأخرت المرحلة التي تم تشخيص مرضه فيها ونوهت بالنسبة المرتفعة للتعافي والنجاة من مرض السرطان في حالات التشخيص المكبرة. من جانبه تطرق جايلز ديفيز مدير قسم الجراحة بمستشفى كرومويل بالمملكة المتحدة إلى مرض سرطان الثدي بصورة خاصة مبشراً بالأساليب المبتكرة التي من شأنها تطوير خدمات فعالة لفحص الثدي لدى النساء دون سن الخمسين متناولا التحديات والحواجز التي تواجه عمليات الفحص كالوصمة الاجتماعية من التشخيص الإيجابي وقلة التوعية والتثقيف بأعراض المرض وأخطاره إضافة إلى التوابع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، لافتاً إلى الانتباه للتأثير السلبي الذي قد تمثله قلة الاندماج بين القطاعات الخدمية المختلفة والمساهمة في خدمة مريض السرطان ووصف جميع الحواجز بأنها عالمية لا تختلف حتى في جوانبها الثقافية بين دول الخليج والغرب. وبعد فتح المجال أمام الحضور لطرح أسئلتهم والاستماع للأجوبة من المتحدثين أقيمت جلسة نقاشية عن مراجعة دلائل الكشف والفحص المبكر في تحسين علاج السرطان والنجاة من المرض أدارها الدكتور صالح العثمان من المركز الخليجي لمكافحة السرطان. ناقشت الجلسة العوائق والعوامل التمكينية في دول مجلس التعاون الخليجي المختلفة وذلك بمشاركة كل من الدكتور عبد الرحمن فخرو من جمعية البحرين لمكافحة السرطان والدكتور طه اللواتي من الجمعية العمانية للسرطان والبروفيسور سمر الحمود من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والدكتورة إيمان التوحيد من جمعية الأورام الكويتية والدكتور هادي أبو رشيد من الجمعية القطرية للسرطان والدكتورة بثينة بن بليلة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع (الإمارات). وخلال الجلسة الرابعة من المؤتمر ناقش عدد من المتخصصين الفرص والتحديات ذات الصلة بموضوع اليوم الثاني التي جاءت بعنوان "القبول المجتمعي للفحص والكشف المبكر عن السرطان" واستعرضت الدكتورة أمنيات الهاجري المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع بدولة الإمارات خلال أعمال الجلسة ، التجربة الوطنية في مجال الكشف والفحص المبكر فيما تناولت الدكتور عايدة العوضي استشاري طب الأورام بمستشفى توام بمدينة العين نظرةً عامة على مستويات الرعاية تحدثت فيها عن الوقاية والكشف والتشخيص والعلاج لمرضى السرطان والسبل الرامية لإبقاء المرضى على قيد الحياة. وعبر جلسة مسجلة شارك توماس هوفمارشر مدير الأبحاث بالمعهد السويدي لعلم اقتصاد الصحة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الفحص والكشف عن السرطان في منطقة الخليج . وناقشت الدكتورة منال عليوة المعالج الفني المعتمد الجوانب النفسية والسلوكية في تطوير وعي ذاتي أفضل حول الصحة والسرطان اعتماداً على برنامج علم الأورام النفسي القائم على التدخلات العلاجية بالفن انطلاقاً من تجربتها كمؤسس ورئيس تنفيذي لمبادرة "آرت تو كير" في مصر والتي قامت بمشاركة العديد من محاورها في تحسين الصحة النفسية العاطفية لمرضى السرطان في ورشة عمل خاصة في اليوم الأول من المؤتمر. واستعرضت الدكتورة أسماء القصير من كلية العلوم والمهن الصحية بجامعة الملك سعود بن العزيز بالمملكة العربية السعودية الجوانب النفسية والاجتماعية المترتبة على وصمة العار المرتبطة في كثير من المجتمعات بالمصابين بمرضى السرطان وناقشت من واقع تجربتها المهنية الوضع الحالي والتحديات التي تواجه المؤسسات الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي للحليولة دون استمرار هذه الظاهرة السلبية. وأختتمت جلسات اليوم الثاني بعرض للدكتور أليستير فراي استشاري جراحة الفم والوجه والفكين بمستشفى كرومويل بالمملكة المتحدة تطرق فيه إلى وسائل التشخيص المبكر لسرطان الفم والأبحاث المتواصلة التي من شأنها تحسين النتائج للوصول إلى رعاية صحية شاملة للمصابين بمرض سرطان الفم.

مشاركة :