كشف الباحث الإيراني تريتا بارزي، في كتابه «حلف المصالح المشتركة» تفاصيل العلاقات السرية بين إسرائيل وإيران، ملقيًا الضوء على مصطلح الجغرافيا السياسية التي أدت إلى التجاذب الإسرائيلي - الإيراني، بسبب وحدة الهدف بينهما وهو تقويض الدول العربية. ويتحدث بارزي عن العلاقات السرية الإسرائيلية الإيرانية، مشيرًا إلى انه منذ ولادة دولة إسرائيل واجهت إيران مأزقًا في تعاملاتها مع الدولة اليهودية، إلا أن الشاه أدرك أن إقامة دولة ليست عربية موالية للغرب في الشرق الأوسط يمكن أن يعزز من وضع إيران عبر لفت انتباه الدول العربية عن تخصيص مواردها لمنافسة إيران في المنطقة. وأوضح انه من الأسباب التي عززت تلك العلاقة وجود جالية يهودية كبيرة في إيران تتلهف إسرائيل لانتقالها للدولة العبرية كما كانت طهران على استعداد لتوفير ممر آمن لليهود العراقيين للوصول إلى إسرائيل أيضًا. وبدورها طمعت إيران في نفوذ إسرائيل في واشنطن وكانت في أمسِّ الحاجة إلى التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة من اجل النمو الاقتصادي. ويقول الكاتب انه في أعقاب عودة «آية الله روح الله» الخميني إلى إيران وسقوط دولة الشاه بدا على السطح خسارة استراتيجية لإسرائيل غير أن القنوات السرية كانت لاتزال تعمل ويبدو أنها مستمرة، موضحا ذلك في فصل يحمل عنوان «تحولات أيديولوجية، واستمراريات جيوسياسية» يوضح كيف أن وحدة الهدف الفارسي الإسرائيلي تتجاوز الخصومات إذا كان هذا الهدف تحطيم قوة العرب. وتطرق إلى ما كان يقوم به الخميني من سماح لعدد كبير من اليهود الإيرانيين بمغادرة إيران وقد عبر الآلاف منهم نحو باكستان باستخدام الحافلات ومن هناك جرى نقلهم بواسطة الطائرات إلى استراليا حيث سمح لهم بالهجرة إلى الولايات المتحدة وإلى إسرائيل. واستنادًا إلى محمد رضا أمين زاد - وهو مسؤول إيراني - فر من البلاد عام 1985 أجرى عقيد في الجيش الإسرائيلي اسمه يوري المفاوضات على الصفقة والذي زار إيران في مستهل العام 1980. وألقى الضوء على خطاب إيران المعادي لإسرائيل، الذي لا يتطابق مع سياستها الفعلية ففي الوقت الذي كانت إيران تتعامل فيه سرا مع الحكومة الإسرائيلية كانت تدين علنا الدولة اليهودية وتشكك في حقها في الوجود على سبيل المثال دعا وزير الخارجية الإيراني في 14 أغسطس 1980 إلى وقف مبيعات النفط إلى الدول التي تدعم إسرائيل وبعد صخب كبير لم يتم تنفيذ ذلك التهديد وقد بدا واضحا أنه بعد أن تولى الثوريون السلطة تصرفوا بناء على مبادئهم المختلفة. المزيد من الصور :
مشاركة :