أكدت الحكومة الصينية، أمس، التزامها «الصلب» بوحدة أراضيها، بعد تحقيق الحزب التايواني المعارض المؤيد للاستقلال عن الصين، نصرًا حاسمًا في الانتخابات التي شهدتها البلاد أول من أمس. وأعلنت بكين أن «تايوان شأن داخلي صيني، ولا توجد سوى صين واحدة في العالم»، وأكدت أن الانتخابات التي جرت في تايوان لن تغير هذه الحقيقة ولا القبول الدولي لها. وحققت تساي انغ - وين وحزبها الديمقراطي التقدمي فوزا مقنعا في كل من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وتمكن الحزب من الحصول على أغلبية كبيرة في البرلمان الوطني في تايوان، نحو ضعف عدد مقاعد الحزب القومي الصيني (كومينتانغ) المنتهية ولايته، والذي عزز العلاقات مع الصين خلال فترة توليه السلطة. وحذرت بكين أنها ستعارض «وبحزم أي شكل من أشكال الأنشطة الانفصالية التي تؤدي إلى استقلال تايوان». وذكر بيان صادر عن مكتب شؤون تايوان في الصين: «بالنسبة للمسائل الرئيسية المتعلقة بالمبدأ والتي تشمل الحفاظ على السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية، فإن إرادتنا صلبه وموقفنا ثابت». وتعهدت تساي بالحفاظ على السلام مع الصين التي تطالب بالسيادة على تايوان ولم تحبذ على الإطلاق استخدام القوة لإعادتها لسيطرتها. وفي بيان مقتضب صدر ليلة أول من أمس، قالت وزارة الخارجية الصينية إنه مهما حدث من تغييرات في تايوان، فإن «الصين لن تغير مطلقا سياستها بالاعتراض على استقلال تايوان الرسمي». كما صرحت الوزارة بأن «قضية تايوان شأن داخلي بالنسبة للصين. ولا توجد سوى صين واحدة في العالم وينتمي كل من البر الرئيسي وتايوان لصين واحدة. ولن يتم السماح بانهيار سيادة الصين ووحدة أراضيها». وتابعت أن «نتائج انتخابات منطقة تايوان لا تغير هذه الحقائق الأساسية وإجماع المجتمع الدولي». وقالت إن الصين تأمل بأن يواصل العالم دعم مبدأ «صين واحدة» ويعارض أي شكل من استقلال تايوان ويتخذ «خطوات حقيقية» لدعم التطور السلمي للعلاقات عبر مضيق تايوان. وستتولى تساي أحد أصعب وأخطر المهام في آسيا مع توجيه الصين مئات من الصواريخ نحو الجزيرة التي تطالب بالسيادة عليها وذلك بعد عشرات السنين من فرار الوطنيين المهزومين من الشيوعيين بزعامة ما وتسي تونغ إلى تايوان في الحرب الأهلية الصينية عام 1949. وسيتعين على تساي تحقيق توازن بين مصالح الصين وهي أكبر شريك تجاري لتايوان أيضًا والولايات المتحدة ومصالح وطنها. وتجازف تساي بإثارة غضب الصين إذا حاولت أن تؤكد عنوة سيادة تايوان، وتنهي ثماني سنوات من تحسن العلاقات مع الصين في ظل الرئيس السابق ما ينغ جيو الذي ينتمي إلى الوطنيين الذين حكموا كل الصين حتى الانسحاب إلى تايوان في 1949. وعقدت الانتخابات في وقت صعب بالنسبة لاقتصاد تايوان، المعتمد على الصادرات والذي انزلق إلى ركود في الربع الثالث من العام الماضي. ويذكر أن الصين هي أكبر شريك تجاري لتايوان أيضًا والوجهة المفضلة لاستثمارات تايوان. ولا تزال الصين تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها. وشهدت العلاقات بين البلدين تحسنا منذ انتخاب ما يينغ جو رئيسا للجزيرة في 2008 وإعادة انتخابه في 2012. لكن الرأي العام التايواني لا يحبذ تعزيز العلاقات مع الصين خشية أن تزيد نفوذها في تايوان.
مشاركة :