تجددت ظاهرة اقتحام فروع عدد من المصارف في لبنان من قبل مودعين للمطالبة بالإفراج عن ودائعهم، حيث سجل اقتحامان أمس الأربعاء لفرعين في الجنوب والشمال، بعد سلسلة اقتحامات سابقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وانحسرت إثر تعزيز الإجراءات الأمنية أمام المصارف. واقتحم مودع لبناني أمس الأربعاء فرعاً لمصرف «عودة» في مدينة صور جنوب البلاد، مطالباً بوديعته لـ«علاج والدته المريضة بالسرطان» كما قال. كما اعتصم مودع ثانٍ أمام فرع لمصرف «سوسيتيه جنرال» في بلدة أميون في شمال البلاد للمطالبة بتحويل القسط الجامعي لابنه الذي يدرس في الولايات المتحدة الأميركية. وأعلنت جمعية المودعين اللبنانيين على حسابها على «تويتر» أن المودع المعتصم أمام المصرف يمنع الدخول إليه والخروج منه. ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية منذ عام 2019 أدت إلى امتناع المصارف عن تسليم الودائع للمودعين. ويواصل عدد من المودعين عمليات اقتحام المصارف للحصول على ودائعهم بعد الأزمة المالية التي ضربت لبنان في عام 2019، ما دفع المصارف لتقييد السحوبات بالتنسيق مع البنك المركزي اللبناني. وناهزت عمليات اقتحام المصارف الـ18 عملية منذ مطلع العام، لأسباب صحية أو تعليمية، لكن لم ينجح جميعهم بالحصول على أمواله، وتضاعفت بشكل قياسي بدءاً من شهر سبتمبر (أيلول)، مع تسجيل أكثر من سبع عمليات اقتحام في يومين متتاليين، توزعت بين مناطق لبنانية عدة، وكان أبرزها عملية الاقتحام التي نفذتها سالي الحافظ التي قيل إنها استخدمت سلاحاً بلاستيكياً مطالبة بالحصول على وديعة شقيقتها التي تعاني من مرض السرطان وتحتاج لإجراء عملية جراحية، وتمكنت من الحصول على حوالي 15 ألف دولار أميركي. وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تجددت الاقتحامات وكان أبرزها الذي قامت به النائبة في «تكتل نواب التغيير» سينتيا زرازير للمطالبة بالقوة بأموالها، بعد دخولها سلمياً إلى أحد المصارف برفقة محامين مطالبة بتحويل 8000 دولار من وديعتها إلى المستشفى من أجل الخضوع لعملية جراحية، ولم تخرج قبل أن تحصل على طلبها.
مشاركة :