يحتضن ملعب 947 مباراة من العيار الثقيل تجمع بين البرتغال وغانا، والتي تقام في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة في بطولة كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر. وإلى جانب المنتخبين البرتغالي والغاني، تضم المجموعة الثامنة في كأس العالم 2022 منتخبي أوروغواي وكوريا الجنوبية. الدوحة - بات رونالدو يشكل عبئا حتى على المنتخب البرتغالي وذلك بعدما كان مركز الثقل أينما حل، لاسيما بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما يجعل البرتغال مُثقلة بهَمّه في مستهل مشوارها بمونديال قطر الذي تبدأه الخميس ضد غانا. منتخب البرتغال، الذي يعد واحدا من بين المرشحين لحصد لقب مونديال قطر، يدخل المباراة بهدف دخول أجواء البطولة سريعا، وإرسال رسالة شديدة اللهجة إلى منافسيه مفادها أن تحقيق لقب كأس العالم سيكون هدفه. أما منتخب غانا، فيسعى إلى استثمار التغييرات الهائلة في صفوفه قبل كأس العالم، ومحاولة حصد نقاط المباراة من أجل وضع قدميه على الطريق الصحيح نحو التأهل عن هذه المجموعة. في خطوة تعتبر "انتحارية" في عالم الاحتراف، قرر رونالدو شنّ حرب على فريقه يونايتد ومدربه تن هاغ بسبب تهميشه في "الشياطين الحمر"، وذلك عشية انطلاق نهائيات المونديال القطري، فكان تخلي فريقه عنه “بمفعول فوري” متوقعا مساء الثلاثاء. بالنسبة إلى لاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب لقرابة عقدين من الزمن بمبارياته الـ191 وأهدافه الـ117 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم والكثيرون يتحدثون عن ضرورة ألا يشركه المدرب فرناندو سانتوش أساسيا كي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر كبير جدا على حجم المشكلة التي أوقع نفسه فيها أفضل لاعب في العالم خمس مرات. ووصل الأمر بصحيفة "آ بولا" البرتغالية إلى الخروج بعنوان “القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال”، رغبة منها في أن يكون التركيز على المنتخب الوطني الباحث عن محاولة الانضمام إلى العمالقة والفوز بلقبه العالمي الأول ليضيفه إلى تتويجه القاري الأول والوحيد عام 2016 في كأس أوروبا. وحاول لاعبو البرتغال التخفيف من وطأة مشكلة رونالدو، من بينهم نجم مانشستر سيتي الإنجليزي برناردو سيلفا الذي قال إن الأجواء "ممتازة". وانهالت الأسئلة على برناردو سيلفا بشأن رونالدو، لكن لاعب الوسط رفض الانغماس في الردّ على هذه الأسئلة، مؤكداً أن زميله مركز ومتحفز. وقال سيلفا “الأخبار الآتية من إنجلترا لا شأن لها بالمنتخب الوطني. كما لا تعنيني أنا شخصيا، وبالتالي لن أقوم بالتعليق عليها". ويخوض رونالدو مشاركته الخامسة في كأس العالم التي يفتتحها أبطال أوروبا 2016 ضد غانا في المجموعة الثامنة، فيما تلعب الأوروغواي مع كوريا الجنوبية في اللقاء الثاني. وبدا ابن الـ37 عاما ظاهريا غير متأثر بالجدل الذي تسبب به، مطمئنا "الجو العام ممتاز.. اللاعب التالي الذي يأتي إلى هنا، ليس عليكم أن تسألوه عن ذلك، لا تتحدثوا عني، ليس عليكم التحدث عن كريستيانو رونالدو.. ساعدوهم واسألوهم عن كأس العالم". وفي مجموعة مفتوحة يصعب التكهن بنتائجها سيحاول رونالدو أن يصبح أول لاعب يحرز هدفا على الأقل في خمس نسخ مختلفة لكأس العالم (من 2006 إلى 2022) ليتفوق على أسماء عظيمة أمثال الأسطورة البرازيلية بيليه والألمانيين ميروسلاف كلوزه وأوفه زيلر. ◙ في مجموعة يصعب التكهن بنتائجها، سيحاول رونالدو أن يصبح أول لاعب يحرز هدفا على الأقل في خمس نسخ مختلفة ومثل نجمه، يبدو المنتخب البرتغالي في تراجع، لكن سانتوش لا يفتقر إلى المواهب، إذ تضم كتيبته وجوها بارزة أمثال جواو فيليكس، رافايل لياو، برونو فرنانديش، جواو كانسيلو، روبن دياش، برناردو سيلفا وغيرهم. لكنه الآن أمام تحدي تجديد أسلوب فريق بُني بالكامل حول رونالدو المرشح للمشاركة أساسيا ضد غانا في تكرار لدور المجموعات عام 2014 حين فاز "سيليساو" أوروبا 2 – 1 بفضل هدف "سي آر 7" بالذات. أكد أتو أدو المدير الفني لمنتخب غانا أنه لا يهتم بأزمة رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي. وقال أدو في المؤتمر الصحفي إنه لا يهتم بهذه الأنباء على الإطلاق وكل تركيزه على مباراة البرتغال التي ستكون قوية وصعبة. ورد أوتو أدو على سؤال بخصوص كيفية إيقاف خطورة نجوم منتخب البرتغال، فقال "سنتدرب بكل تأكيد، ولن أكشف ما أحضره لمواجهة البرتغال". وأضاف "المنتخب البرتغالي يضم نجوما كبارا، بالطبع كريستيانو رونالدو سيشارك وأعتقد أن برناردو سيلفا سيلعب أيضا، لكن لا أتوقع باقي التشكيل". وتابع "هجوم البرتغال يضم نجوما كبارا، ونحن نمتلك أيضا مدافعين متميزين. لا نخشى نجوم البرتغال ونأمل في أن نكون في الموعد". وعلى الورق، من المتوقع أن تكون الأوروغواي، بطلة العالم 1930 و1950، المنافسة الرئيسية على صدارة المجموعة والفوز على كوريا الجنوبية الخميس على ملعب المدينة التعليمية ضد فريق يعتبر الحلقة الأضعف، سيحدد وتيرة الصراع ويمنح “لا سيليستي” الدفع اللازم لمحاولة الوصول إلى ثمن النهائي للمرة الرابعة تواليا، رغم أن المنتخب الأميركي الجنوبي لم يعد متوهجا كما كان قبل أربع سنوات بعد أن بات نجما الهجوم لويس سواريز وإدينسون كافاني في سن الخامسة والثلاثين. وعانت الأوروغواي في مشوار التأهل إذ اضطرت خلاله إلى إقالة مدربها الأسطوري أوسكار تاباريس بعد 15 عاما على رأس الجهاز الفني وتعيين دييغو ألونسو الذي قادها إلى أربعة انتصارات تواليا ضمنت على إثرها المشاركة الرابعة عشرة في العرس الكروي. ويعود المنتخبان الأوروغوياني والكوري بالذاكرة إلى عام 2010 حين تواجها في ثمن النهائي وخرج الأول منتصرا 2 – 1 بثناية لويس سواريز في طريقه إلى نيل المركز الرابع في أفضل نتيجة له منذ 1970. وسبق للمنتخبين أن تواجها أيضا في دور المجموعات عام 1990 حين فازت الأوروغواي بهدف في الثواني الأخيرة بفضل دانييل فونسيكا. وإلى جانب سواريز الهداف التاريخي للمنتخب مع 68 هدفا، ووصيفه كافاني (58 هدفا)، تعج التشكيلة بلاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة مع المدافعَين دييغو غودين (36 عاما) ومارتين كاسيريس (35) والحارس فرناندو موسليرا (36). وتبرز المواهب الشابة، مع داروين نونييس وإرنستو فالفيردي ورودريغو بنتانكور. وضم ألونسو أيضا المدافع رونالد أراوخو رغم خضوعه لجراحة في عضلة فخذه.
مشاركة :