يستعد سكان العاصمة الأوكرانية كييف لقضاء ليل طويل، في ظل معاناة 80% من الأسر من عدم وجود مياه أو كهرباء في أعقاب وابل الصواريخ الروسية، أمس الأربعاء. وقال فيتالي كليتشكو عمدة كييف، التي يقطنها 3 ملايين نسمة، إن جميع خدمات البلديات تعمل من أجل إعادة إمدادات الكهرباء والمياه بأسرع وقت ممكن. وتضررت جميع شبكات التليفزيون الهوائية، وشبكات الكهرباء وإمدادات المياه. ولم تعد الحافلات الكهربائية تعمل بسبب نقص الكهرباء، وتتحرك قطارات مترو الأنفاق كل عشر دقائق فقط. ووعد المسؤولون الحكوميون بإعادة إمدادات الكهرباء والمياه في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس. وقالت وزارة الطاقة: "أدت الهجمات الصاروخية اليوم إلى فصل محطات الطاقة النووية عن غالبية محطات التدفئة والمياه". واستهدفت شبكة الطاقة في البلاد أيضا بضربات صاروخية. قال نائب رئيس مكتب الرئاسة كيريلو تيموشينكو في كييف، مساء أمس الأربعاء، إن اتساع دائرة الضرر تعني أن الإصلاحات ستستغرق وقتا، لكن الفنيين يحرزون حاليا تقدما في إعادة إمدادات الكهرباء عبر أنحاء أوكرانيا. وأشار إلى إعادة إمدادت الكهرباء بشكل جزئي في 15 منطقة إدارية. وأضاف تيموشينكو أنه في العاصمة ذاتها، تم استعادة الكهرباء في مؤسسات البنية التحتية الأساسية الحيوية مثل المستشفيات، مشيرا إلى أنه سيتم استعادة الإمدادات للمستهلكين من القطاع الخاص بعد ذلك. وقال مسؤولون أوكرانيون إن انقطاع التيار الكهربائي نتج عن قتال عنيف، أمس، حيث تعرضت كييف ومناطق أخرى في جميع أنحاء أوكرانيا لهجوم جديد من القوات الروسية، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد آخر بجروح. وذكرت الإدارة العسكرية المحلية في كييف أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم، وأصيب ستة بالعاصمة جراء هجمات صاروخية. ووفقا لإحصاء كييف، استخدم الجيش الروسي نحو 70 صاروخا، بالإضافة إلى طائرات قتالية مسيرة في غارات الأربعاء. #أوكرانيا: 15 منطقة تستعيد إمدادات الكهرباء بعد الهجمات الروسية https://t.co/rhCEDGzGLU#اليوم pic.twitter.com/TQBK5e78vq— صحيفة اليوم (@alyaum) November 24, 2022 وخلال اجتماع خاص عقده مجلس الأمن الدولي، أمس، بناء على طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حث على تصنيف روسيا، بشكل واضح، على أنها دولة إرهابية في ضوء الهجمات الأخيرة، التي قال أنها تشكل "جرائم ضد الإنسانية". ودعا زيلينسكي، الذي تحدث إلى المجلس عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة، إلى المزيد من دعم الدفاع الجوي، وطلب من فرق خبراء الأمم المتحدة التحقيق في الأضرار. وأدانت رئيسة الشؤون السياسية وبناء السلام في الأمم المتحدة روزماري دي كارلو بشدة الهجمات الروسية على البنى التحتية الحيوية في أوكرانيا. وقالت إن مثل هذه الهجمات محظورة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. في هذه الأثناء، أدان المستشار الألماني أولاف شولتس بشدة تعمد روسيا قصف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُظْهِر مرة أخرى مدى سلوكه غير المبالي وغير الرحيم في هذه الحرب، و"يبدو واضحا للغاية أنها حرب لم يعد بمقدوره أن يكسبها في ساحة القتال"، داعيا الرئيس الروسي إلى وقف الحرب. --- دعا الرئيس الكازاخي قاسم جومارات توكاييف، خلال قمة معنية بالدفاع لجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، إلى التوصل لاتفاق سلام من أجل إنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا. وقال توكاييف: "فيما يتعلق بأوكرانيا، أعتقد أن الوقت قد حان لبحث جماعي عن مقترح سلمي. جميع الحروب تنتهي بمحادثات سلام". وأوضح تيموشينكو أنه بحلول المساء، بدأت 2750 محطة إغاثة طارئة العمل في جميع أنحاء البلاد، وتم توفير خدمات التدفئة والكهرباء والمياه والإنترنت والهاتف للمواطنين. كما تم الإبلاغ عن انفجارات، بعضها ناجمة عن نيران مضادة للطائرات، في مناطق أوديسا وميكولايف وبولتافا ودنيبروبتروفسك. كانت مدينة لفيف غربي أوكرانيا في البداية بدون كهرباء تماما بعد الهجمات، بحسب عمدة المدينة أندري سادوفي. أفادت مصادر أوكرانية بأن ضربات صاروخية روسية على فيلنيانسك بمنطقة زابوريجيا أصابت، خلال الليل، جناح الولادة بإحد المستشفيات. وكتب الحاكم العسكري لزابوريجيا أوليكساندر ستاروتش على تطبيق "تليجرام: "الألم يغمر قلوبنا، قُتل طفل جاء لتوه إلى العالم". كما أبلغت أوكرانيا عن ضربات صاروخية في منطقة دونيتسك، حيث قُتل شخص وأصيب ثمانية آخرون. وسجلت الأمم المتحدة أكثر من 6500 قتيل مدني منذ بداية الحرب، بينهم أكثر من 400 طفل. ومع ذلك، تعتقد الأمم المتحدة أن عدد الضحايا أعلى بالفعل.
مشاركة :