لا أحد يفهم سبب تغييرات مدرب منتخب ألمانيا وإخراج أهم لاعبيه قبل عشرين دقيقة من نهاية اللقاء الذي خسره أمام منتخب اليابان. الصحف الألمانية التي انشغلت قبل المباراة بانتقاد قطر والفيفا توجه انتقادها للمدرب هانزي فليك. ليس أمام المنتخب الألماني سوى الفوز على إسبانيا وكوستاريكا عاصفة من الانتقادات طالت هانزي فليك، مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم، في أعقاب الخسارة المفاجئة لمنتخب الماكينات (الأربعاء 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022) أمام منتخب اليابان ، في نهائيات كأس العالم المقامة بقطر. الخسارة بهدفين لهدف صعقت ألمانيا ووسائل الإعلام فيها، التي كانت قبل أيام، وحتى ساعات مشغولة بالرسالة التي يمكن أن يقدمها المنتخب الألماني لدعم حقوق المثليين والتعددية والحرية في قطر. وتسبب إهدار المنتخب الألماني للفرص السهلة وسوء حالة خط دفاعه في تفريط الفريق في فوز سهل كان في متناوله، خاصة بعد تقدمه 1 / صفر في الشوط الأول، حيث تلقى هدفين في آخر 15 دقيقة من منافسه الآسيوي. انتقاد الاتحاد الألماني أولي هونيس الرئيس الفخري لنادي بايرن ميونيخ انتقد أداء الاتحاد الألماني لكرة القدم، واصفا أياه بأنه يفتقد إلى الشجاعة. ونقلت صحيفة "بيلد" عنه قوله حول قضية "شارة الحب" التي تم مناقشتها بشكل مكثف خلال أيام قبل لعب المنتخب أول مبارياته، قائلا إن الاتحاد الألماني تحدث عن إجراءات سيتخذها وبالأخير لم يفعل شيئا. وأضاف بالقول : "لم تكن لديهم الشجاعة للوقوف بوجه الفيفا، كان مثل هذا الموقف ضروري جدا. بالنسبة لي يمثل إنفانتينو كارثة على كرة القدم، كانت هناك فرصة لتذكيره بحدوده التي لا يمكن له تجاوزها". إلا أنه أشار إلى أن المقاطعة أو المغادرة المبكرة للبطولة ستكون طريقة خاطئة، على الرغم من الانتقادات المستمرة لقطر المضيفة، وقال "لسنوات كان هناك وقت كاف لمعالجة الأمور وممارسة الضغط للقيام بذلك. لا أعتقد أن الاتحادات الأوروبية قد أدركت القوة التي تمتلكها بالفعل". لحظة تسجيل الهدف الثاني لليابان تغييرات فليك تساءلت وسائل الإعلام حول سبب قيام فليك باستبدال إيلكاي غوندوغان، صاحب هدف ألمانيا الوحيد من ركلة جزاء، قبل 20 دقيقة من انتهاء المباراة مع توماس مولر. وكتبت مجلة "كيكر" الرياضية الألمانية "لا يزال من غير المفهوم لماذا كان على غوندوغان، الذي ظهر بأداء مقنع بمركز لاعب الوسط في اللقاء، أن يترك المباراة، ولماذا لم يتقدم للعب في مركز صانع الألعاب (الذي كان يشغله مولر)". أضافت كيكر "انقلب ميزان القوى وانحرفت المباراة تماما عن مسارها بالنسبة لمنتخب ألمانيا عقب استبدال غوندوغان ومولر.. صنعت اليابان 5 فرص متتالية للتسجيل وقلبت المباراة على المنتخب الألماني الذي فقد اتزانه تماما". كما انتقد الثنائي الألماني الفائز بكأس العالم سابقا، لوثار ماتيوس وباستيان شفاينشتايغر ، أداء نيكلاس زوله. وكان مدافع بوروسيا دورتموند، والذي سبق له اللعب تحت قيادة هانزي فليك مدرب المنتخب الألماني حينما كان مدربا لبايرن ميونيخ، قد شارك كظهير أيمن، في حين أنه يلعب عادة كقلب دفاع في ناديه، فيما تم استبعاد تيلو كيرر. وقال ماتيوس (61 عاما) وهو الفائز بكأس العالم 1990 لتليفزيون بيلد "دائما أساند هانزي فليك، لكنني لا أفهم بعض الأشياء التي حدثت في المباراة، المدرب يجب عليه التعامل مع هذه التساؤلات". وأضاف: "لماذا لم يلعب كيرر، رغم أنه كان دائما يلعب مؤخرا، الأهداف جاءت من جانب الجناح، وزوله ليس ظهيرا". ولم يكن ماتيوس راضيا كذلك عن تبديلات فليك خلال المباراة. وأوضح ماتيوس: "بإخراج توماس مولر وإلكاي غوندوغان، وهما لاعبان خبيران في نفس الوقت، غاب النظام وكذلك أسلوب اللعب". وكان شفاينشتايغر قد ساعد المنتخب الألماني على تحقيق اللقب في عام 2014، لكنه كان مستاء من أداء زوله. وقال لاعب بايرن ميونخ السابق في تصريحات لقناة "ايه آر دي" خلال تحليله لهدف التعادل الذي أحرزه المنتخب الياباني عن طريق ريتسو دوان بعد أن تقدم الألمان بهدف غوندوغان من ضربة جزاء: "ارتكبنا أخطاء كبيرة في الدفاع". غوندوغان لحظة تسجيله هدف السبق من ضربة جزاء في شباك المنتخب الياباني وأضاف: "حينما تكون في موقف رجل لرجل وخاصة حينما يكون مندفعا، لا يجب أن تجعله يدخل بالكرة لمنطقة الجزاء، بل يجب عليك أن تسد المنطقة وتجعله يجري بعيدا عنها، لأنه يمكنه فعل القليل فقط خارجها". وجاء الهدف الثاني من تاكوما أسانو، وهو مثل دوان ريتسو، يلعب في الدوري الألماني، وهو الهدف الذي كان يمكن تجنبه على حسب شفاينشتايغر. وأوضح شفاينشتايغر: "كان على زوله أن يحاول إيقاعه في مصيدة التسلل، وبعد ذلك ربما كان هناك وقت للحاق به والوصول إلى أسانو. وتحدثت موقع مجلة "دير شبيغل" الإخباري عن "هزيمة فليك" واتفقت معها صحيفة "الباييس" الإسبانية، حيث أشارت إلى أن "تبديلات فليك تركت ألمانيا تنهار" كما تساءلت أيضًا عن سبب قيام المدرب الألماني في وقت لاحق من المباراة بإخراج جمال موسيالا أيضا من ملعب اللقاء، رغم ظهوره بشكل جيد. وتعرض خط الدفاع أيضا للانتقادات، حيث تساءل البعض عن قرار فليك بنقل قلب الدفاع نيكلاس زوله للعب في جهة اليمين. وشنت وسائل الإعلام هجوما على أداء زوله وكذلك زميله نيكو شلوتربيك خلال المباراة، على وجه الخصوص، وكلاهما يلعبان في خط دفاع دورتموند. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أن خطة فليك التي كانت تعتمد على الضغط المتقدم، حملت مخاطرة كبيرة، لكنها أوضحت في الوقت نفسه أنه كان مضطرا للقيام بذلك "لمعالجة أوجه القصور في فريقه بطريقة هجومية". وعلقت الصحيفة على المباراة قائلة إن "ألمانيا قدمت مباراة افتتاحية جيدة لكنها كانت بداية كارثية" في كأس العالم، مضيفة أنه يتعين على فليك الآن "العثور على نظام يؤسس على إبداع فريقه ويتمتع باستقرار كاف". فرص بقاء الألمان أصبح منتخب ألمانيا مطالبا بالفوز يوم الأحد القادم في الجولة المقبلة بالمجموعة على نظيره الإسباني، الذي استهل مشواره في البطولة باكتساح منتخب كوستاريكا 7 / صفر أمس، إذا أراد تجنب الوداع المبكر لكأس العالم من مرحلة المجموعات للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018. يبدو أن مدرب الماتادور الإسباني لويس انريكي قد قطع نصف المسافة إلى الدور الثاني إذا ما أراد المنتخب الألماني الحفاظ على فرصه في البقاء في البطولة فيتعين عليه اجتياز عقبة منتخب إسبانيا، الذي سحق منتخب (الماكينات) 6 / صفر في آخر لقاء جرى بين المنتخبين خلال بطولة دوري الأمم الأوروبية عام 2020. وحافظ المنتخب الإسباني على سجله خاليا من الهزائم أمام نظيره الألماني في البطولات الكبرى، منذ الخسارة في كأس الأمم الأوروبية (يورو 1988)، الذي أقيم بألمانيا الغربية. وبشرط أن يفوز منتخب كوستاركيا على نظيره الياباني وفوز المانيا على كوستاريكا. أما في حال تعادل منتخب ألمانيا وإسبانيا، فإن شرط العبور يعتمد على خسارة إسبانيا أمام اليابان وهو سيناريو غير متوقع. ولذا، لا أمل قوي للمنتخب الألماني في البقاء بالطولة إلا بالفوز على نظيره الإسباني والكوستاريكي وحصد ست نقاط، ليراهن على فارق الأهداف أو النقاط مع الفريق الياباني والإسباني. صحيفة (بيلد) الألمانية الواسعة الانتشار كتبت ينبغي على "فليك أن يظهر ضد إسبانيا أنه يستطيع أن يفعل ما هو أفضل". من جانبها، كتبت صحيفة "بليك" السويسرية، أن إيماءة المنتخب الألماني قبل المباراة - وتغطية اللاعبين لأفواههم احتجاجا على قرار فيفا بشأن حظر شارة قيادة "حب واحد"، يمكن رؤيتها بطريقة مختلفة تماما بعد الهزيمة. وكتبت الصحيفة "هذا يمثل الآن أيضا المزاج السائد في البلاد: تعرض جيراننا الشماليون لمفاجأة مدوية بالخسارة 1 / 2 أمام اليابان في مباراتهم الافتتاحية بكأس العالم". عباس الخشالي
مشاركة :