مازالت مُتلازمة الذاكرة الكاذبة حية وتعمل على إيذاء الكثير من الناس عبر علاج الذكريات المكبوتة، والتي تم حجبها بشكل غير واع نتيجة لارتباط الذاكرة بمستوى عال من الإجهاد أو الصدمة، وعلى الرغم من أن الفرد لا يستطيع استحضار الذاكرة إلا أنه ما يزال يؤثر عليها دون أن يشعر، فهذه الذكريات يمكن أن تظهر في وقت لاحق في منطقة الوعي فهناك من لديهم ذكريات من مراحل مختلفة في حياتهم المبكرة والبعض الآخر لا يتذكر سوى القليل جداً من سنوات الطفولة الأولى، ولا يتبقى من الذاكرة سوى بعض الصور الغامضة والمواقف المشوشة. فمتلازمة الذكريات المكبوتة تمثل فشلاً كبيراً في قطاع العمل في الصحة العقلية، وأن الأفكار الغريبة فيها لم تعرض للتجارب أبداً، ليظهر ذلك الفشل نتائجاً وتساؤلات لدى البعض مثل: هل من الممكن أن يكون استرداد الذكريات علاجاً زائفاً؟، هل هناك أي دليل تجريبي يدعم ما ظهر من أحداث من العلاج باسترداد الذكريات؟ وفي الحقيقة يأتي علاج الذاكرة المكبوتة مزيداً من الإحباط التي مازالت تُستخدم بشكل كٌلي على الذكريات الكاذبة والمنفذة من خلال صوة توجيهية ومن خلال التنويم المغناطيسي وتأثير الاقتراح ومجموعة من الضغوط الأخرى وإرشادهم بشكل يجعلهم يقولون أشياء لا يعانون منها، إلا أن أنماط العلاج هذا وفقاً لتشارلز برينرد، عالم النفس في جامعة كورنيل، تشجع الناس على تطوير "ذكريات" لم تحدث على الإطلاق، لذلك من الصعب استعادة الذاكرة المكبوتة لأنه يتم إنشاء ذكريات خاطئة عن طريق مزج الذكريات الفعلية مع التأثيرات الخارجية. لتأكد اليزابيث لوفتس (عالمة لها أبحاث وتجارب في الذكريات الكاذبة) من خلال إجراء مسح حول المعتقدات الدائمة في الذاكرة المكبوتة قامت به مؤخراً: إنه رغم الشكوك باتجاه الفكرة قد تزايدت بين عموم من تم استطلاع آرائهم، وما زال أكثر من 80 % منهم يتمسك بشدة بفكرة أن الذكريات الصادمة ممكن أن تكبح و70 % يؤمنون أن الذكريات ممكن أن تسترجع بدقة بواسطة العلاج وأكثر من 43 % من عيادات علماء النفس المتمرسة، كما تعتقد أن من الممكن استرجاع الذكريات المكبوتة أيضاً 66 % من عوائل المعالجين يؤمنون أن ذلك ممكن. الذكريات المكبوتة هي أسطورة نسخر منها مراراً وتكراراً من الآن وللأجيال القادمة وربما معرفة أن ديمومة هذه الأسطورة أو هذه المشكلة بين بعض المعالجين يشير إلى أن المهنة الصحية تمتلك مشاكل جدية مع أنظمتها التشريعية وفي المحافظة على معايير قياسية ومنطقية في العناية.
مشاركة :