بحث العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس، مع الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، في مدينة الرباط، ملف الصحراء المغربية، وفق ما أعلن بيان من الديوان الملكي. وقال البيان إنّ غوتيريش؛ الذي زار المملكة المغربية للمشاركة في «المنتدى التاسع لتحالف الحضارات» بمدينة فاس (شمالي شرق)، التقى العاهل المغربي في القصر الملكي بالرباط، مضيفاً أن الملك محمد السادس جدد خلال الاجتماع «التأكيد على الموقف الثابت للمغرب لتسوية هذا النزاع الإقليمي، على أساس (مبادرة الحكم الذاتي) في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة». من جهتها، قالت الأمم المتّحدة في بيان إنّ «الأمين العام وجلالة الملك ناقشا الوضع في المنطقة، وخاصة في الصحراء». غير أن المنظّمة الدولية لم تدلِ في بيانها بأيّ تفاصيل إضافية. أمّا البيان المغربي؛ فقال إنّ النقاش «تطرّق إلى قضية الصحراء المغربية على ضوء القرار (2654)، الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة في 27 أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي». وكان مجلس الأمن قد وجّه الدعوة نفسها قبل عام عندما تولّى المبعوث الأممي الجديد، الإيطالي ستيفان دي ميستورا، منصبه، وقد سافر الأخير عقب تعيينه إلى المنطقة مرات عدّة للقاء مختلف الجهات الفاعلة. كما دعا القرار «2654» إلى «التعاون الكامل» مع «بعثة الأمم المتحدة (مينورسو)»، التي جرى تجديد تفويضها عاماً واحداً حتى 31 أكتوبر 2023. في سياق ذلك؛ قال بيان الديوان الملكي إنّ العاهل المغربي جدّد «دعم المملكة لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا من أجل قيادة المسلسل السياسي، وكذا لبعثة (مينورسو) لمراقبة وقف إطلاق النار». بدوره؛ قال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة غوتيريش للمغرب «تأتي في سياق دينامية قوية تحظى بها المبادرة المغربية للحكم الذاتي للصحراء، باعتبار أنها تحظى بدعم 60 دولة؛ من ضمنها الولايات المتحدة، ودول أوروبية، مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وهنغاريا ولوكسمبورغ ورومانيا، إضافة إلى دول أفريقية، حيث إن 42 في المائة من البلدان الأفريقية فتحت قنصليات في الصحراء المغربية. كما أن جل الدول العربية تدعم المبادرة المغربية». وأضاف المصدر ذاته أن الجزائر وجبهة البوليساريو تواصلان تحدي الأمم المتحدة بمنع بعثة «مينورسو» من تزويد مراكز مراقبيها بالماء والبنزين، وخرق وقف إطلاق النار، ورفض الانخراط في المسلسل السياسي من خلال الموائد المستديرة، مشيراً إلى أن «الممارسات العدائية للجزائر تجاه المغرب، رغم سياسة اليد الممدودة للمملكة، تجعل مهمة المبعوث الأممي صعبة». إلى ذلك؛ قال بيان الديوان الملكي إن غوتيريش عبر عن امتنانه للملك محمد السادس لنجاح «المنتدى التاسع لتحالف الحضارات»، الذي عقد خلال اليومين الماضيين في فاس، مشيداً باعتماد «إعلان قوي يحث على الالتزام» هو «إعلان فاس»، عادّاً إياه إعلاناً «ضرورياً أكثر من أي وقت مضى في سياق دولي مضطرب».
مشاركة :