وبدأ "تيم ملّي" مشاركته الثانية في النهائيات بخسارة قاسية أمام إنكلترا 2-6، لكنه نجح الجمعة في الريان بخطف النقاط الثلاث بهدفين في الوقت بدل الضائع، عبر البديل روزبه جشمي (8+90) ورامين رضائيان (11+90). وتتزامن مشاركة المنتخب الإيراني في النهائيات مع احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية، ما دفع باللاعبين الى الامتناع عن أداء النشيد الوطني خلال المباراة الأولى في خطوة جاءت بعد مناقشات وبقرار "جماعي"، كما أشار سابقاً لاعبه علي رضا جهانبخش. لكن لاعبي "تيم ملّي" أدوا النشيد الوطني الجمعة أمام منتخب ويلزي يعود الى النهائيات للمرة الأولى منذ 1958 حين بلغ ربع النهائي قبل الخروج على يد البرازيل بهدف سجله اليافع في حينها الأسطورة بيليه. وتشهد إيران منذ قرابة شهرين، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. قال نجم هجوم إيران مهدي طارمي "شكراً لجميع المشجعين، يساندوننا دوماً. هم اللاعب الثاني عشر". وعن المباراة المقبلة ضد الولايات المتحدة، أضاف "نحن بحاجة لدعم المشجعين، حتى المتواجدين في إيران ووراء التلفزيون. نحن بحاجة ليمنحوننا الطاقة الإيجابية كي نفوز بالمباراة ونحقق حلمنا". وبعد فوزه الجمعة في ثاني مواجهة بين المنتخبين على الإطلاق، بعد أولى ودية خسرها صفر-1 في نيسان/أبريل 1978، أبقى "تيم ملّي" على حظوظه بتخطي دور المجموعات لأوّل مرة، فيما بات وضع نظيره الويلزي معقداً بعض الشيء لتجاوز دور المجموعات لبطولة كبرى ثالثة توالياً (وصل الى نصف النهائي في كأس أوروبا 2016 وثمن نهائي البطولة القارية الصيف الماضي)، إذ بقي رصيده عند نقطة نالها بتعادله افتتاحاً أمام الولايات المتحدة 1-1. وستحسم البطاقة الأولى في هذه المجموعة في حال فوز إنكلترا على الولايات المتحدة لاحقاً، على أن تلعب البطاقة الثانية في الجولة الأخيرة الثلاثاء المقبل حين تلتقي ويلز مع جارتها إنكلترا، والولايات المتحدة مع خصمتها السياسية إيران. وقال نجم ويلز غاريث بايل "لقد ناضلنا حتى الثانية الأخيرة. سنتابع العمل في محاولة البدء من جديد. ستكون الأمور صعبة وسنحاول تخطي ذلك". آزمون أساسياً وكما كان متوقعاً، غاب الحارس الإيراني علي رضا بيرانوند بعد تعرّضه لارتجاج في الدماغ بعد اصطدامه بزميله مجيد حسيني في المباراة الأولى، تاركاً مكانه لحسين الحسيني في تشكيلة شهدت العديد من التغييرات أبرزها مشاركة سرداد آزمون أساسياً بعدما كان بديلاً ضد إنكلترا. وفي الجهة المقابلة، كان كيفر مور التعديل الوحيد على تشكيلة ويلز بعدما بدأ أساسياً على حساب دانيال جيمس. وبدأ الإيرانيون اللقاء بنية واضحة وهي محاولة الوصول الى الشباك الويلزية باكراً، واعتقدوا أنهم فعلوا ذلك في الدقيقة 15 عبر علي قلي زاده بعد تمريرة من آزمون، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل على لاعب وسط شارلوا البلجيكي بعد الاحتكام الى "في أيه آر" (15). وبعد فرصة أولى باكرة في الدقيقة 12 عبر مور صدها حسيني، بدا فريق المدرب روبي بايج عاجزاً عن تشكيل خطورة في شوط أول تعطلت فيه الهجمات في الربع الأخير من الملعب مع اعتماد إيراني على الهجمات المرتدة. نهاية "هيتشكوكية" وبقي التعادل السلبي سيّد الموقف حتى نهاية الشوط، ولم يتغيّر الأمر في مستهل الثاني قبل أن يحصل الإيرانيون على فرصة ثلاثية بدأها آزمون بتسديدة ارتدت من القائم الأيسر بعد هجمة مرتدة، ثم وصلت الكرة الى علي قلي زاده الذي أطلقها من بعيد قوية في القائم الأيمن، لتعود الى آزمون الذي اصطدم هذه المرة بتألق الحارس واين هينيسي الذي صد محاولته الرأسية (52). وبعدما بدا الارهاق عليه، طالب آزمون باستبداله فترك الملعب لصالح كريم انصاري فرد (68)، من دون أن يؤثر ذلك على الأفضلية لبلاده التي كانت قريبة مجدداً من التسجيل بتسديدة أرضية لسعيد عزت اللهي لكن محاولة المحترف في الدنمارك مرت بجوار القائم الأيمن (73). وكادت ويلز تخطف التقدم والنقاط الثلاث بتسديدة بعيدة من نيكو وليامس صدّها الحارس الإيراني (83) ثم أتبعها بن ديفيس بأخرى لم تثمر أيضاً (84)، قبل أن يضطر الويلزيون لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد الحارس هينيسي لاكتساحه المهاجم مهدي طارمي خارج منطقة الجزاء. ورفع الحكم في بادئ الأمر البطاقة الصفراء بوجه الحارس الويلزي، لكنه عاد وطرده بعد الاحتكام الى حكم الفيديو المساعد "في أيه آر" (86). وحاول الإيرانيون الاستفادة من التفوق العددي ونجحوا في ذلك بفضل البديل روزبه جشمي الذي أطلق كرة صاروخية من خارج المنطقة عجز الحارس البديل داني وورد عن صدها (8+90)، قبل أن يضمن رامين رضائيان النقاط الثلاث بهدف ثانٍ سجله بحنكة بعد تمريرة من طارمي (11+90) في نهاية "هيتشكوكية" للقاء.
مشاركة :