ربما يأتي الطقس الممطر مع بعض الأضرار أحيانًا، حال كانت الأمطار غزيرة، فتتحول إلى سيول أو حين تكون مصحوبة بعاصفة رعدية أو يرافقها البرق، لكن في غير تلك الحالات فإن المطر المعتدل يأتي معه عدة فوائد للصحة النفسية وبالتالي الجسدية. وتناولت عدد من الأبحاث العلمية تأثير المطر الإيجابي على البشر، سواء بسماع صوته أو استنشاق هوائه، أو حتى الخروج للتنزه خلاله. في هذا التقرير نأخذكم لنتمشى قليلًا تحت زخات المطر، ونتعرف على ما يتركه من تأثير مهم علينا. ما لم يكن الجو عاصفًا أو كانت الأمطار شديدة، فإن للمشي تحت المطر فوائد عدة. ثبت أن الجو الممطر هو أقل الأجواء تلوثًا، فتساقط مياه الأمطار ينظف الهواء، ما يحمله من ملوثات، سواء مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات أو العوادم الدخانية والغازات الضارة. يؤكد بحث علمي نشر في مجلة "بي إم سي" العلمية، أن أفضل أيام يقل فيها انتشار عدوى كورونا هي الأيام الممطرة. أضف لذلك، فإن الجو الممطر يفرغ الشوارع والأماكن العامة من الناس، أو على أقل تقدير يقل عدد الأشخاص بالخارج، والخروج في ذلك التوقيت يخفف الضغط عنك عندما تمارس المشي في مساحات واسعة مع عدد قليل من البشر حولك، بحسب ما تورده صحيفة "الجارديان" البريطانية. وإذا كنت تسكن في أماكن خضراء يكثر بها الشجر والنبات، فإن وقت المطر هو فرصة مناسبة لك لتتمشى بين تلك النباتات، وتشم روائح عطرية تشعرك بالاسترخاء. فوفق ما نشره موقع "سيكولوجيس" المختص في الصحة النفسية، فإن النباتات تطلق عطورًا أثناء الجو الماطر، تعمل تلك الروائح على تحسين الذاكرة، وتجعلك تشعر بالهدوء كما تحسّن حالتك المزاجية. تؤثر الأصوات الطبيعية على صحة البشر العقلية فتعززها، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بحث علمي أجراه، أليكس سمالي، الباحث في جامعة إكستر الإنجليزية. وتعمل تلك الأصوات، بما فيها صوت المطر، على تخفيف الإجهاد العقلي، كما تعين الدماغ على التركيز، وهي مفيدة للمساعدة على النوم في حال كنت تعاني من الأرق، ويزيد هذا التأثير عند الأشخاص المصابين بفرط الحركة، بحسب ما تورده صحيفة "نيويورك تايمز"، لكن إن كان للمطر تلك الفوائد، فكيف تستفيد منه بأفضل شكل. بالطبع يرتبط كم الفائدة التي تحصل عليها من المشي تحت المطر بالكيفية التي تفعل بها ذلك، نعدد لك القواعد التي تحقق لك أقصى فائدة حال طبقتها خلال خروجك أثناء المطر، وذلك وفق ما أورده موقع " سيكولوجيس". يعمل التنفس بهذا الشكل على تصفية الذهن وإزالة التوتر. حاول ألا تفكر في أي أمر يزعجك حتى لا تضيع فائدة الاسترخاء. ركز في البيئة المحيطة حولك واستمتع بما تراه وتسمعه، وبما تشمه من رائحة عطرة. بعد الرجوع للمنزل امنح نفسك وقتًا للاسترخاء مع مشروب ساخن بعد حمام دافئ، وتذكر خلاله ما شعرت به خلال مشيك تحت المطر. وفي النهاية، تذكر ألا تخرج في الجو العاصف أو المطر الغزير، حتى لا تتسبب في إصابتك بضرر، فقط يمكنك الخروج في حال المطر المعتدل أو الخفيف.
مشاركة :