أكدت الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن ، أن ضمان جودة الحياة عند كبار السن مسؤولية الجميع وتبدأ من داخل محيط الأسرة ثم المؤسسات والمراكز المتخصصة في توفير البرامج الخاصة بكبار السن التي ترتبط بالرفاهية وغيرها من أوجه الأنشطة التي تجعلهم لا يشعرون بأي عزلة عن المجتمع. وقالت لـ”الطبيب”، إن عزلة كبار السن داخل الأسرة أو في المجتمع تشكل مصدراً للضغط النفسي والتوتر، وتؤثِّر في جهاز المناعة، فكل إنسان يمر بتغييرات كثيرة خلال مراحل عمره، إلا أن مرحلة كبار السن لها خصوصية كبيرة يجب مراعاتها، ولا سيما بعد التقاعد ، إذ إن هناك أسباباً كثيرة للعزلة الاجتماعية لدى كبار السن، مثل تراجع الصحة والسمع والنظر، وعدم تقبّل الآراء الجديدة وغياب العلاقات والأصدقاء، وأي مهام أو هوايات تشغلهم، ما يجعلهم يفضِّلون الابتعاد عن المجتمع. وتابعت : للأسف بعض أفراد الأسرة قد لا يلاحظون مؤشرات العزلة الاجتماعية عند كبار السن لأنهم ربما لا يريدون أن يزعجوا أبنائهم فيفضلون الصمت الإرادي وبالتالي تصبح حياتهم مجرد روتين يومي ، وخصوصًا إذا كانوا يعانون من بعض الأمراض المزمنة ويتناولون الأدوية وهنا يشعرون بأن حياتهم أصبحت محصورة بين النوم والأدوية ، وهنا يأتي دور الأسرة في توفير كل ما يلزم لكبار السن سواء داخل البيت أو خارجه. وبينت “هويدا” أن الدراسات أوضحت أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية عند كبار السن يرتبطان بمخاطر الإصابة بالمشكلات الصحية مثل أمراض القلب والاكتئاب ، والتدهور المعرفي ، ارتفاع ضغط الدم ، البدانة ، ضعف جهاز المناعة ، القلق ، الاكتئاب ، الخرف والذي يتضمن مرض الزهايمر ، الإفراط في التدخين ” إذا كان مدخناً” ، فالعلاقة بين تدهور الصحة الجسدية والعزلة هي عبارة عن علاقة تبادلية، فعند تدهور الصحة الجسدية يصبح كبير السن أكثر عزلة عن الآخرين، كما أن العزلة والوحدة قد تزيد من تدهور الصحة الجسدية لدى كبار السن. وخلصت الاستشارية النفسية إلى القول: من أهم النصائح لحماية المسنين من الضغوط النفسية والعزلة التي ترتبط بمرحلة الشيخوخة، وتقليل تأثيراتها عليهم هي : ضرورة الاهتمام بمرحلة الشيخوخة واعتبارها إحدى مراحل الحياة الطبيعية التي يُصاحبها تغيرات عديدة من النواحي النفسية والاجتماعية والبيولوجية وغيرها ، وتقديم البرامج الإرشادية لأفراد هذه المرحلة العمرية، والتي تنمي قدراتهم على مواجهة ما يتعرضون له من مشكلات بتقديم دعم نفسي كاف لهم من خلال مؤسسات الصحة النفسية والإرشاد النفسي ، ضرورة التصدي للمشاكل التي يعاني منها المسنون، ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة لها من خلال توفير الأنشطة الترفيهية بوصفها ضرورة اجتماعية لشغل أوقات الفراغ في هذه المرحلة العمرية، توفير الخدمات الصحية والعناية بالمسنين كونهم أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض الجسمية والنفسية من بقية الفئات العمرية ، تشجيعهم على ممارسة الهوايات التي يحبونها ، إبعادهم عن الأخبار السيئة ، منحهم المزيد من الوقت ومطالبتهم بقصص جميلة وذكريات مرتبطة بحياتهم ، حثهم على المشي يومياً ولو كان خفيفاً من باب استنشاق الهواء النقي.
مشاركة :