هدفان قاتلان يمنحان إيران الأمل ويضعان ويلز على مشارف الخروج من الدور الأول

  • 11/26/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدد المنتخب الإيراني المأزوم نتيجة ما يدور من احتجاجات في بلاده، آماله ببلوغ ثمن نهائي كأس العالم للمرة الأولى في سادس مشاركة له، وذلك بعد فوز قاتل على نظيره الويلزي 2 - صفر أمس في المجموعة الثانية لمونديال قطر، في مباراة سبقها أداء اللاعبين النشيد الوطني خلافاً للمباراة الأولى ضد إنجلترا. ودخل المنتخب الإيراني مباراته الثانية في النهائيات بعد خسارة قاسية أمام إنجلترا 2 – 6، واستطاع أن يخطف النقاط الثلاث بهدفين قاتلين في الوقت بدل الضائع، عبر البديل روزبه جشمي في الدقيقة (8 90) ورامين رضائيان (90 11). وتتزامن مشاركة المنتخب الإيراني في النهائيات مع احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية، ما دفع باللاعبين إلى الامتناع عن أداء النشيد الوطني خلال المباراة الأولى في خطوة جاءت بعد مناقشات وبقرار «جماعي»، كما أشار سابقاً لاعبه علي رضا جهانبخش. لكن لاعبي الفريق أدوا النشيد الوطني أمام منتخب ويلز الذي كان يشارك في النهائيات للمرة الأولى منذ 1958 حين بلغ ربع النهائي قبل الخروج على يد البرازيل بهدف سجله اليافع في حينها الأسطورة بيليه. وتشهد إيران منذ قرابة شهرين، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. وقال نجم هجوم إيران مهدي طارمي: «شكراً لجميع المشجعين، يساندوننا دوماً. هم اللاعب الثاني عشر». وعن المباراة المقبلة ضد الولايات المتحدة، أضاف: «نحن بحاجة لدعم المشجعين، حتى المتواجدين في إيران ووراء التلفزيون. نحن بحاجة ليمنحونا الطاقة الإيجابية كي نفوز بالمباراة ونحقق حلمنا». وعلق المدافع مرتضى بور علي غانجي على الانتصار القاتل الذي كان الأول لبلاده على منتخب أوروبي، قائلاً: «المباراة الأولى دائماً ما تكون صعبة، لكن نجحنا في التحرر بشكل جيد من جوانب عديدة. في نهاية المباراة ضد إنجلترا، قال لنا (المدرب) كارلوس كيروش ألا نقلق وأن نحاول تحقيق نتيجة جيدة ضد ويلز... من أجل إسعاد الناس». وكشف بطل الهدف الأول روزبه جشمي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، أن فريقه كان «تحت ضغط غير عادل» في بلده ما أثر على تحضيره بالشكل الملائم للمباراة الأولى، مضيفاً: «لو كان الضغط ناجماً عن مسألة كروية، فكان يتوجب عليه قبوله. لكن إذا كان لاعبونا تحت ضغط غير عادل، فهذا ليس سوياً... بعض الأمور حصلت للاعبين ولم تكن عادلة. تم الحكم علينا بشكل غير عادل». بالنسبة للمدرب البرتغالي كيروش فقال: «إنه يوم رائع بالنسبة لنا، عدنا إلى كرة القدم (عوضاً عن السياسة) ولا أجد الكلمات المناسبة كي أقول شكراً للاعبين. كانت (المباراة) فرصة لاستعادة التوازن، لإيقاف النزيف واستعادة مصداقيتنا... كانت 90 دقيقة من الفرحة، السلام، السعادة والفخر للفريقين (في إشارة إلى ويلز أيضاً)»، داعياً إلى الراحة من أجل الاستعداد جيداً للمواجهة الحساسة سياسياً مع الولايات المتحدة. وبعد فوزه في ثاني مواجهة بين المنتخبين على الإطلاق، بعد أول ودية خسرها صفر - 1 في أبريل (نيسان) 1978، أبقى الفريق الإيراني على حظوظه بتخطي دور المجموعات لأول مرة، فيما بات وضع نظيره الويلزي معقداً بعض الشيء لتجاوز دور المجموعات لبطولة كبرى ثالثة توالياً (وصل إلى نصف النهائي في كأس أوروبا 2016 وثمن نهائي البطولة القارية الصيف الماضي)، إذ بقي رصيده عند نقطة نالها بتعادله افتتاحاً أمام الولايات المتحدة 1 - 1. وستكون مواجهة ويلز مع الجارة إنجلترا في الجولة الأخيرة الثلاثاء المقبل غاية في الصعوبة، بينما تأمل إيران الفوز على الولايات المتحدة لمواصلة المشوار. وقال نجم ويلز غاريث بيل: «لقد ناضلنا حتى الثانية الأخيرة. سنتابع العمل في محاولة البدء من جديد. ستكون الأمور صعبة وسنحاول تخطي ذلك». وكما كان متوقعاً، غاب الحارس الإيراني علي رضا بيرانوند بعد تعرضه لارتجاج في الدماغ إثر اصطدامه بزميله مجيد حسيني في المباراة الأولى، تاركاً مكانه لحسين الحسيني في تشكيلة شهدت العديد من التغييرات أبرزها مشاركة سرداد آزمون أساسياً بعدما كان بديلاً ضد إنجلترا. وفي الجهة المقابلة، كان كيفر مور التعديل الوحيد على تشكيلة ويلز بعدما بدأ أساسياً على حساب دانيال جيمس. وبدأ الإيرانيون اللقاء بنية واضحة وهي محاولة الوصول إلى الشباك الويلزية باكراً، واعتقدوا أنهم فعلوا ذلك في الدقيقة 15 عبر علي قلي زاده بعد تمريرة من آزمون، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل على لاعب وسط شارلوا البلجيكي بعد الاحتكام إلى «في إيه آر». وبقي التعادل السلبي سيد الموقف حتى نهاية الشوط، ولم يتغير الأمر في مستهل الثاني قبل أن يحصل الإيرانيون على فرصة ثلاثية بدأها آزمون بتسديدة ارتدت من القائم الأيسر بعد هجمة مرتدة، ثم وصلت الكرة إلى علي قلي زاده الذي أطلقها من بعيد قوية في القائم الأيمن، لتعود إلى آزمون الذي اصطدم هذه المرة بتألق الحارس واين هينيسي الذي صد محاولته الرأسية في الدقيقة 52. وبعدما بدا الإرهاق عليه، طالب آزمون باستبداله فترك الملعب لصالح كريم أنصاري فرد في الدقيقة (68)، من دون أن يؤثر ذلك على الأفضلية لبلاده التي كانت قريبة مجدداً من التسجيل بتسديدة أرضية لسعيد عزت اللهي لكن محاولة المحترف في الدنمارك مرت بجوار القائم الأيمن قبل ربع ساعة من النهاية. وكادت ويلز تخطف التقدم والنقاط الثلاث بتسديدة بعيدة من نيكو ويليامز صدها الحارس الإيراني في الدقيقة (83) ثم أتبعها بن ديفيز بأخرى لم تثمر أيضاً، قبل أن يضطر الويلزيون لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد الحارس هينيسي لخروجه المندفع واصطدامه بالمهاجم مهدي طارمي خارج منطقة الجزاء. ورفع الحكم في بادئ الأمر البطاقة الصفراء بوجه الحارس الويلزي، لكنه عاد وطرده بعد الاحتكام إلى حكم الفيديو المساعد «في إيه آر» في الدقيقة 86. وكان هذا الطرد عاملاً إضافياً في خلخلة الفريق الويلزي وزياده حماس الإيرانيين لاستغلال النقص العددي للمنافس، ونجحوا في ذلك بفضل البديل روزبه جشمي الذي أطلق كرة صاروخية من خارج المنطقة عجز الحارس البديل داني وورد عن صدها في الدقيقة (8 90)، قبل أن يضمن رامين رضائيان النقاط الثلاث بهدف ثانٍ سجله بحنكة إثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة من طارمي في الدقيقة (11 90) في نهاية «هيتشكوكية» للقاء.

مشاركة :