نجاح عملية زراعة نخاع العظم لطفلة في أبوظبي

  • 11/26/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت مدينة برجيل الطبية في إجراء عملية زرع نخاع العظم لطفلة تبلغ من العمر عامين تعاني من نقص (PGM3 SCID) وهو اضطراب وراثي نادر للغاية يضعف جهاز المناعة ويحدث خللاً في النسيج الهيكلي، كما يجعل الأطفال الرضع عرضة للإصابة بعدوى شديدة منذ ولادتهم، فيما تبرع بنخاع العظم شقيق الطفلة البالغ من العمر 4 سنوات. وقال الدكتور زين عابدين، رئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام لدى الأطفال في مدينة برجيل الطبية، الذي أشرف على علاج الطفلة: «بعد أيام قليلة من ولادة الطفلة أي قبل عامين أصيبت بعدوى، تم علاجها بالمضادات الحيوية، لم يعرف والداها أن طفلتهما التي كانت تبدو بصحة جيدة كانت مريضة جدًا، بعد ذلك على مدار الأشهر القليلة التالية أصيبت الطفلة بالتهابات متعددة في الأذن والصدر والجلد والفم، وقد أدت هذه الالتهابات إلى دخول المستشفى مرات عدة وتناول أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، بعدما بلغت الطفلة 9 أشهر كان والداها قد طلبا استشارة خبراء الأمراض المعدية، الذين طلبوا الفحوص الجينية التي كشفت إصابة الطفلة بنقص PGM3 SCID.أجرى الدكتور عابدين وفريقه المزيد من التقييمات للتأكد من جاهزية الطفلة لعملية زرع نخاع العظم الذي يعد العلاج الوحيد لهذه الحالة، ولأن نتائج فحوص الطفلة وشقيقها كانت متطابقة جدًا، تقرر أن يكون شقيقها هو المتبرع. من جانبها، أوضحت الدكتورة مانسي سوشديف استشارية زراعة نخاع العظام للأطفال في مدينة برجيل الطبية، أن مرض نقص المناعة المشترك الشديد يعد أحد أشد أشكال مرض نقص المناعة الأولية (PID)، وهو اضطراب وراثي نادر يسبب مشاكل تهدد الحياة في جهاز المناعة، مشيرة إلى أنه تم تحديد أكثر من 300 نوع من PID حتى الآن، وفي حالة هذه الطفلة، تسبب نقص إنزيم PGM3 في الإصابة بمرض SCID.  وأضافت: «السمة الأكثر شيوعًا لمرض SCID هي الالتهابات الشديدة المتكررة منذ الولادة، على الرغم من أنه يمكن علاج العدوى بالمضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات مؤقتًا، إلا أنها ستعاود الظهور، لذلك فإن العلاج الوحيد الدائم لهذه الأنواع من الأمراض هو التشخيص المبكر وزراعة نخاع العظم». وأضاف الدكتور فولفيو بورتا المستشار الدولي لبرنامج زراعة نخاع العظم للأطفال في مدينة برجيل الطبية: «عادةً ما يصل معدل نجاح SCID PID بعد الزراعة إلى 90% إذا تم تشخيصه مبكرًا، فيما يصل معدل النجاح لأقل من 50% إذا تأخر التشخيص وكان المريض يعاني من عدوى متعددة قبل الزراعة». وأضاف الدكتور عابدين: «في أغسطس الماضي خضعت الطفلة البالغة من العمر عامين لعملية زرع نخاع عظم لهذه الحالة التي تهدد حياتها، والتي تعافت بعدها بشكل جيد على الرغم من أنها أصيبت بعدوى متعددة في السابق، إلا أنها أظهرت علامات النجاح في وقت مبكر، وبحلول اليوم 13 بعد الزرع، كانت الفحوص الجينية المتخصصة التي أجريناها للطفلة ذات نتائج إيجابية تشير لنجاح العملية، وحتى الآن وبعد خروجها من المستشفى لم يتم تسجيل أي مشكلات صحية أو التهابات متكررة حيث مازالت تخضع للمتابعة الدورية لمرحلة ما بعد الزرع». وقال والدا الطفلة إنهما يحمدان الله على السعادة الغامرة التي يشعران بها لنجاح عملية طفلتهما، وأضافا: «كانت طفلتنا تعاني من هذا المرض القاسي منذ ولادتها، لقد تم إدخالها مرات إلى المستشفى وإجراء عشرات فحوص الدم مما تسبب لها في تحمل الألم الشديد والإحباط، ليس لدينا كلمات للتعبير عن فرحتنا، نحن ممتنون لوجود مستشفيات توفر العلاج بزراعة نخاع العظم داخل دولة الإمارات في مدينة برجيل الطبية، ولولا ذلك لكنا تكبدنا كثيراً من المشقة للسفر إلى الخارج بحثاً عن العلاج المناسب لها وإلا فإننا كنا سنتكبد كثيرًا من المشقة والتكلفة لنقل طفلتنا للخارج لتلقي العلاج».

مشاركة :