كسر الأخضر السعودي التوقّعات وبات على أعتاب تأهل ثان إلى دور الـ16 في حال فوزه على بولندا السبت، فيما ستكون الخسارة رديف الوداع لرفاق ليونيل ميسي، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بمونديال قطر. وتكتسب مواجهة فرنسا حاملة اللقب والدنمارك طابع الثأر، فيما تسعى تونس لخطف النقاط الثلاث عندما تواجه أستراليا. الدوحة - تلتقي السعودية مع بولندا على ملعب المدينة التعليمية وهي تدرك أن فوزها سيعني بلوغ الدور الثاني الذي لم يكن متوقعا قبل بداية البطولة، بعدما خاضت مباراة العمر أمام الأرجنتين وقلبت التوقعات رأسا على عقب. ورغم تخلّفها بهدف ميسي من ركلة جزاء مبكرا، وتقديمها عرضا مخيبا في الشوط الأول، انتفضت السعودية في الشوط الثاني وسجلت هدفين رائعين بواسطة صالح الشهري وسالم الدوسري لتخرج بفوز تاريخي هو الرابع لها في النهائيات في 17 مباراة. تردّد صدى زلزال الانتصار السعودي حول العالم، واعتبر كإحدى أكبر المفاجآت في تاريخ المونديال إلى جانب فوز الولايات المتحدة على إنجلترا 1 – 0 عام 1950، وفوز كوريا الشمالية على إيطاليا 1 – 0 عام 1966، والجزائر على ألمانيا الغربية 2 – 1 في مونديال 1982. ◙ تونس لديها ما يكفي من إمكانيات لتجاوز منتخب الكنغر، والإبقاء على حظوظ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها بيد أن “مهندس” الفوز الفرنسي هيرفيه رينارد حذّر لاعبيه من مغبة التراخي، وقال “احتفلنا بهذا الفوز على مدى 20 دقيقة، لكن يجب ألا ننسى أننا سنخوض مباراتين صعبتين. تستطيع الفوز في المباراة الأولى ثم تخسر المباراتين التاليتين وتودّع”. وأضاف المدرب الذي قاد زامبيا وساحل العاج إلى لقب كأس أمم أفريقيا في 2012 و2015 “صنعنا التاريخ. سيبقى ذلك إلى الأبد، لكن نحتاج إلى التطلع قدما ونبقي أقدامنا على الأرض". أما صالح الشهري صاحب الهدف الأول في مرمى الأرجنتين والذي مهّد إلى تحقيق الانتصار فاعتبر أنه سيكون من المخيب تضييع فرصة عدم التأهل بعد الإنجاز ضد الأرجنتين، وقال “نطمح للوصول إلى دور الـ16، وهذه الخطوة الأولى. أنبّه أنه يبقى أمامنا خوض مباراتين. بعد هذا الفوز حرام ألا نتأهل”. في المقابل، تدرك الأرجنتين أهمية الفوز على المكسيك على ملعب لوسيل إذا ما أرادت الاحتفاظ بأملها في بلوغ الدور الثاني، علما أنها دخلت البطولة وهي من أبرز المنتخبات المرشحة للتتويج بلقبها الثالث بعد عامي 1978 و1986. كما أنها خاضت المونديال متسلحة بسلسلة طويلة بلا هزيمة استمرت من الثاني من يوليو 2019 عندما سقطت أمام البرازيل 0 – 2 في نصف نهائي كوبا أميركا، حتى الخسارة أمام السعودية. بيد أن مدربها ليونيل سكالوني اعتبر أن الخسارة ليست نهاية العالم وبإمكان فريقه التعويض ضد المكسيك ثم بولندا في الجولة الأخيرة. وسبق للأرجنتين أن تخطت خسارتها المباراة الأولى وبلغت النهائي عام 1990 عندما سقطت في المباراة الافتتاحية أمام الكاميرون 0 – 1، لكنها بلغت النهائي متخطية البرازيل في الدور الثاني ثم إيطاليا المضيفة في نصف النهائي، قبل أن تخسر مباراة القمة أمام ألمانيا. بداية مشجعة غراف تفتتح تونس منافسات هذه المجموعة بمواجهة أستراليا على ملعب الجنوب في الوكرة، في حين يخوض المنتخبان النهائيات بعيدا عن ضغوط الترشيحات للتأهل إلى الدور الثاني. استهل منتخب نسور قرطاج موندياله بتعادل بطعم الفوز أمام نظيره الدنماركي العنيد بلغ نصف نهائي كأس أوروبا، في حين عزا مدرب أستراليا خسارته أمام فرنسا برغم افتتاحه التسجيل وعدم تمكنه من الاحتفاظ بالأفضلية سوى لمدة 18 دقيقة بقوله “لهذا السبب هم أبطال العالم”. وتغلب حارس مرمى تونس الاحتياطي بشير بن سعيد على إجهاد عضلي كاد يهدّد بعرقلة مشاركته عشية البطولة، ليبقى مع التشكيلة ويجلس على مقاعد البدلاء أمام الدنمارك، في حين قرر المدرب جلال القادري عدم إشراك نجم المنتخب ومونبلييه الفرنسي وهبي الخزري. وعلل القادري قراره قائلا “الخزري هو من العناصر المميزة بالنسبة إلينا ولاعب مهم جدا، واليوم أردنا أن نبدأ المباراة بمهاجم يعرف الكرة الدنماركية وقد ظهر بمستوى ممتاز وهو عصام الجبالي". وحصل نسور قرطاج في مشاركتهم السادسة في النهائيات على تشجيع ما يفوق 30 ألف متفرج، في حين أشاد القادري بالدعم الذهني الذي قدمه المشجعون، مؤكدا “لقد أبلينا بلاء حسنا من الناحية التكتيكية والبدنية”. وفي مباراة تعتبر فرصة رئيسية لأحد المنتخبين لحصد النقاط الثلاث، قد يكون لدى تونس ما يكفي من إمكانات وعزيمة للقضاء على آمال منتخب الـ”كنغر”، والإبقاء على حظوظه ببلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه. مواجهة ثأرية جاهزون لكل التحديات جاهزون لكل التحديات استهل المنتخب الفرنسي حملة الدفاع عن لقبه بفوز كبير على أستراليا 4 – 1 على ملعب الجنوب في الوكرة، في حين فرضت تونس تعادلا سلبيا ثمينا على الدنمارك في ملعب المدينة التعليمية في الدوحة. وتملك فرنسا التي تحتل الصدارة (3) فرصة بلوغ الدور الثاني باكرا في حال الفوز على الدنمارك، في حين أن تعادل تونس مع أستراليا في المباراة الثانية سيضمن لها الصدارة بغض النظر عن باقي النتائج في الجولة الثالثة الأخيرة. ونجحت فرنسا في اختبارها الأول في قطر أمام "سوكروز"، في تكرار لسيناريو فوزها على المنتخب نفسه في مستهل مبارياتها في مونديال روسيا 2018. ويأمل منتخب “الديوك” في حجز بطاقة الدور ثمن النهائي باكرا في حال تمكن من الفوز على الدنمارك على ملعب “974”، ولكن بداية عليه فك النحس الذي يلازمه أمام منافس خسر أمامه مرتين عام 2022 (2 – 1 في كوبنهاغن و2 – 0 في باريس)، وقبلهما في دور المجموعات لمونديال 2002. في المقابل، لم يقنع كريستيان إريكسن في ظهوره الأول في مسابقة عالمية بعد تعرضه لأزمة قلبية كادت تودي بحياته في كأس أوروبا الصيف الماضي، كثيرا مع الدنمارك العائد بتعادل مخيب أمام تونس. وتفتقر الدنمارك لبعض كوادرها ومؤخرا مع إصابة توماس ديلايني أمام تونس ليغيب عن بقية المباريات في تحضيره لشهر للتماثل للشفاء، حيث من المحتمل أن يحلّ بدلا منه في الوسط ميكل دامسغارد أو ماتياس ينسن. وحذّر الحارس كاسبر شمايكل من تراخي بلاده أمام فرنسا، قائلا “عندما نواجه فرنسا في كأس العالم، ستكون مباراة مختلفة”، في إشارة إلى فوز الدنمارك مرتين على حاملة اللقب هذا العام.
مشاركة :