قدّم مسرح البيادر عملا للطفل والعائلة حُبّك من الخيال إبداعاً مسرحياً تمازج إبحاره بالكوميديا والأهازيج، فيما آزرت العرائس التي تداخل الممثلين مع حركتها تعبيرياً وأدائياً تجسيد حكايته المرتكزة على رحلة الدمية المتحركة «شمّوس» في اقتفاء أثر صاحبها المفقود العم «فارس» عبر سفر تُظهر محطاته معالم البحرين وتقاليدها الشعبية. وخلال الترحال تكشف الأحداث محاولات فاشلة للرجل الشرير «خلبوص» في الخلاص من العم للاستحواذ على «شمّوس» المصنوعة من خشب نادر سيدر عليه بيعها مالاً. وتمّيز العمل بتوظيف كم كبير من الدمى في صناعة الأحداث المسرحية بإسناد موسيقي جاذب مما ينم عن جهد دؤوب في إنتاج العرض الذي أكد مخرج العمل الفنان أحمد جاسم (مؤدي دور العم فارس) بأن «الاشتغال عليه استغرق ما يقارب سبعة شهور مرت بمراحل متعبة ومرهقة جداً حتى وصلت إلى هذا المستوى من عملية تصنيع الدمى التي استخدمنا 30 منها تقريباً، والتأليف والتلحين الموسيقي وتنفيذ الإضاءة والديكور. وحاولنا من خلال هذا السعي تقديم لون جديد في مسرح الطفل في البحرين». وقد أشار الفنان عادل الجوهر الذي جسد شخصية «خلبوص» إلى أن دوره «يكمن في الرجل الشرير الطماع والمحب للمال الذي يحاول خطف بطلة المسرحية شمّوس لكسرها وبيعها لأنها مصنوعة من خشب نادر، متبعاً طرقا كثيرة تؤول للفشل بعد الانتصار عليه». وكان لتقمصه هذا الدور اشارة إلى إبراز ما للخير من عمل طيب عكس الشر الذي يفسد القلوب ويزرع الفرقة بين الأحباب. قدرات تجسيدية مميزة وأظهرت الممثلة عائشة المرادي التي أدت دور ابنة أخ العم فارس التي تساعده في صناعة العرائس قدرات تجسيدية مميزة عززت سير الحكاية المسرحية وحققت تفاعلا عفويا ولافتا مع الجمهور. وبشأن دورها التمثيلي أوضحت المرادي: «شخصيتي التي جسدتها كانت قوية كوني أستطيع انقاذ بطلة العمل شموس من يد «خلبوص» الشرير وأعطيها الفرح والأمل بعودة العم فارس سالماً». ويجدر بالذكر أن المسرحية التي قدمها مسرح البيادر على خشبة الصالة الثقافية في الفترة ما بين (17-19 نوفمبر 2022) الماضي من تأليف الكاتب جمال صقر وإخراج الفنان أحمد جاسم، وتمثيل عادل الجوهر، محمد صقر، عائشة المرادي، يارا حسن، أحمد رشيد، محمد حسن، عبدالله الجيب، علي نقي، وإيمان الجيب. سينوغرافيا وأزياء عبدالله الدرزي، تلحين وتأليف موسيقي زكريا الشيخ. وتولى إدارة إنتاج العمل إسماعيل حمدي، والاضاءة عيسى محمد، والديكور كل من فهد العمادي ومحمد يونس. هذا العمل الذي جسد الطرفة من خلال هذه الدمى بلون ممتع يُشهد للدور الفني والتقني لمسرح الصواري الذي يظل مغايرا في بناء اساليبه الفنية وان تركزت على تقنية مسرح الطفل، مما يثير المتعة الممزوجة بالكوميديا والخيال والعرائس الظريفة، وخلق فضاء من الخيال السحري لدى الصغار والكبار. هذا «العمل المختلف هي رسالة آمن بها الفنان القدير احمد جاسم، فتلونت عناصر ابداعاته عبر خلق هذا الفضاء السحري العاشق لحراك دمى طريفة، تعد من أصعب أعمال المسرح». «شموس» عمل مختلف جداً للأطفال بدخول الدمى إلى جانب التمثيل الحقيقي الذي يلامس واقع الدمى مع حواس الأطفال ومشاركتهم واقعاً مختلفًا، كما إن هذا النوع من التحريك للدمى أسلوب جديد على المسرح البحريني، أبدع من خلال مسرح البيادر الذي حلم فأنجز رسالته الفنية عبر هذا الفضاء السحري.
مشاركة :