بدأ مختبر الصحة العامة تفعيل تقنية علمية متطورة تعتبر الاولى من نوعها في المملكة تعتمد على تصنيف دقيق للكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا والفيروسات) المحتمل تواجدها في عينات المرضى، حيث تساعد هذه التقنية في معرفة أصول المسببات الميكروبية الممرضة والطفرات الجينية والمواطن التي ينتشر منها المرض، وبالتالي تساهم هذه التقنية في عملية التشخيص، تحديد العلاج الانسب للمرضى، توقع الاستجابة العلاجية للأنواع ذات الصلة والحد من انتشاء الاوبئة والسيطرة عليها عن طريق تصنيع اللقاحات الفعالة التي تتلاءم مع الأنواع المشخصة. وقد تم تدشين جهاز تحليل التسلسل الجيني من الجيل الجديد (PGM-ION Torrent NGS) في مطلع ديسمبرالماضي، وقد خضع للتدريب المكثف مجموعة من التقنيين الطبيين والفنيين في مختبر الصحة العامة على مدى أسبوعين متتاليين، ولتفعيل الاستفادة القصوى من هذه التقنية الحديثة فقد تم اختيار عينات تجريبية عشوائية من مختلف الفيروسات (كفيروسات الإنفلونزا الموسمية والحصبة) وانواع اخرى من البكتيريا الممرضة (كالايشريشيا كولاي وبكتيريا السل الرئوي) وتم تحديد هوية المسبب المرضي ونوعه الجيني وتصنيفه العالمي في الشجرة الجينية. وافادت أمجاد غانم، رئيس قسم مختبرات الصحة العامة ان وجود هذه الاجهزة بالمختبرات الطبية سيخفف من نسبة الاخطاء البشرية ويزيد من دقة وموثوقية النتائج المختبرية الي تنعكس على القرارات التشخيصية للمرضى، واكدت ان المختبر يسعى باستمرار وبدعم دائم من صناع القرار بوزارة الصحة لتطوير تقنيات الفحص المخبري ومواكبة مستجدات التكنولوجيا الحديثة التي تتيح فرص التحسين والتطوير لزيادة الانتاجية ورفع دقة وجودة البيانات وزيادة كفاءة وفاعلية الفحص المخبري بالدولة والتي تجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
مشاركة :