مريم مبارك: المسرح .. وطن من لا وطن له

  • 1/19/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ممثلة عاشقة للمسرح بدأت الوقوف على خشبته، وهي بعمر عشر سنوات فقط، و برزت من خلال المسرح المدرسي، ثم حققت نجاحات متتالية، مما أبرز اسمها كشابة موهوبة ونجمة واعدة، حازت مؤخرا على جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها في مسرحية قمر وصحراء، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العماني السادس. مريم مبارك محمد، شابة موهوبة تسبق محيطها، وتنظر للمستقبل بجرأة، و معها كان هذا الحوار: مريم مبارك محمد، عمرها اليوم 21 عاماً، وهي طالبة صحافة وإعلام، عن بداياتها مع المسرح تقول: بدأت مشوار التمثيل منذ عام 2005 حين كان عمري 10 سنوات تقريباً، لم أتخيل وقتها أن بإمكاني أن أصبح في ما أنا عليه اليوم، لكن شغفي وجرأتي و دعم مدرستي أسماء الزفيتي، التي كانت مشرفة جماعة المسرح في المدرسة، وثقة عائلتي، شجعني على الاستمرار، و من المسرح المدرسي كتبت وأخرجت ومثلت أعمالا كثيرة، وشاركت في العديد من المسرحيات على مستوى محافظة الباطنة، التي حصدنا فيها مراكز متقدمة. توالت مشاركات مريم من خلال المسرح المدرسي، وكانت حاضرة بقوة في معظم العروض، محققة الإنجازات التي تنبئ بمستقبل كبير لها. ففي عام 2005 حصلت الفرقة على المركز الثالث في مسرحية الربيع، وعام 2006 المركز الأول في مسرحية الوميض الأزرق، وعام 2007 المركز الثاني في مسرحية شواطئنا الجميلة، ثم تم اختيار المدرسة في العام 2008 لتمثل المحافظة على مستوى السلطنة، وكانت تجربة ثرية جداً كما تصفها مريم. لتختبر بعدها موهبتها بالإخراج، وتسهم في إخراج مسرحية مسرح العرائس التي حصدت المركز الخامس على مستوى المحافظة، ثم توالت المشاركات وتعددت الجوائز. تقول: كانت مرحلة المدرسة غنية جداً بالمشاركات، وفيها صقلت موهبتي وتعلمت أساسيات المسرح واكتسبت الثقة رويداً رويداً، وراكمت المهارات، والأهم أنني اكتشفت مدى تعلقي بالمسرح وشغفي بهذه الهواية. وفي عام 2011 تأهلت على مستوى السلطنة، وحصدت مسرحية تحت ظلال السماء المركز الثالث، كما حصل زميلي خالد السعيدي على جائزة الإجادة، فيما حصلت أنا على جائزة أفضل ممثلة دور أول. انتقال مريم للدراسة الجامعية لم يجعلها تتخلى عن حبها للمسرح، ووجدت في النشاطات الجامعية المسرحية فرصة كبيرة للاستمرار بممارسة هوايتها المفضلة وتطويرها. تقول: انضممت في عام 2013 لفرقة الدن المسرحية، بعد أن شاركت في مسابقة مع الفرقة. ولكني لم أكمل مع الفرقة، وتابعت مشواري منفردة فكتبت وأخرجت في العام 2014 عملاً مسرحياً، بمناسبة يوم القراءة، في جامعة السلطان قابوس، وفي عام 2015 انتسبت رسمياً لفرقة مسرح مسقط الحر، وشاركت معهم في مهرجان المسرح العماني السادس، الذي أقيم مؤخراً، وحصدت جائزة أفضل ممثلة دور ثان. تحب مريم المسرح بشكل كبير، وتعشق الوقوف على خشبته ولا تثنيها أية حواجز قد توضع أمامها. وعن سر تعلقها به تقول: لماذا اخترت المسرح؟، دائما أقول وأجيب بأن المسرح هو وطن لمن لا وطن له. وهو روح لمن فقد النبض. فقط على المسرح يمكن أن يكون للكلمة عمق أكبر، وللحدث وجوه أخرى، المسرح كان ولا يزال شغفاً أتنفسه لإيصال الرسالة، والتعبير عن الذات والذوات. تشعر مريم بالسعادة البالغة لانضمامها لفرقة مسرح مسقط الحر التي تضم كوكبة من الأسماء البارزة على صعيد المسرح، التي تشكل إضافة جديدة لها. تقول: انضمامي لفرقة (مسرح مسقط الحر) إنجاز أعتز وأفخر به، وبإذن الله هو بداية جديدة، انضممت حديثاً جداً معهم في نهاية شهر سبتمبر من العام الماضي، وأنا أشكر جاسم البطاشي على ثقته الكبيرة، التي منحها لي، من خلال المشاركة في مسرحية قمر وصحراء في مهرجان المسرح العماني السادس، فقد صقلت من خلالها قدرتي وموهبتي، واكتسبت الخبرة من جوانب عديدة، من الأساتذة ذوي الخبرة الكبيرة في المسرح، مثل محمد هلال رئيس الفرقة، خالد الوهيبي، إبراهيم القاسمي، وعبدالله البطاشي، والكاتبة وفاء الشامسية، والأهم أنني تعرفت إلى عائلة جميلة ومتماسكة، عشنا معا لحظات لا تنسى، بالفعل كانت تجربة ثرية جداً، قدمت لي العديد من المعارف في جوانب عديدة تختص بالصوت والأداء التمثيلي وغيرها. لاتزال اليوم الوجوه النسائية التي تقف على خشبة المسرح لا تتجاوز عدد أصابع اليد.. هذا لا يعني أن المسرح لا يستهوي النساء، ولكنه يعني أن قيوداً اجتماعية ما زالت مفروضة على عمل المرأة في هذا المجال، فكيف ترى مريم ذلك، وهل خاضت صعوبات جمة مع اختيارها السير بعكس التيار؟ تقول: إن المرأة العمانية، مبدعة في مجالات شتى، وهي إن آمنت بما أقدمت عليه، تنجزه وتبدع فيه بجدارة. والمسرح هو أحد أهم إنجازاتها وإبداعها، والمجتمع أصبح اليوم يقدر قيمة المسرح، وتواجد المرأة فيه بصورة أفضل من السابق، وهذا الأمر قد يزرع الثقة للتقدم للأمام بصورة أكبر، ويشجع على انضمام وجوه نسائية جديدة وانخراطها في مجال المسرح.

مشاركة :