شدد رياضيون على أن المنظومة الدفاعية الجيدة للمنتخب الأوليمبي وراء النتائج الجيدة التي يحققها حتى الآن في كأس آسيا تحت 23، المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، والمؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، صيف العام الجاري. وامتدحوا طريقة اللعب التي اختارها المدرب، عبدالله مسفر، والتي أساسها التنظيم الدفاعي الجيد، وعدم تقبل أي أهداف، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، التي أثبتت فعالية كبيرة على مستوى النتائج. وأشاروا إلى أن المطلوب في مرحلة دوري المجموعات من التصفيات، هو جمع النقاط من دون النظر إلى أي ملاحظات متعلقة بالأداء، معتبرين أن الدور الأول هو الأصعب في البطولة. ونجح المنتحب الأولمبي في تحقيق الفوز على أستراليا في الجولة الأولى بهدف دون رد، وتعادل في المباراة الثانية أمام الأردن دون أهداف، ويلتقي، بعد غد، مع منتخب فيتنام في ختام مباريات المرحلة الأولى للمجموعة الرابعة، ويتساوى الأبيض الأولمبي مع منتخب الأردن برصيد أربع نقاط، لكن المنتخب الأردني يوجد في المركز الأول بفارق الأهداف عن الأبيض. وأكد لاعب المنتخب الوطني ونادي النصر السابق، عبدالرحمن محمد، أن النتائج التي حققها المنتخب الأوليمبي في التصفيات القارية تبشر بالخير، نحو تحقيق الهدف الأكبر بالوصول إلى الأولمبياد. وقال: باعتقادي أن المدرب، عبدالله مسفر، كان موفقاً للغاية بشأن استراتيجية اللعب التي طبقها أمام أستراليا والأردن، والتي كانت تعتمد في المقام الأول على عدم تقبل أي أهداف، ثم الاعتماد على سلاح المرتدات، وكما شاهدنا فقد حقق هذا الأسلوب نجاحاً على أرض الواقع، بالفوز على أستراليا، وكنا قريبين من تحقيق ذلك أمام الأردن، لولا غياب التوفيق عن اللاعبين وعدم تمكنهم من الاستفادة من الفرص التي سنحت لهم، خصوصاً في الشوط الأول. وأضاف: يمكنني القول أيضاً إن المنتخب بتلك الطريقة والأسلوب قد قطع نحو 90% من الوصول إلى الدور الثاني، وهذا يؤكد نجاح الأبيض حتي الآن، إذ إن المطلوب في مثل هذه البطولات هو تجميع أكبر عدد ممكن من النقاط، وأتصور أننا سنلعب أمام فيتنام بضغوط ليست كبيرة، على العكس من الأردن وأستراليا، اللذين سيلتقيان في التوقيت نفسه، وسيلعبان تحت ضغط كبير. وأوضح عبدالرحمن محمد أن: المنتخب الأوليمبي أثبت أن لديه إمكانات وعناصر جيدة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وظهر هذا الأمر من خلال الانضباط داخل الملعب، ما سيجعل المنتخبات التي ستلاقي الأبيض في المراحل المقبلة تعمل له ألف حساب، وهو ما يُعد نقطة إيجابية في مصلحتنا يجب الانتباه إليها. بدوره، قال مدرب فريق الإمارات السابق، عيد باروت، إن الأبيض الأوليمبي حقق المطلوب منه في مباراة أستراليا ثم الأردن، بصرف النظر عن أننا لم نتمكن من تحقيق الفوز، إلا أن عدم الخسارة يبدو ميزة أكبر من نقطة التعادل. وأضاف: كان من المهم جداً ألا يخسر المنتخب أمام أستراليا والأردن تحديداً، باعتبارهما المنتخبين المتنافسين معنا على حجز بطاقتي التأهل، وهذا ما تحقق إلى الآن، وهذا الأمر يُحسب أولاً للمدرب عبدالله مسفر وللاعبين، ولاتحاد الكرة الذي أرى أنه وفق في قراراه بوقف مسابقة الدوري، لكي يتفرغ المنتخب الأوليمبي لتلك التصفيات. وأوضح: لقد عملت من قبل مع المنتخبات الوطنية، وأرى أن العناصر في تلك السن تحتاج إلى تجمعات أكبر، ليتمكن المدرب من تحقيق أكبر قدر من الانسجام بين اللاعبين قبل استحقاقات قوية مثل كأس آسيا تحت 23 في قطر. وأشار باروت إلى أن: مثل هذه البطولات تحتاج إلى واقعية في الأداء، والواقعية التي أراها أن يكون لدى فريقك توازن دفاعي وهجومي، فعلى سبيل المثال المنتخب السعودي من الفرق التي تلعب كرة هجومية على أعلى مستوى، لكنهم يعانون في الجانب الدفاعي، إذ استقبلوا خمسة أهداف، وتلك الاستراتيجية الهجومية الكبيرة ليست مطلوبة في مثل هذه البطولة. وزاد: زاد تفاؤلي بالمنتخب بعد مباراتي أستراليا والأردن، لأننا تجاوزنا حسابياً منتخبين من المنتخبات المرشحة بقوة للوصول إلى مناطق بعيدة في التصفيات، وتجاوز مرحلة المجموعات، وهو ما يعني أن فرصنا في حجز إحدى بطاقات التأهل للأولمبياد ستكون كبيرة، إذ مازلت أرى أن تلك المرحلة هي الأصعب في البطولة. وبين المدرب السابق لفريق الإمارات أن: المنتخبات التي نُثني عليها في البطولة، مثل قطر والسعودية وإيران، سبق أن التقينا بها في مرحلة الشباب والناشئين، وتفوقنا عليها بنتائج كبيرة، وهذا يؤكد أننا نملك الإمكانات البشرية، لكننا بحاجة إلى الصبر على فرقنا الوطنية لتحقق النتائج التي نتمناها. ومن جانبه، اعتبر لاعب المنتخب الوطني ونادي العين السابق، سالم جوهر، أن الأبيض كان محظوظاً بقرعة تصفيات القارة الصفراء المؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو. وقال: أرى أن اللعب مع استراليا ثم الأردن كان ميزة للأبيض على العكس مما يراه البعض، فالدخول القوى للتصفيات أفضل من مواجهة المنتخبات الضعيفة، لأن الأبيض لو التقى فيتنام أولاً وبعد ذلك سيواجهه أستراليا والأردن، كان هذا سيضع الفريق تحت ضغوط ويُجهد اللاعبين في المرحلة التالية من التصفيات. وأضاف: لقد حقق الأوليمبي نجاحات بفضل التنظيم الدفاعي للفريق كمجموعة، ولا أقصد به الخط الخلفي فقط، وهذا التنظيم الجيد صعّب من مهمة المنتخبات التي التقينا بها في التصفيات. وتابع: لا يجب أن تشغلنا النتائج الإيجابية ضد أستراليا والنشامى عن السلبيات التي شابت أداء المنتخب في بعض الفترات التي يجب على المدرب، عبدالله مسفر، التخلص منها قبل مرحلة خروج المغلوب، وأبرز ملاحظاتي على تلك العيوب غياب التطور الأداء الهجومي والتمرير السليم في وسط الملعب، إذ إن الأبيض لم يظهر كثيراً أمام مرمى الفرق المنافسة، وتعيب لاعبينا كثرة التمريرات المقطوعة. وختم سالم جوهر بالقول: أتصور أننا لو تداركنا مثل هذه العيوب البسيطة سنكون أفضل وأقوى وسنحقق هدفنا من البطولة، رغم اعترافنا بأن هناك منتخبات قوية مشاركة في التصفيات.
مشاركة :