السيسي: مصر تعتمد على الحوار الهادئ والتفاوض لحل أزمة سد النهضة

  • 11/26/2022
  • 21:40
  • 130
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - مباشر: أوضح الرئيس المصري عبد الفتاح في رده على سؤال حول كيفية تعامل مصر مع أزمة سد النهضة في ظل الأحداث الجارية في إثيوبيا، حرصه منذ توليه السلطة، على الاعتماد على الحوار الهادئ والتفاوض بعيدا عن أي شكل من أشكال الإنفعال. وشدد السيسي، خلال منتدى شباب العالم، اليوم الخميس، على أن هذه القضية يمكن أن تحل عبر اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف الرئيس السيسي أنه - في مارس 2015 - جرى الوصول لاتفاق مع الأشقاء الإثيوبيين والسودانيين بشأن السد، بحيث لا يتم ملء السد إلا بعد الوصول إلى اتفاق قانوني بشأن عملية الملء والتشغيل تراعي جميع الشواغل، وعقب ذلك بعام واثنين، لم يتم الوصول إلى حل، حيث إن الموقف الاثيوبي لم يتغير، وهو ما اضطر بمصر إلى التوجه إلى مجلس الأمن الدولي. وذكر، أن التوجه لمجلس الأمن كان لإعطاء قوة دفع، وكان الهدف من ذلك أن يكون هناك قرار دولي يؤكد أهمية سرعة الوصول إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. وأكد الرئيس السيسي، أن التعاون دائما ما يكون أفضل، وأن مصر تنظر - دائما - بكل تقدير وإيجابية إلى التنمية لأشقائنا في إثيوبيا، لكن آلا يكون على حساب المياه، مشيرا إلى أن الشعب المصري يعيش على شريط المياه الذي يأتي من أسوان حتى الإسكندرية، وأن باقي مساحة مصر حوالي 95 بالمائة هي أرض صحراوية، لافتا إلي أن ذلك ليس تبرير لكنه توضيحا. وأشار الرئيس، إلى أن مصر بدأت - منذ 6 سنوات - خطط استراتيجية لتعظيم الاستفادة مما لديها من قدرات مثل إعادة تدوير المياه، لافتا إلى أن الدولة ستكون من أولى دول العالم في إعادة تدوير المياه وحسن استخدامها، في ظل استراتيجيتها التي من المقرر أن تستغرق ثلاث سنوات مقبلة، وهو ما جرى إعلانه لدى افتتاح محطة بحر البقر في سيناء. واستعرض الرئيس السيسي الأوضاع التي تواجهها مصر في ضوء ثبات حصة مصر من المياه، حيث إن مياه النيل تأتي إلى مصر وكان تعداد سكانها بضع ملايين، غير أن الوضع الآن يختلف تماما في ظل تعداد سكاني يبلغ 100 مليون نسمة، وكمية مياه لم تتغير. ونبه الرئيس السيسي، إلى أن مصر وصلت إلى مرحلة الفقر المائي، طبقا لتقارير ومعايير الأمم المتحدة، لافتا إلى أن نصيب الفرد في مصر 500 متر مكعب في السنة، في حين أن المعدل أو المعيار العالمي للفرد أكثر من 1000 متر مكعب في العام. وأكد الرئيس، أن مصر تنظر إلى الأشقاء في إثيوبيا بكل إيجابية، ومستعدة إلى التعاون فيما يخص مياه نهر النيل ليس فقط مع إثيوبيا، لكن مع كل الأشقاء في دول حوض النيل من أجل الرخاء للجميع، قائلا "نريد العيش لكن في ذات الوقت لن نحرم غيرنا من العيش". وبين السيسي، أن حجم المياه التي تسقط على الهضبة الإثيوبية تبلغ 900 مليار متر مياه في العام، وحجم المياه المتجددة التي تسقط في الآبار الإثيوبية 40 مليار متر مياه في العام، وأن مقدار المياه التي تأتي لمصر والسودان لا تساوي 10 بالمائة من المياه التي تسقط على الهضبة الإثيوبية. وجدد الرئيس السيسي مطالبته بضرورة الوصول إلى اتفاق قانوني بشأن ملء وتشغيل السد يراعي شواغل مصر، وأيضا يفتح الباب للتنمية والتعاون فيما بين مصر والسودان وباقي الدول الإفريقية ليس فقط دول حوض النيل . طمس الهوية المصرية وعن محاولات طمس الهوية المصرية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن كل المحاولات القائمة على ذلك مرصودة بشكل جيد، وأن الدولة ستتصدى لها بكل قوة. وأضاف الرئيس السيسي - خلال لقائه مع مجموعة من المراسلين الأجانب على هامش منتدى شباب العالم - أن التطور الذي تشهده وسائل الإعلام والاتصال وما يمكنه أن يؤثر على النشئ الصغير، مرصود وهو محل اعتبار لدى الحكومة، مؤكدا أن هذا التطور "تحت السيطرة". وأكد الرئيس أن هذه المخاوف - في إشارة منه لمحاولات طمس الهوية المصرية - ظهرت وقت اختراع التلفزيون، وكان الجميع يخشى أن يكون هذا بداية لطمس الهوية المصرية، لكنه لم يحدث هذا ولم يؤثر بشكل كبير على المجتمع المصري. وأشار الرئيس السيسي إلى أن عوامل بناء الوعي الإنساني في مصر، لها دور في الحفاظ على الهوية المصرية، والبعد عن فكرة طمس الهوية، وهذه العوامل تتلخص في دور وسائل الإعلام والدراما إلى جانب دور الأسرة في تربية النشء بجانب المدرسة والتعليم ودور العبادة. وشدد الرئيس، على أن الدولة تفتح جميع الملفات أمامها للعمل على تطوير هذه العوامل، لافتا إلى أن الحكومة أعطت أولويات لبعض الملفات الرئيسية التي كان لابد من التدخل لحلها بشكل منجز وسريع. وأوضح الرئيس، أن حجم العمل الذي تشهده البلاد، شكل حالة من الرضا النسبي لدى المواطنين، وأن الجميع الآن يستطيع أن يلمس حجم الإنجاز الذي يحدث في مدينته أو قريته حتى لو أغفل الإعلام عن ذكر هذا. وأضاف، أن ما جرى إنجازه في مصر، جعل المواطنون يدركون الفرق بين الماضي والحاضر، ومكنهم من تغيير وجهة نظرتهم لبلدهم بعد أن كان "سلبية". وبين، أنه والحكومة سيعملان بكل قوة، وأن مسيرة التطور لن تتوقف حتى تكون البلاد في أفضل أحوالها، مؤكدا أن مساهمة الحكومة في تطوير التعليم وتنمية وتطوير التعليم والدراما؛ يساعد في الرقي بالوعي المصري والتأكيد على تثبيت الهوية المصرية.

مشاركة :