كتب محمد الدرويش: يُعد تحقيق المركز الثالث في بطولة كأس العالم 1966 هو أفضل إنجاز للكرة البرتغالية في تاريخ مشاركاتها المونديالية، حيث قادهم الأسطورة الخالدة أوزيبيو لحصد البرونزية آنذاك، ليُنصّب نفسه كأعظم لاعب في تاريخ البرتغال بنظر الكثيرين حالياً، والذين ينتظر بعضهم أن يستطيع الدون كريستيانو رونالدو تحقيق لقب البطولة في موندياله الأخير، ليُزيح أوزيبيو عن عرشه كأعظم لاعب برتغالي، لكنه بلا شك سيبقى واحداً من أهم أساطير كرة القدم العالمية منذ نشأتها. الوداع الأمثل لكريستيانو رونالدو استطاع الدون كريستيانو رونالدو حصد العديد من الألقاب وتحطيم جميع الأرقام القياسية التي يسعى أي لاعب لتحقيقها، لعل أبرزها فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم «5 مرات»، وحقق بنفس عدد المرات لقب دوري أبطال أوروبا، منها ثلاثية تاريخية متتالية مع ريال مدريد كما أنه هداف الكرة عبر تاريخها الممتد لأكثر من 100 عام برصيد 118 هدفا. ولا تقف إنجازات رونالدو عند هذا الحدّ، بل استطاع تحقيق ألقاب جميع الدوريات الكبرى التي لعب بها، كلقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد، لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد ولقب الدوري الإيطالي مع يوفنتوس. واستطاع رونالدو تحقيق إنجازات جماعية وفردية، كالكؤوس المحلية مع الأندية التي لعب لها.. وجوائز اليويفا لأفضل لاعب أوروبي وأفضل لاعب شاب وأفضل لاعب في الدوريات المشارك بها. ونظراً إلى العدد الهائل من الألقاب، وما يملكه الدون من أرقام قياسية وإنجازات عظيمة فإن لقب كأس العالم في حال تمكن من حصده سيكون الوداع الأكثر مثالية لأسطورة هذا النجم، ولن يقف الأمر عند هذا الحدّ بل إن تصنيفه كأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم حينها سيكون أمراً واقعاً لا يمكن نكرانه. نقاط قوة المنتخب البرتغالي يمتلك المنتخب البرتغالي عدداً من نقاط القوّة التي تجعله مرشحاً لأن يكون من أبرز المرشحين للفوز بلقب مونديال 2022 منها: كريسيتانو رونالدو: يستطيع الدون أن يكون لوحده سبباً منفصلاً من أسباب قوة برازيل أوروبا، ويعود ذلك لقدرته الكبيرة على حسم أيّ مباراة وقدرته على خلق المشاكل للخصوم واختراق أكبر التكتلات الدفاعية. رونالدو سيخوض كأس العالم 2022 وستكون هذه فرصته الأخيرة لتحقيق المجد المُنتظر لبرازيل أوروبا. فرناندو سانتوس: على الرغم من تحفظي الكبير على المدرب سانتوس لأسباب يطول شرحها (قد نشرحها في موضوع آخر) فإنه يستحق أن ننظر له بعين الاحترام والتقدير، وهو من استطاع خلق الاستقرار الدائم في صفوف المنتخب.. وقد توّج ذلك بلقب بطولة اليورو 2016 ورغم فشله في الوصول بعيداً ببطولتي كأس العالم 2018 ويورو 2020 فإنه مازال محط ثقة الاتحاد البرتغالي ولاعبي المنتخب.. لذا قد يستطيع سانتوس بما حققه من استقرار للمنتخب وتوازن في صفوف الفريق قيادة برازيل أوروبا إلى أبعد ما هو ممكن في هذا المونديال. عمق وجودة التشكيل: قد تكون القائمة الحالية للاعبي المنتخب البرتغالي الأكثر جودةً وعمقاً في التشكيل على مرّ تاريخ المنتخب، ومن المعلوم أن الدكّة القويّة تكون أحياناً من أسباب حسم أيّ مباراة بشكل نهائي والأمثلة في التاريخ كثيرة. نقاط ضعف المنتخب البرتغالي كما هو الحال، مع أيّ منتخب.. لدى المنتخب البرتغالي بعض نقاط الضعف التي قد تكلفه توديع البطولة مبكراً في الأدوار المتقدمة، منها: حراسة المرمى: لا يملك حارس المنتخب البرتغالي ديوغو كوستا خبرةً كبيرة في المحافل الدولية والبطولات العالمية، وقد ظهر ارتباكه بشكل واضح وجلي في المباراة الأولى أمام غانا، وكاد يتسبب بضياع الفوز على منتخب بلاده.. لذا فإن هذا السبب من أهم أسباب ضعف المنتخب البرتغالي والخطر الأكبر على سيره في المونديال. قلّة الخبرة والمشاركات المونديالية: على الرغم من عمق وجودة التشكيل الذي تحدثنا عنه ضمن نقاط قوة المنتخب، فإن قلة الخبرة والمشاركات الدولية لبعض الأسماء ستكون عاملاً سلبياً على المنتخب ويجب هنا على لاعبي الخبرة بالمنتخب سدّ هذا النقص إذا أرادوا الوصول بعيداً في المونديال. هل تستطيع البرتغال تحقيق لقب كأس العالم 2022؟ على الورق، تبدو مهمة المنتخب البرتغالي صعبة ومعقدة جداً في الفوز بلقب المونديال، وذلك لوجود منتخبات أكثر جهوزية ومرشحة أولى للقب وهي: البرازيل، الأرجنتين، فرنسا وإسبانيا.. وهي منتخبات لديها من القوّة ما يكفي لأن تكون المرشحة لإقصاء البرتغال في حال واجهت أيّاً منهم في الأدوار الإقصائية وهنا يمكن الإجابة بأن البرتغال لن تستطيع تحقيق اللقب. بمفاجآت كرة القدم وتقلباتها الجميلة والممتعة كل الاحتمالات واردة، وسيكون من العدل أن يُنهي لاعب أسطوري وعظيم مثل رونالدو مسيرته الكروية بلقب أعظم بطولة في التاريخ.
مشاركة :