القاهرة - سامية سيد - إذا كنت من محبى أفلام مارفل فلا أنصحك بـ مشاهدة فيلم الممثل العالمى دواين جونسون، Black Adam، الذى وصل دور العرض حول العالم أكتوبر الماضى، حيث ستشعر بـ شكل كبير بـ مشاهدة فيلم من أفلام مارفل التي طالما تعلقنا بها، ووقعنا في حب أبطالها الخرقين، ألا أنك لن تجد ألا "صدى" من أبطالك المفضلين، بـ أسماء مختلفة وطريقة مملة، ونمطية. أثار فيلم Black Adam الجدل كثيرا منذ بداية الإعلان عن بدء تنفيذ الشخصية التي ظهرت لـ كوميك DC، ولكن مع مشاهدة العمل، تجد أنك أمام قصة مملة ورتيبة، وتبتعد كل البعد عن أفلام الأبطال الخارقين التي جذبت انتباه الكبار والصغار، بـ جانب احتوائه على كثير من الاسقاطات التي لن تشغل بال الكثيرين، ألا المهتمين بالتفاصيل السينمائية. الفيلم يدور في بلدة خيالية تدعى "كناهدار" تشبه في ملامحها الكثير من البلدان العربية "القديمة"، بـ جانب وجود الكثير من الاثار التى تحمل لغة غريبة، ليست عربية ولا فرعونية، بـ حسب الفيلم، والتي لم يكشف عن أصلها. وهذه كانت البداية فقط، حيث تنوعت أسماء أبطال العمل، بين كريم وآمون، وغيرهم من الأسماء التي تؤكد الاسقاطات على الدول العربية بشكل كبير، مساحات الصحراء الكبيرة، الأثار المدفونة، والتماثيل التي تشبه في ظاهرها التماثيل الفرعونية الكبيرة، من حيث الاتقان والحجم. وعن قصة Black Adam فـ على غير عادة أفلام شركة DC تشعر أنها محددة وموجهة لـ هدف معين، ألا أن العمل هذه المرة، ستجده ضعيف من حيث الحبكة الدرامية، التي تشرح لك كيفية نشأة هذا البطل الخارق الجديد، ألا أنه في نفس الوقت يغيير مفهومك عنه من جديد مع نهاية الفيلم، ومن الممكن أن تكون هذه الفكرة جاءت في بال "بعض" من مشاهدى Black Adam، في بدايته. شخصيات فيلم Black Adam جاءت متوقعة ولها بدائلها من سلسلة أفلام مارفل، فـ مثلا إذا كنت تحب Dr. Strange ستجد Dr. Fate الذى لعبه الممثل العالمى بيرس بروسنان، أما لو كنت من محبى شخصية الراحل شادويك بوسمان Black Panther فـ ستجد شخصية مماثلة، مع إضافة بعض اللمحات من شخصية  فالكون، والتى لعبها الممثل العالمى ألديس هودج تحت اسم Hawkman في أحداث الفيلم، أما إذا كنت تفضل الشخصيات الخارقة من أصحاب الأجسام الكبيرة، فأضافوا شخصية أتوم سماشر التي لعبها الممثل الشاب نوح سنتينيو، وبالرغم من اختلافها قليلا عن شخصية Hulk، ألا أنها تحتوى على بعض السمات المشابه، مثل تغيير شكل الجسم، وقوته، ألا أنه اضعف بـ مراحل من Hulk، بسبب ظهوره كـ شخصية خارقة "طائشة"، ولا تساعد في خدمة "مجموعة العدالة"، كما أطلقوا على أنفسهم. ولإضافة الجانب النسائى في العمل وقع اختيارهم على الممثلة الشابة كوينتيسا سويندل، التي لعبت شخصية Cyclone، التي لها أيضا بديل في أفلام مارفل وهى Storm  التي ظهرت في سلسلة أفلام X-men الشهيرة، والتي لعبت شخصيتها الممثلة العالمية هالى بيرى. أما عن الشخصية الرئيسية التي لعبها الممثل والمصارع العالمى دواين جونسون "ذا روك"، التي ظهرت تحت اسم "Black Adam"، أو "تيث آدم"، فـ بديلها من سلسلة أفلام مارفل هو Thor، الذى كان يستخدم مطرقته لـ توليد الرعد، ألا أنهم في فيلم Black Adam أضافوا بعض اللمسات الخفيفة، حيث يستخدم يده لإطلاق الرعد على أعدائه أو المدنيين، حيث أن الشخصية طوال العمل حاولت اكتساب الصفات "الحسنة" التي تساعدها على الوجود بين البشر بعد 5 ألاف عام من دفنه تحت الأرض بسبب عدم  قدرته السيطرة على قواه، من قبل السحرة الذين أعطوه قواه. ومن ضمن أهم الشخصيات التي لعبت دور كبير في فيلم Black Adam كانت الممثلة سارة شاهي التي لعبت شخصية أدريانا توماز، التي كانت السبب الرئيسي في تحرير Black Adam من مرقده، أو "سجنة" كما سيكشف العمل، ويعد Black Adam أحد أهم الأعمال التي شاركت بها، بعد مشاركتها بـ أحدى المسلسلات على واحدة من المنصات الأمريكية، ألا أن دورها في خلال العمل كان ضعيف، فـ هي تحاول طوال الوقت أن تثبت بأنها الشخص الذى يسعى لـ توازن والسيطرة على الأحداث، خاصة مع تربيتها لابنها آمون الذى لعب دوره الطفل بودهي سابونجيا، وشقيقها كريم الذى لعب دور الممثل الكويتى محمد عامر بطل مسلسل MO الذى طرح على أحدى المنصات الأمريكية في أغسطس الماضى. وإلى هنا لم تقف إسقاطات DC، فـ منذ أول لحظات ظهور Black Adam في العمل، ستكشتف أنك أمام نسخة جديدة من شخصية سوبرمان،  طريقة المشى، الوقوف، الطيران، الملابس، وحتى طريقة الكلام، وفى خلال المشاهد القتالية التي ظهرت خلال الفيلم، ستجد أنه أيضا يستخدم طريقة الشخصية الخارقية الخيالية التي تعلق بها الملايين. أما عن طريقة تحول تيث آدم إلى Black Adam فـ كانت باستخدام كلمة "شازام"، الشخصية الخارقة التي طرحت DC فيلم خاص بها في خلال عام 2019، ومن المقرر طرح الجزء الثانى من السلسلة تحت اسم Shazam! Fury of the Gods، خلال العام المقبل 2023، وبالتالي فلا سبب مقنع أوضحته الشركة المنتجة حول استخدام الكلمة التي لها شخصية خارقة في تحويل Black Adam من شخص عادى إلى بطل خارق. بـ جانب ذلك وأثناء وجود Black Adam و Hawkmanفى منزل أدريانا توماز، وخلا القتال الذى وقع بينهما، كان هنا أكبر إسقاط من الشركة المنتجة DC، حيث ركزت على معلومة أن Black Adam هو الأقوى بين الأبطال الخارقين، وذلك من خلال إزالة صورهم المعلقة على حيطان غرفة ابنها آمون، بـ استخدام طرقهم القتالية، فـ مثلا سوبرمان مزق Black Adam صورته بـ استخدام قبضته، أما Aquaman فـ مزق صورته من خلال قطعها إلى نصفين، وهكذا توالى تقطيع وإزالة صور الرسوم المتحركة. ولم تكتفى DC بـ هذا القدر من نسخ أفلام مارفل، ألا انها أيضا وضعت مشهد ما بعد الخاتمة الأولى لـ تظهر شخصية سوبرمان والتي تبشر عن وجود أجزاء جديدة، أو حتى التعامل مع الشخصيتان الخارقتان كـ سوبرمان و باتمان، اللذان وقفا امام بعضهما البعض. المؤثرات البصرية وجودة الصورة كانت من أضعف الجوانب في فيلم Black Adam، وكـ متابع لـ أفلام الأبطال الخارقين تعلم أن أكثر من نصف هذه الأفلام مبنية على المؤثرات البصرية، وبالتالي تحتاج أن تكون هذه الميزة من أكثر الأشياء المصنوعة بـ دقة، ألا أن هذه الميزة كانت من أكثر الأشياء السيئة في العمل، فـ يمكنك أن ترى الشخصيات المرسومة في أغلب لقطات الأكشن بالعمل، على عكس أفلام الأبطال الخارقين أو الخيال العلمى " Sci-Fi". وبالرغم من حصول Black Adam على الكثير من التعليقات السلبية ألا أن شركة DC لم تبادر بالرد على أي من التعليقات، العمل الذى وصلت ميزانيته إلى من 195 إلى 200 مليون دولار، تمكن من تخطيهم في أول أسبوع من العرض، ألا أن التقييمات لم تكن في صالحه أيضا، حيث حصل على تقييم وصل إلى 40% من قبل النقاد العالميين من خلال موسع Rotten Tomatoes، منذ طرحه يوم 21 أكتوبر الماضى بـ دور العرض المختلفة حول العالم.