باريس – الوكالات: أعلن أسطورة كرة القدم الإيرانية علي دائي أمس أنه تلقّى تهديدات بعد دعمه الاحتجاجات التي اندلعت في إيران إثر وفاة مهسا أميني. وكان دائي (52 عاماً) أفضل هداف في تاريخ المنتخبات الوطنية أعواما طويلة مع 109 أهداف، الى أن تجاوزه البرتغالي كريستيانو رونالدو في سبتمبر 2021. وقرّر عدم التوجّه لحضور كأس العالم بسبب حملة القمع العنيفة التي تشنّها السلطات الإيرانية على المحتجين. وقال دائي في بيان نشره على إنستجرام: «تلقّيت عدّة تهديدات ضدّي وضدّ عائلتي في الأشهر والأيام الماضية من قبل بعض المنظمات ووسائل الإعلام ومجهولين». وأضاف: «لقد تعلّمت الإنسانية والشرف والوطنية والحرية... ماذا تريدون أن تحقّقوا بمثل هذه التهديدات؟». ودعا دائي أيضاً إلى «إطلاق السراح غير المشروط» للسجناء الذين اعتُقلوا خلال حملة قمع الاحتجاجات في إيران. وكان دائي قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أنه لن يسافر لحضور مونديال 2022، رغم أنه تلقّى دعوة من المنظّمين. وقال إنه يريد أن يكون مع «مواطني بلدي وأُعرب عن تعاطفي مع كل الذين فقدوا أحبّاءهم» في حملة القمع المستمرّة. وتخضع كرة القدم لرقابة مكثّفة في ظل تواصل الاحتجاجات في إيران، التي شكّلت أكبر تحدٍّ للنظام منذ ثورة عام 1979. وصودر جواز سفر دائي لدى عودته إلى إيران خلال المراحل الأولى من الاحتجاجات، ولكنه أُعيد إليه بعد ذلك. والأسبوع الماضي اعتُقل لاعب كرة القدم المعروف فوريا غافوري الذي يتحدّر من أصول كردية، والذي كان قد أعلن دعمه الصريح للاحتجاجات. وأفادت تقارير إعلامية إيرانية بأنّه جرى إطلاق سراحه بكفالة. ولكن المنظمة الحقوقية الكردية هنكاو التي تتخذ من النرويج مقرّاً نفت ذلك، وقالت إنه نُقل من غرب إيران إلى سجن في طهران. في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الايرانية أمس ان طهران سترفض التعاون مع لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الامم المتحدة في الآونة الأخيرة للتحقيق في الإجراءات التي اتخذتها البلاد للتصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة في وقت لم يظهر فيه أي مؤشر على تراجع حدة الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني: «لن تتعاون إيران اللجنة السياسية التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة». ووافق المجلس يوم الخميس على تعيين لجنة للتحقيق في قمع إيران للاحتجاجات. وطالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك من قبل بأن توقف إيران استخدامها «المفرط» للقوة في سحق الاحتجاجات. وألقت إيران بمسؤولية الاضطرابات على أعداء أجانب وعملاء لهم. وقال كنعاني إن لدى إيران أدلة على تورط دول غربية في الاحتجاجات التي تعم البلاد. وأضاف دون الخوض في تفاصيل: «لدينا معلومات محددة تثبت أن الولايات المتحدة ودولا غربية وبعض حلفاء أمريكا كان لهم دور في الاحتجاجات». واستدعت إيران السفير الألماني لديها أمس بعدما قدمت بلاده مشروع القرار أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي نتج عن تبنّيه تشكيل لجنة التحقيق الدولية. وقالت وكالة «إرنا» الرسمية: «بعد مبادرة ألمانيا لعقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان بشأن الأحداث الأخيرة في بلادنا، تمّ استدعاء السفير الألماني إلى وزارة الخارجية».
مشاركة :