يعيش الإنسان في «إطارات» غيبية يظل خلالها في «صراعات» ما بين «التنبؤ» و»التأكيد» لتأتي النتائج مسيرة وفق «أوامر» ربانية تقتضي الاستسلام والتسليم وتستوجب التقبل والقبول. في محطة «الطفولة» الأولى يعيش البشر جميعاً في «محيط» أسري تتشكل معه «ملامح» الحياة وخطوط «البدايات» التي تأتي بأشكال مختلفة تحكمها ويلات «اليتم» أو صدمات «الفقد» أو «ظروف» المرحلة أو «وصوف» التنشئة وتتباين الخبرات المبكرة في هذا العمر لتتشكل «الخارطة» الحياتية من عمق «الانطلاق» إلى آفاق «الوفاق» مع النفس والبيئة والمقومات والقدرات والإمكانيات والمعطيات والعطايا. في «أعماق» النفس البشرية الكثير من «الحكايات» التي ولدت من «رحم» المواقف ونمت في «حيز» الوقفات وظلت ترافق الإنسان في حياته كعنوان رئيس وردت منه «تفاصيل» متعددة و»أبعاد» متجددة لينهل منها كتجربة «سارة» أو أخرى «مؤلمة» فيتعلم منها «دروس» التكيف مع المتغيرات وينتهل منها «مناهج» التأقلم مع المؤثرات. وسط حياة تتراوح محطاتها بين الميسرة والمعقدة وبين «أقدار» مكتوبة لا تستثني أحداً يبقى «العاقل» خصيم نفسه و»الحصيف» عدو ذاته حتى يتخلص من «أنانية» ترميه في «متاهة» الظلم أو «ذاتية» تسجنه في «غيابة» السوء وصولاً إلى «موضوعية» في حكمه على الأمور واحتكامه إلى المسلمات حتى ينجو من «عواقب» الأخطاء ويجتاز «عقبات» الابتلاء. تكتظ «الذاكرة» بصور ومشاهد حية لا تموت تبقى في حالة من «اليقظة» حين الاسترجاع الشخصي أو الارتباط الحياتي في محطات عمر متعاقبة ومترابطة يواجهها كل البشر في ظل «اعتبار» واجب و»اقتدار» مطلوب حتى يجني الإنسان أهدافه ويحقق أمنياته فيما تبقى هذه الذكريات ما بين «مسارب» خرج منها إلى «الضياء» في «مواقف «أليمة أو «مشارب» اغترف منها الوفاء في «وقفات» مشرفة. تتبدل أوجه الحياة ويتغير معها «الإنسان» الذي تصقله «تجارب» العيش فيكتسب «الصلابة» النفسية في «مواجهة» الظروف ويتعلم «المقاومة» السلوكية في «مجابهة» المؤثرات فينضج من مرحلة إلى أخرى. تأتي «موجات» التبدل البشري على «قائمة» الضربات الأكثر وجعاً في «ميادين» الحياة حيث تعلو «موجة» النكران وتقوى «هجمة» الخذلان فيسقط العديد من أصحاب «النوايا» الطيبة كضحايا في «معركة» غير متكافئة بين «وفاء» ارتبط بالصفاء و«لؤم» ترابط مع «الجحود» فتكثر «المواجع» بدرجات تزيد كلما زادت «صدمات» التنكر وانتشرت «وقائع» الحيل. العرفان «قيمة» عظيمة تجبل عليها «نفوس» تشربت من «معين» النبل وانتهلت من «نبع» المعروف تسمو بالحسنى وتبتهج بالمحاسن تستند على «مخزون» وافٍ من «القيم» وتعتمد على «رصيد» كافٍ من «الأخلاق» لذا فإن الماكثين في ساحات «الاعتراف» بالفضل «شخصيات» نقية تجيد «التنافس» لحصد التفوق في رد «الجميل» ونيل التميز في الفعل «النبيل». الأوفياء من تتواءم صفاتهم وتنعكس «أصداء» سمعتهم المكللة بالفضائل في أعماق» النفوس» فيقيمون في الجانب «المشرق» من الذاكرة يجيدون صناعة «الوقفات» ويتقنون صياغة «السرور» ينظرون إلى «المعروف» كحق للغير وواجب على الذات يمضون في دروب العمر وهم يجنون «الدعوات» سراً وعلانية حاصدين الذكر الحسن تاركين «عبير» الثناء يرافق ذكرهم واستذكارهم في كل اتجاهات الأثر ومعاني النفع. الحياة «قصيرة» تقتضي أن يعبر الإنسان كل محطاتها بنفس وفية وروح نقية تتخلص من كل «شوائب» الذات و»رواسب» الأنا التي تلغي وتتغافل وتتجاهل «قيمة» الآخرين وتكسر «خواطر» الغير ودروب العمر كفيلة بترجيج «كفة» السواء على السوء وفي النهاية سيكون هنالك الكثير من «عواقب» الندم التي لن تصلح الأجزاء المكسورة من الأنفس ولن ترمم التصدعات الواضحة في جدران «المعاملة» ولن تعيد المياه إلى «مجاري» تغيرت وتبدلت مواقعها نتيجة «الأخطاء» التي اجتمعت لتشكل «أهراماً» من الإساءة. عقبات وعواقب ووقفات ومواقف تتشكل في «خارطة» حياتية يقرأها من مر على دروبها ويستقرؤها من سار على نهجها والخيارات متعددة والطرق واضحة المعالم بحكم «العقل» واحتكام «المنطق» واعتماداً على «تجارب» واستناداً على «مآرب» ليبقى الإنسان هو الفيصل في رسم مشاهد حياته وإبقاء شواهد سلوكه.
مشاركة :