ستدخل فنون وتقاليد من حول العالم في قائمة اليونسكو للتراث العالمي غير المادي، خلال اجتماع تعقده منظمة اليونسكو في الرباط. ومن بين الملفات المرشحة تبرز عدة مفلات من المنطقة العربية، التي أفسدت بعضها الخلافات السياسية. نجم الراي العالمي الشاب خالد الذي يحمل الجنسيتين المغربية والجزائرية تدرس منظمة اليونسكو ترشيحات جديدة من عدة بلدان لإدراج فنون ثقافية غير مادية على قائمة التراث العالمي، وذلك خلال الاجتماع السابع عشر للجنة المعنية بالمنظمة، الذي افتتح الاثنين (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)، في العاصمة المغربية الرباط. وتضم القائمة 56 ملفا، بينها أربعة تستدعي إجراءات عاجلة لصونها من الاندثار، مثل فن الخزف الخاص بقومية شام في فيتنام، حسبما أوضحت المنظمة. كما تضم عدة ترشيحات من بلدان عربية مثل موسيقى الراي الجزائرية وصلصة "الهريسة" الحارة التونسية والخنجر العماني والمواقع التراثية "لمسار رحلة العائلة المقدسة" في مصر. فيما تقدمت إيران وسوريا بملف مشترك حول "فن صناعة الأعواد والعزف عليها". وسيبدأ الإعلان عن الملفات التي يتم قبولها ابتداء من اليوم الثلاثاء وحتى السبت، على حساب اليونسكو على تويتر. ولتفادي إثارة أي لغط، تؤكد المنظمة أن الهدف يكمن أساسا في الاحتفاء بالتقاليد والممارسات والمهارات وصونها من الاندثار. وأوضحت على سبيل المثال أن تسجيل الرغيف الفرنسي تراثا عالميا غير مادي لا يعني أن الرغيف في حد ذاته هو المعني بالحفظ، "وإنما المهارات التقليدية والثقافة المحيطة بصناعته". نفس الشيء بالنسبة لشراب الروم الكوبي، حيث سيتم الاحتفاء بصناعته وليس بالمشروب في حد ذاته. وتشمل القائمة عناصر ثقافية من مختلف أنحاء العالم مثل تقاليد الشاي الأذربيجاني/التركي، وتقنيات تقطير خمرة "سيلفوفيتز" من كحول الخوخ في صربيا. وقال نائب المدير العام للثقافة في اليونسكو إرنستو أوتون لوكالة فرانس برس إن الأمر "يتعلق الأمر بتراث حيّ تمثله المجتمعات المعنية بالحفاظ عليه ، خلافا للتراث المادي"، ويمكن أن يوجد في أكثر من بلد. الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر منع تقديم ملف مشترك وسبق للمنظمة أن سجلت فنونا ثقافية من هذا النوع مثل طبق الكسكس الشهير في المغرب العربي ، بعد ترشيح مشترك للجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس عام 2020. وقال سفير المغرب لدى اليونسكو سمير الدهار الذي يترأس الدورة في تصريح صحافي الاثنين "كنا نأمل تقديم ملف مشترك حول فن الراي الجزائري، الذي يوجد أيضا في المغرب"، لولا القطيعة الدبلوماسية بين البلدين. وأضاف "نتمنى من الله أن نقدم ملفات مشتركة حينما تتحسن الظروف في يوم من الأيام"، مؤكدا أن فلسفة اتفاقية الأمم المتحدة لصون التراث غير المادي تتمثل في "التقريب بين الناس والثقافات". ف.ي (أ.ف.ب، رويترز)
مشاركة :