الدوحة- رويترز من المقرر أن تتلقى ألمانيا شحنات جديدة من الغاز الطبيعي المسال القطري اعتبارا من عام 2026، بعد أن وقعت شركتا قطر للطاقة وكونوكو فيليبس اليوم الثلاثاء اتفاقيْ بيع وشراء يستمر بموجبهما التصدير لمدة 15 عاما. ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، اشتدت المنافسة على الغاز الطبيعي المسال، إذ تحتاج أوروبا على وجه الخصوص كميات هائلة لتساعدها على إيجاد بديل لغاز خط الأنابيب الروسي الذي اعتادت القارة أن يوفر لها ما يقرب من 40 بالمئة من وارداتها. وقال سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لقطر للطاقة إن الاتفاق، وهو الأول من نوعه للتوريد من مشروع توسعة حقل الشمال القطري إلى أوروبا، سيوفر لألمانيا مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، تصل من رأس لفان في قطر إلى محطة الغاز الطبيعي المسال في برونسبوتل بشمال ألمانيا. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع ريان لانس الرئيس التنفيذي لكونوكو فيليبس "يمثل الاتفاقان أول صفقة طويلة الأجل على الإطلاق لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا، إذ تمتد فترة التوريد 15 عاما على الأقل، مما يساهم في أمن الطاقة على المدى الطويل في ألمانيا". وستشتري شركة فرعية مملوكة بالكامل لكونوكو فيليبس الكميات المتفق عليها لتوصيلها بدون تكلفة إضافية إلى محطة الاستلام الألمانية، والتي يجري تطويرها حاليا. وسعت قطر للطاقة وشركات مرافق ألمانية إلى إبرام صفقات طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال هذا العام، إذ تبحث برلين عن بدائل لإمدادات روسيا، أكبر مورد للغاز إلى ألمانيا. ويهدف أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يعتمد بشكل أساسي على الغاز الطبيعي في الطاقة اللازمة لتشغيل الصناعة، إلى استبدال جميع واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف عام 2024. في غضون ذلك، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك اليوم الثلاثاء إن مدة الاتفاق البالغة 15 عاما "رائعة". وقال أندرياس شرودر، رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة (آي.سي.آي.إس)، إن تاريخ البدء في عام 2026 متأخر، لأن ألمانيا بحاجة للغاز الطبيعي المسال في عامي 2023 و2024. وأضاف "إذا لم يؤمن المسؤولون الألمان أحجاما كافية بسعر جيد لعام 2023، فسيضطرون لشراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الفورية وتعريض أنفسهم لتقلبات الأسعار العالمية". وقال الكعبي إن هناك مفاوضات جارية مع شركات ألمانية أخرى لمزيد من الإمدادات. وردا على سؤال اليوم الثلاثاء عما إذا كان هناك أي تأثير لانتقادات بعض السياسيين الألمان لاستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم على المحادثات، قال الكعبي- الذي استبعد ذلك في وقت سابق- إن شركة قطر للطاقة تفصل بين السياسة والأعمال. وتأتي الصفقة بعد أيام قليلة من توقيع قطر للطاقة صفقة بيع وشراء مدتها 27 عاما مع شركة سينوبك الصينية. وحقل الشمال هو جزء من أكبر حقل للغاز في العالم، والذي تشترك فيه قطر مع إيران. ووقعت قطر للطاقة في وقت سابق من هذا العام خمس صفقات لحقل الشمال الشرقي، وهو الجزء الأول والأكبر في خطة توسعة حقل الشمال المكونة من مرحلتين، والتي تشمل ستة قطارات للغاز الطبيعي المسال من شأنها زيادة طاقة التسييل في قطر إلى 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2027 ارتفاعا من 77 مليونا.
مشاركة :