أكراد سوريا يطالبون واشنطن برسالة 'أقوى' لمنع اجتياح تركي

  • 11/29/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - قال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يشكل المسلحون الأكراد غالبية مقاتليها.اليوم الثلاثاء إنه لا يزال يخشى غزوا بريا تركيا على الرغم من التأكيدات الأميركية، وطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود. وأضاف إنه لن يعول على الدفاعات الجوية السورية "الضعيفة" نسبيا بعد أن عبر في وقت سابق عن أمله في أن تساعد في الدفاع عن قواته من ضربات أنقرة الجوية فيما اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومسؤولون عسكريون أتراك على قرب شن الهجوم البري. وقال إنه تلقى تأكيدات "واضحة" من كل من واشنطن وموسكو بأنهما تعارضان غزوا بريا تركيا لكنه أوضح أنه يريد شيئا ملموسا أكثر لكبح أنقرة. ومضى يقول "ما زلنا قلقين. نحتاج إلى بيانات أقوى وأكثر صلابة لوقف تركيا.... لقد أعلنت تركيا عن نيتها وهي تستطلع الآن الأمور. تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى".  من جانب اخر طالب عبدي الذي التقى السبت قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو في مطار القامشلي العسكري من روسيا التدخل لمنع هجوم تركي بري ضد مناطقها داعا "لان يكون هناك موقف رادع وأكثر قوة من كافة الأطراف المعنية بهذا الملف". وحذر عبدي من أنه في حال نفذت تركيا تهديداتها "فإننا سنكون مضطرين إلى توسيع دائرة الحرب" لتشمل كامل الحدود السورية، مضيفاً "بالنسبة لنا، ستكون معركة وجود". وكما حصل خلال هجات تركية سابقة، تقوم موسكو بدور الوسيط. وقد توصلت في العام 2019 إلى اتفاق نص على انتشار قوات النظام السوري في مناطق سيطرة الأكراد الحدودية لوقف هجوم سيطرت خلاله أنقرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً. وانتشرت أيضاً قوات روسية في المنطقة لتسيير دوريات. وأوضح أن "ما يتم نقاشه الآن هو التزام الأطراف بتفاهمات 2019"، مضيفاً "لا توجد لدينا مشكلة في زيادة أعداد القوات الحكومية". وتحمل قوات سوريا الديموقراطية على دمشق موقفها "الضعيف" حتى الآن من ضربات تركيا وتهديداتها. ورداً على سؤال حول موافقة قواته على عودة المؤسسات الحكومية إلى المناطق المهددة، قال عبدي إن "ذلك مرتبط بالتوصل إلى حل سياسي مع حكومة دمشق". وتأتي تصريحات مظلوم عبدي بعد يوم من تصريحات غير مشجعة من منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الذي اكد على حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإرهابية. وقال كيربي في الموجز الصحفي اليومي، معلقا على تفجير شارع الاستقلال بإسطنبول، "لسنا في وضع يسمح لنا بتحديد المسؤول بالضبط عن هذا الهجوم، قمنا بإدانة هذا العنف في ذلك الوقت وندينه الآن". وأشار أن تركيا باتت مؤخرا "ضحية للإرهاب" في مناطق مختلفة من البلاد وعلى الحدود السورية. وتابع "تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها ومواطنيها ضد الهجمات، وفي الوقت نفسه نريد خفض التوتر في المنطقة، ونريد بشكل خاص أن لا نرى أي عمل من شأنه التسبب في مقتل المزيد من المدنيين". وسعى كيربي لتخفيف مخاوف الاكراد كذلك قائلا "نواصل العمل مع نظرائنا السوريين في مكافحة داعش، فالتنظيم ما زال يمثل تهديدا حقيقيا في العراق وسوريا". وردا على سؤال أحد الصحفيين فيما إذا كانت هذه التصريحات ضوءا أخضرا لتركيا من أجل عمليتها في سوريا، أفاد كيربي أن "تركيا تعرضت لهجمات إرهابية، ولدينا جنود يكافحون داعش في سوريا، لا نريد أن نرى أي عمل يهدد حياة الأميركيون في سوريا سواء من تركيا أو أي دولة أخرى. الجنود الأميركيون هنا على الأرض ويدعمون قوات سوريا الديمقراطية". وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني صرح كيربي بأن تركيا تواجه "تهديدا إرهابيا" على حدودها الجنوبية، وأن لها الحق في الدفاع عن نفسها. وتتصاعد التهديدات التركية بشن عملية برية واسعة شمال سوريا لكن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية ولوجستية لمناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وقال المرصد السوري ان التعزيزات العسكرية التي دفع بها التحالف تشمل 30 شاحنة يعتقد أنها محملة بمواد لوجستية إضافة إلى صهاريج وشوهدت وهي تتجه إلى قواعد عسكرية تابعة للتحالف في الجنوب السوري بعد أن عبرت مدينة الحسكة. وتأتي هذه التطورات بعدما تعرضت قاعدة عسكرية مشتركة تابعة للتحالف وقوات سوريا الديمقراطية لقصف تركي قتل فيها اثنان من مسلحي قسد، بينما سبق للولايات المتحدة أن حذّرت تركيا من تعريض قواتها للخطر. كما تعرضت قاعدة روسية يتواجد فيها مقاتلون أكراد لقصف كذلك وسط تحذيرات روسية من مغبة التصعيد ما يشير الى حالة التوتر غير المسبوقة في الشمال السوري وسط اصرار تركي على تنفيذ العملية البرية. ويرى مراقبون أن الهدف للعملية البرية التركية ستكون كوباني التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ دحر تنظيم الدولة الإسلامية منها حيث وجه اردوغان تهديدات باستهدافها معتبرا اياها سبب المشاكل. وانتزاع كوباني سيمثل ضربة قاصمة للمسلحين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة ولحلم إنشاء كيان كردي على تخوم تركيا. كما سيتيح احتلالها من قبل القوات التركية لأنقرة توسيع الحزام الأمني بعمق 30 كيلومتر مربع.

مشاركة :