الدوحة - يظلّ ليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي البوصلة الحقيقية للأرجنتين وبولندا اللتين تتواجهان الأربعاء، وعينهما على التأهل إلى الدور ثمن النهائي من مونديال قطر 2022 في كرة القدم، لا سيما بانهما لا يلقيا المساعدة اللازمة من زملائهما. ولعلّ تصريح مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني بعد المباراة ضد المكسيك (2-0) يلخّص تماماً هذا الأمر عندما قال "وبعد ذلك تعرفون ماذا حصل. سجّل صاحب الرقم 10، وهو أفضل ما يجيده...". كانت المباراة تسير نحو التعادل السلبي وتعقيد مهمة الارجنتين في بلوغ الدور الثاني، عندما لعب ميسّي دور المنقذ ووجد الحل في الوقت الذي كان فيه المنتخب الأرجنتيني بأكمله أصيب بالشلل بسبب التوتر. كان ميسي الذي سجل هدف الارجنتين الوحيد من ركلة جزاء في المباراة الافتتاحية التي شهدت خسارة فريقه امام السعودية بشكل مفاجىء 1-2، على الموعد حتى الان، لكن نجم باريس سان جرمان الفرنسي الساعي الى احراز اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنه، لم يلق المساهمة الفعالة من باقي افراد الفريق. في المقابل، وضع ليفاندوفسكي حداً لصيام دام أربع مباريات في النهائيات لم يسجل فيها اي هدف واضاع ركلة جزاء في مواجهة المكسيك في الجولة الاولى في مونديال قطر، قبل ان يفتتح رصيده في مرمى السعودية مستغلا خطأ دفاعياً. سدّد كرة زاحفة بعيداً عن متناول حارس السعودية محمد العويس، وعلّق على ذلك بقوله "إنه هدف مهم للغاية وهو حلم طفولتي تحقق اليوم. لقد حققت ذلك وأنا فخور للغاية". بالإضافة إلى الهدف كان ليفاندوفسكي صاحب التمريرة الحاسمة التي جاء منها الهدف الاول لبولندا في مرمى السعودية وحمل توقيع بيوتر جيلينسكي. ويعتبر جيلينسكي الذي خاض 76 مباراة دولية من العناصر الهامة في المنتخب البولندي ويتألق في صفوف فريقه نابولي متصدر الدوري الايطالي الذي يدافع عن الوانه منذ ست سنوات. في المقابل، يواجه مدرب بولندا تشيسلاف ميخنييفيتش صعوبة في استخراج الافضل من المهاجم الاخر أركاديوش ميليك. ودخل ميليك المعار من مرسيليا الفرنسي الى يوفنتوس الايطالي بديلا في ربع الساعة الأخير أمام المكسيك واصاب العارضة ثم لعب اساسيا ضد السعودية من دون ان يشكل خطورة. في المقابل، فإن خيبة الامل تأتي من الجناح من أنخل دي ماريا الذي يُعتبر المعاون الاساسي لميسي لكنه قدم اداء خجولا حتى الان. بدا واضحا ضعف لياقته البدنية في مواجهة السعودية وكان بالكاد مؤثراً ضد المكسيك. أسباب للأمل في المجموعة الثالثة، لا يزال بإمكان جميع المنتخبات التأهل بنسب متفاوتة. وإذا كان لدى المدربين الارجنتيني والبولندي، بعد مباراتين أوليتين متقلبتي المستوى، أسباب للقلق أكثر من الرضا، فقد تلقيا مع ذلك بعض الإشارات المشجعة. بالنسبة لبولندا، الشيء الاهم هو المستوى الرائع لحارس المرمى فويتشيخ شتشيزني الذي تصدى بشكل رائع لركلة جزاء السعودية سالم الدوسري ثم المتابعة من محمد البريك. في المقابل، كان دخول الشاب الأرجنتيني إنسو فرنانديس (21 عاما) الذي قدم أداء جيدا هذا الموسم مع بنفيكا البرتغالي وأحرز الهدف الرائع 2-0 ضد المكسيك، فعالا وحسم النتيجة نهائيا في صالح فريقه. واشاد به ميسي بقوله "إنسو لا يفاجأني. أنا أعرفه، أراه يلعب. حتى أنني لعبت ضده في دوري أبطال أوروبا". وختم "يستحق ما حصل له، إنه لاعب رائع. أنا سعيد جدًا له ولنا".
مشاركة :