فوّتت السعودية فرصة أولى لتكرار إنجاز 1994 عندما بلغت الدور ثمن النهائي في أول مشاركة لها في المونديال، وذلك بخسارتها أمام بولندا بهدفين، وستكون الفرصة سانحة أمامها مرة جديدة عندما تواجه المكسيك على ملعب لوسيل مضيف النهائي. الدوحة - باتت المعادلة واضحة أمام السعودية، الفوز على منتخب المكسيك ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة يضمن لها إحدى البطاقتين، أما في حال التعادل، فيجب أن تناسبها نتيجة الأرجنتين وبولندا، وعلى سبيل المثال سيكفيها التعادل بحال فوز بولندا على الأرجنتين. وعلى الرغم من خسارتها أمام بولندا، قدمت السعودية أداء جيدا تفوقت فيه على منافستها لكن لاعبيها لم يحسنوا ترجمة السيطرة إلى أهداف لاسيما نجمها سالم الدوسري الذي أضاع ركلة جزاء أواخر الشوط الأول كانت كفيلة بإدراك التعادل 1 – 1 وبجعله ثاني لاعب عربي في تاريخ النهائيات يسجل ثلاثة أهداف إلى جانب مواطنه سامي الجابر. وكان الدوسري سجل هدف الفوز 2 – 1 في مرمى مصر في نسخة مونديال 2018 قبل أن يمنح فريقه نصرا مدويا على الأرجنتين 2 – 1 بتسجيله هدف الفوز بعد مجهود فردي رائع. وعلق مدرب السعودية الفرنسي هيرفي رينارد على خسارة فريقه بالقول “في بعض الأحيان يجب أن تكون فعالا، ونحن لم نكن كذلك، لكن أنا فخور جدا بالطريقة التي لعبنا بها وباللاعبين. أهدرنا ركلة جزاء، لكن ارتكبنا خطأ فادحا في النهاية. نحن متحدون سوياً”. وتابع “كان يجب أن نسجل هدف التعادل قبل الاستراحة. بذلنا جهدا كبيرا، والأهم أننا نقف هنا، لا تظنوا بأننا انتهينا سنبذل كل ما في وسعنا، سنستمر في اللعب حتى الثانية الأخيرة”. المعادلة باتت واضحة أمام السعودية، الفوز على المكسيك ضمن الجولة الأخيرة يضمن لها إحدى البطاقتين وشارك لاعب الوسط رياض شراحيلي في تدريبات المنتخب بعد اكتمال جاهزيته البدنية، كما أعلن حساب المنتخب السعودي على تويتر. في المقابل يحوم الشك حول مشاركة محمد البريك إثر تعرضه لإصابة في عظمة الساق خلال المباراة الأخيرة ضد بولندا. أما المكسيك فعقّدت مهمتها في بلوغ الدور الثاني بخسارتها أمام الأرجنتين 0 – 2 حيث تجمد رصيدها عند نقطة واحدة وتراجعت إلى المركز الرابع الأخير بفارق ثلاث نقاط. وقدمت المكسيك أداء بطوليا في مباراتيها في البطولة لكنها افتقدت إلى هداف ينهي الهجمات. ورفض مدرّبها الأرجنتيني جيراردو مارتينو “تاتا” فقدان الأمل بالتأهل بقوله “طالما هناك فرصة (للتأهل)، ستحاول المكسيك استغلالها”. ويظلّ ليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي البوصلة الحقيقية للأرجنتين وبولندا اللتين تتواجهان الأربعاء، وعيناهما على التأهل إلى الدور ثمن النهائي من مونديال قطر 2022 في كرة القدم، لاسيما أنهما لا يلقيان المساعدة اللازمة من زملائهما. ولعلّ تصريح مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني بعد المباراة ضد المكسيك (2 – 0) يلخّص تماماً هذا الأمر عندما قال “وبعد ذلك تعرفون ماذا حصل. سجّل صاحب الرقم 10، وهو أفضل ما يجيده..”. وكانت المباراة تسير نحو التعادل السلبي وتعقيد مهمة الأرجنتين في بلوغ الدور الثاني، عندما لعب ميسّي دور المنقذ ووجد الحل في الوقت الذي كان فيه المنتخب الأرجنتيني بأكمله مصابا بالشلل بسبب التوتر. وكان ميسي الذي سجل هدف الارجنتين الوحيد من ركلة جزاء في المباراة الافتتاحية التي شهدت خسارة فريقه أمام السعودية بشكل مفاجئ (1 – 2) على الموعد حتى الآن، لكن نجم باريس سان جيرمان الفرنسي الساعي لإحراز اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنه، لم يلق المساهمة الفعالة من باقي أفراد الفريق. Thumbnail في المقابل، وضع ليفاندوفسكي حداً لصيام دام أربع مباريات في النهائيات لم يسجل فيها أي هدف وأضاع ركلة جزاء في مواجهة المكسيك في الجولة الأولى في مونديال قطر، قبل أن يفتتح رصيده في مرمى السعودية مستغلا خطأ دفاعيا. وسدّد كرة زاحفة بعيداً عن متناول حارس السعودية محمد العويس، وعلّق على ذلك بقوله “إنه هدف مهم للغاية وهو حلم طفولتي تحقق اليوم. لقد حققت ذلك وأنا فخور للغاية”. بالإضافة إلى الهدف، كان ليفاندوفسكي صاحب التمريرة الحاسمة التي جاء منها الهدف الأول لبولندا في مرمى السعودية وحمل توقيع بيوتر جيلينسكي. ويعتبر جيلينسكي الذي خاض 76 مباراة دولية من العناصر الهامة في المنتخب البولندي ويتألق في صفوف فريقه نابولي متصدر الدوري الإيطالي الذي يدافع عن ألوانه منذ ست سنوات. في المقابل، يواجه مدرب بولندا تشيسلاف ميخنييفيتش صعوبة في استخراج الأفضل من المهاجم الآخر أركاديوش ميليك. ودخل ميليك المعار من مرسيليا الفرنسي إلى يوفنتوس الإيطالي بديلا في ربع الساعة الأخير أمام المكسيك وأصاب العارضة ثم لعب أساسيا ضد السعودية من دون أن يشكل خطورة. في المقابل، فإن خيبة الأمل تأتي من الجناح من أنخل دي ماريا الذي يُعتبر المعاون الأساسي لميسي لكنه قدم أداء خجولا حتى الآن. وبدا واضحا ضعف لياقته البدنية في مواجهة السعودية وكان بالكاد مؤثراً ضد المكسيك. وفي المجموعة الثالثة، لا يزال بإمكان جميع المنتخبات التأهل بنسب متفاوتة. وإذا كان لدى المدربين الأرجنتيني والبولندي، بعد مباراتين أوليين متقلبتي المستوى، أسباب للقلق أكثر من الرضا، فقد تلقيا مع ذلك بعض الإشارات المشجعة. وبالنسبة إلى بولندا، الشيء الأهم هو المستوى الرائع لحارس المرمى فويتشيخ شتشيزني الذي تصدى بشكل رائع لركلة جزاء السعودية من سالم الدوسري ثم المتابعة من محمد البريك. في المقابل، كان دخول الشاب الأرجنتيني إنسو فرنانديس (21 عاما) الذي قدم أداء جيدا هذا الموسم مع بنفيكا البرتغالي وأحرز الهدف الرائع 2 – 0 ضد المكسيك، فعالا وحسم النتيجة نهائيا في صالح فريقه. وأشاد به ميسي بقوله “إنسو لا يفاجئني. أنا أعرفه، أراه يلعب. حتى أنني لعبت ضده في دوري أبطال أوروبا”. وختم “يستحق ما حصل له، إنه لاعب رائع. أنا سعيد جد”.
مشاركة :