قطاع الفضاء الإماراتي يعزز الاستدامة البيئية عالمياً

  • 12/1/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذت الإمارات منذ مرحلة التأسيس، من الاستدامة في كافة القطاعات، منهجاً راسخاً لمسارات التنمية الشاملة، الأمر الذي ينسجم مع مبادئ الـ 50 ومئوية الإمارات 2071 وكافة الاستراتيجيات التنموية للدولة. وتتجاوز جهود الإمارات في الحفاظ على استدامة البيئة ومواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي، الأرض لتعانق الفضاء من خلال مشاريع إماراتية فضائية تنتج كمية كبيرة من البيانات التي ترصد حجم التغيرات التي تدخل على البيئة من أجل المساعدة في وقف الهدر البيئي. ويناقش حوار أبوظبي للفضاء الذي ينطلق يومي 5 و6 ديسمبر المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قضايا الاستدامة التي تعتبر محوراً رئيسياً في الحدث العالمي، الذي سيركز على دور قطاع الفضاء في تقديم حلول للتحديات التي يشكلها تغير المناخ. رصد وتمتلك الدولة عدداً من المشاريع الفضائية المتخصصة في رصد المستجدات التي تطرأ على الأرض، الأمر الذي وضعها في مرتبة متقدمة بين الدول التي تمتلك مشاريع توفر بيانات ترصد التغير المناخي والتي تعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في الوقت المعاصر. وتؤكد هذه المشاريع أن دولة الإمارات تدرك جيداً أن استدامة الأنشطة الفضائية في المستقبل، شرط رئيسي لتحقيق أقصى فائدة من تكنولوجيات الفضاء، خاصة من جهة رصد التغيرات التي قد تطرأ على الأرض. وذلك من أجل المساهمة في الحد من المشاكل الناتجة عن التغير المناخي في العالم، الأمر الذي يصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعتبر أحد مرتكزات مئوية الإمارات 2071 والتي تسعى إلى جعل الإمارات الدولة الأفضل على مستوى العالم عبر ترسيخ بيئة تضمن للأجيال الحالية والقادمة العيش في أمن واستقرار ورفاه اجتماعي. سرب وتستهدف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء إطلاق مهمات فضائية علمية ملهمة تساعد في مواجهة المشكلات التي تواجه العالم، ويأتي على رأسها تحدي تغير المناخ، حيث تدرك الدولة جيداً، حجم التداعيات الناتجة عنه على مستقبل البشرية، ولم تأل الإمارات جهداً في سبيل مواجهة هذه التداعيات عبر مشاريع فاعلة على رأسها البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرادارية للاستشعار عن بعد «سرب» والذي يستهدف تطوير سرب من الأقمار الرادارية. والتي تعمل على تقديم تصوير راداري على مدار الساعة وفي مختلف الظروف الجوية. ويستعين المشروع بتكنولوجيا متطورة تعمل على تصوير الأرض في مختلف الظروف الجوية وبدقة متر واحد، الأمر الذي يساعد على تطوير وترسيخ تنافسية الدولة في قطاع الفضاء والحفاظ على البيئة من عوامل التغير المناخي. وتلبي منظومة الأقمار الاصطناعية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والبيئية، الأمر الذي يدعم تنافسية الإمارات واقتصادها الوطني عبر تبني تكنولوجيا فضائية متطورة تخدم مختلف القطاعات الحيوية بالدولة. حلول ويدعم «سرب» جهود الإمارات الحثيثة التي تسعى لاستحداث حلول للمشاكل الناتجة عن التغير المناخي والتي تهدد استدامة البيئة على كوكب الأرض، كما يأتي المشروع في إطار سعي الدولة الرامي إلى تكامل الجهود المبذولة لمواجهة الكوارث وتحديات الأمن الغذائي وغيرها، وذلك عبر الاعتماد على كوادر مواطنة مؤهلة وشركات إماراتية. مسبار الأمل ويعتبر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، واحداً من أهم المشاريع الإماراتية التي تستهدف دعم استدامة البيئة ومواجهة التغير المناخي، وتتعدد المهام المنوطة بمهمة مسبار الأمل، حيث تستهدف تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح المريخ، ورسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي. كما يسعى «مسبار الأمل» إلى دراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي عبر بحث العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية. ويتعاون فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، مع المجتمع العلمي العالمي لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، ودراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين. والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء. ويتعاون فريق عمل المشروع والمجتمع العلمي في تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ، وتقديم صورة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير الطقس في المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة. ويسعى المسبار أيضاً إلى مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر. ساس ويسعى برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية الذي أطلقته وكالة الإمارات للفضاء في 2021 إلى إيجاد حلول لتحديات الاستدامة العالمية، وتعزيز الشراكات والاستثمارات المحلية والعالمية الفاعلة في صناعة الفضاء، وبناء ثقافة وخبرة وطنية عالية في مجال الفضاء. ويمثل البرنامج بارقة أمل جديدة تساعد على تطوير حلول لتحديات الاستدامة العالمية، والذي يتضمن العديد من المبادرات بما فيها مبادرة الأمن الغذائي وتغير المناخ، ومبادرة المراقبة البيئية والغطاء النباتي، والطاقة والبنية التحتية. ويستهدف البرنامج تعزيز الدعم للشركات الناشئة والباحثين ومراكز الأبحاث لتطوير تطبيقات قائمة على بيانات الأقمار الاصطناعية، وذات قيمة تجارية، وكذلك ترويج استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية وتعزيز الطلب على خدمات القيمة المضافة من التطبيقات الفضائية، وتحفيز الابتكار وتشجيع الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. وكانت وكالة الإمارات للفضاء، أعلنت فوز فريق شركة «فارمن» الإماراتية، وهي شركة ناشئة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد، بجائزة تحدي «التغير المناخي»، والذي أطلقته مؤخراً بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، وذلك ضمن برنامج حلول الفضاء «ساس» للتطبيقات الفضائية. مزن سات ويسعى مشروع «مزن سات» إلى تطوير القدرات المحلية المتقدمة في البحث والتطوير والتصنيع لتكنولوجيا الفضاء. ويؤكد «مزن سات»، أن قضايا البيئة في الدولة لا تشغل فقط اهتمام القيادة، بل تدخل كذلك اهتمام كافة فئات المجتمع وعلى رأسهم الطلبة، الذين صمموا وطوروا هذا القمر، والذي أطلقته وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة من أجل دراسة الغلاف الجوي للأرض. ويستعين القمر بـ 3 أجهزة علمية هي: المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجهات القصيرة الذي يعمل على دراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي، إلى جانب كاميرا رقمية RGB تعتبر أداة علمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بعد ودعم دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي. وأما الجهاز العلمي الثالث فيتمثل في أنظمة الدعم الفرعية BUS التي تتكون من الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم. ويستخدم القمر في قياس كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزيعهما في الغلاف الجوي باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة وبالتحديد ما بين 1000 - 1650 نانو متر. البيانات الفضائية وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء «مجمع البيانات الفضائية»، كمنصة رقمية لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية. وتهدف مبادرات مشروع مجمع البيانات الفضائية، إلى توفير منظومة ابتكارية لبيانات وتقنيات الفضاء لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، وزيادة الاعتماد على الفضاء لمواجهة التحديات الوطنية. «دي إم سات 1» ويعتبر «دي إم سات 1» أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لبلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ويهدف إلى توظيف تكنولوجيا الفضاء وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز منظومة الرصد البيئي على مستوى الدولة، إضافة إلى رصد تراكيز الجسيمات العالقة في الغبار، ورصد تراكيز الغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء. منصة عالمية يهدف حوار أبوظبي للفضاء إلى جعل الإمارات منصة عالمية تلتقي فيها الجهود المشتركة بين كافة القطاعات المعنية بالفضاء، حيث يعمل على توحيد الرؤى والأفكار واستعراض أهم التحديات، والخروج برؤية مشتركة وموحدة. وتتمحور أهداف الحوار حول مناقشة الاحتياجات العالمية من القدرات الاستراتيجية والخدمات والبنى التحتية والقوانين والموارد الأساسية، وتوفير منصة عالمية للدول الناشئة والكبرى في قطاع الفضاء لعرض منجزاتها وتطويرها وتقديم رؤى جديدة لإدارة الفضاء وتنميته جنباً إلى جنب مع الدول الكبرى والتي بدأت مسيرتها في قطاع الفضاء منذ فترة طويلة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :