كشف مصدر موثوق في وزارة الشؤون الاجتماعية لـ«الحياة» عن ترخيص وزارته لنحو 20 جمعية خيرية جديدة في منطقة مكة المكرمة خلال العام الهجري الماضي، إذ رخصت الوزارة منذ إنشائها في ستينات القرن الماضي حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حوالى 143 جمعية خيرية في المنطقة. ورغم الانتقادات التي توجه إلى القطاع الخيري، إلا أن السعودية سجلت في بدايات العام الهجري الماضي، أكثر من 624 جمعية خيرية في 13 منطقة، فيما احتلت منطقة مكة المكرمة، بحسب تقرير سنوي صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية، المركز الأول من حيث عدد الجمعيات الخيرية بواقع 123 جمعية، تلتها منطقة الرياض بنحو 119 جمعية. وسجلت منطقتا نجران والجوف أقل وجوداً للجمعيات الخيرية المسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية، إذ بلغ عدد الجمعيات في المنطقتين مجتمعتين نحو 20 جمعية، كما أن منطقة الحدود الشمالية حضرت بواقع 11جمعية، بيد أن منطقة القصيم حملت في جعبتها حوالى 59 جمعية خيرية. وحول المؤسسات الخيرية، احتلت العاصمة السعودية (الرياض) نصيب الأسد من المؤسسات الخيرية في السعودية، إذ توجد في الرياض حوالى 55 مؤسسة خيرية من أصل 89 مؤسسة في سبع مناطق إدارية في السعودية، تلتها منطقة مكة المكرمة بواقع 17 مؤسسة، فالمنطقة الشرقية بسبع مؤسسات، بينما توجد في منطقة القصيم خمس مؤسسات، فالمدينة المنورة بثلاث مؤسسات، فيما سجلت منطقتا عسير والحدود الشمالية مؤسسة واحدة في كل منهما. وأكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن الهيجان خلال حديثه إلى «الحياة» حاجة الجمعيات الخيرية في السعودية إلى تنويع مصادر الدخل، وتفعيل العمل الاحترافي داخل المنظومة الإدارية، معتبراً أن ضعف أداء الجمعيات الخيرية جاء بعد زيادة أعداد أصحاب الأجور المتدنية. وأوضح الهيجان أن مشكلة زيادة فئة الأجور المتدنية أسهمت في أعداد المحتاجين إلى الجمعيات الخيرية، ما شكل ضغطاً على الجمعيات، مضيفاً «لذا تجد أن أداء الجمعيات ليس بالشكل المطلوب، فالعاطلون، الأرامل، والمطلقات وحتى المتقاعدون من ذوي الأجور المتدنية يتجهون إلى الجمعيات الخيرية، والجمعيات لا تستطيع أن تغطي كل الطلبات». وأشار إلى أن الجمعيات بحاجة إلى خلق موارد مالية عالية الدخل حتى تعمل بانسيابية، مع ضرورة تطوير برامجها لإيجاد مجتمع فاعل، مستدلاً بوجود جمعيات خيرية في عدد من المناطق البعيدة عن المدن الرئيسة محتاجة إلى الدعم المالي، بعكس الجمعيات الموجودة في المدن الرئيسة الثلاث «الرياض، جدة، والدمام». وطالب عضو مجلس الشورى الجمعيات بضرورة مراجعة سياساتها، والأنشطة المناطة بها، إذ لا بد من تغيير النظرة حول الأنشطة الخيرية مثل الأيتام، تنظيف المساجد، وغيرهما، حتى لا ينحصر عمل الجمعيات فيها، موضحاً أن الجمعيات بحاجة إلى التفكير بعمل تطويري إبداعي حتى يتم توظيف الشباب، كما يمكن للجمعيات أن تسهم في التطوير وتوفير فرص عمل، وبإمكانها خلق الفرص الوظيفية والابتعاد عن العمل التقليدي، فالأطر والقوانين المنظمة لها بحاجة إلى تطوير من وزارة الشؤون الاجتماعية.
مشاركة :