تراجعت السوق السعودية، مطلع الأسبوع الجاري، إلى ما دون 10600 نقطة، وبذلك تكون السوق قد صححت كامل موجتها الصاعدة، ومحت مكاسبها لعام كامل، وهي الموجة الفرعية التي بدأت من تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي من المنطقة نفسها 10600. وسجلت السوق، الأحد الماضي، أدنى مستوياتها منذ فترات طويلة من حيث قيم التداول، حيث أغلقت على تداولات كانت أقل من مليارين و600 مليون ريال. تراجع معدلات السيولة مع التراجع الذي تشهده السوق يعكس مدى تمسك المتداولين بمراكزهم رغم الضغوط التي تصارعها السوق من ارتفاع للفائدة وارتفاع للدولار، كما يعني تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين حتى بعد هبوط السوق عما يزيد على 24 في المائة أو ما يعادل 3400 نقطة، حيث لم تشهد السوق دخول سيولة قوية بعد تراجعها لهذه المستويات ورغم وصول بعض الشركات إلى مكررات ربحية أقل من عشرة، ما يعني أن أصحاب المراكز محتفظون بمراكزهم، وفي الوقت نفسه لا يرغبون في التخلي عن السيولة التي يمتلكونها خوفا من تداعيات أخرى قد تضغط على السوق السعودية والأسواق عموما. كما شهدت السوق ارتدادا بأكثر من 200 نقطة من 10577 إلى 10820 نقطة بدعم من قطاع البنوك الذي حقق أعلى أرباح في تاريخه خلال العشرة أشهر من العام الجاري، التي تجاوزت 57 مليار ريال. وعلى الرغم من هذه الأخبار الإيجابية والارتداد، إلا أن القطاع البنكي لا يزال في مسار هابط ويتداول أقل من 13600 كمنطقة مقاومة وأعلى من 11700 كمنطقة دعم للفترة الحالية. من جهة أخرى، وصل خام برنت إلى مستوى 80 دولارا للبرميل، ويتداول في مسار هابط، وكسر هذا المستوى يعني استمرار الهبوط إلى 76 وربما أقل من ذلك، فموجة الإغلاقات التي تتخذها السلطات الصينية لمحاربة تفشي الفيروس، والاحتجاجات الشعبية المنددة بهذه الإجراءات أثرتا في عموم الأسواق، حيث تعززت مخاوف ضعف الطلب على النفط وبقية السلع والمنتجات عالميا، وبالتالي تضغط على الأسواق سلبا. وأسهم تراجع مؤشر الدولار بأكثر من 8 في المائة في موجة ارتداد لعموم الأسواق العالمية، حيث وصل مؤشر الدولار إلى مستوى 105 الذي يعد الدعم الأهم ويتوافق مع متوسط 200 يوم، إلا أن ارتداد الدولار حاليا من هذا المستوى يشكل ضغطا على الأسواق التي يساعدها الدولار المنخفض بمزيد من التحرك صعودا، وكما يبدو أن مؤشر الدولار يستهدف منطقة 108، بينما تشكل 110 منطقة مقاومة وتتوافق مع متوسط 50 يوما، وسيكون أي كسر لمستوى 105 محفزا لارتداد الأسواق عموما خلال الفترة المقبلة. لكن الارتدادات التي تشهدها الأسواق بين حين وآخر لا تعني انتهاء الهبوط ما لم تتحرر الأسواق من مساراتها الهابطة التي لا تزال تضغط عليها وتتداول الأسواق أسفل منها، سواء الأسواق الأمريكية أو السوق السعودية حتى النفط، لذلك يصعب تحديد منطقة القاع أو استبعاد أي مستوى مع استمرار عوامل الضغط على الأسواق وتحفظ المستثمرين من ضخ سيولة إضافية مع تراجع شهية المخاطرة، وحالة عدم اليقين التي يعانيها الاقتصاد العالمي والضغوط الجيوسياسية نتيجة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين التي تجاوزت 40 ألف حالة خلال 24 ساعة فقط.
مشاركة :