القاهرة - سامية سيد - أكدت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة أهمية الحاجة إلى التحرك الجماعى لمواجهة الكارثة الإنسانية التى يعانى منها الصومال. جاء ذلك في مقال مشترك للسفير خليل إبراهيم الذوادى الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومى بجامعة الدول العربية، والدكتور آدم عبد المولى نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للصومال؛ بمناسبة تنظيم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، الثلاثاء المقبل، مؤتمرًا رفيع المستوى حول الجفاف والأمن الغذائى والصمود في وجه تغير المناخ للتعامل مع أزمة الجوع والجفاف فى الصومال. وقال مسؤولا الجامعة العربية والأمم المتحدة فى مقالهما المشترك: "إنه فى ظل الجفاف الأسوأ الذى يضرب الصومال منذ 40 عامًا على الأقل، لا يجد ملايين الصوماليين أنفسهم فى مواجهة الجوع فقط، بل أمام مجاعة محتملة أيضًا.. فالكارثة البشرية فى الصومال تتفاقم.. وعلى حكومات وشعوب العالم الإسراع لتكثيف وتقديم الدعم لإخواننا فى الصومال". ونبهت الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى أن هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة الناجمة عن فشل خمسة مواسم أمطار متتالية تعني بشكل واضح أن الوضع سيزداد سوءًا؛ فقد انعكست أزمة الجفاف على 7.8 مليون شخص، أى ما يقارب نصف سكان الصومال، وزاد من حدتها عوامل أخرى مثل استمرار الصراع والنزوح وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وشددا على أن أي تقاعس عن مواجهة الأزمة سيكون له عواقب كارثية على السلم والأمن الاجتماعي في هذا البلد؛ فملايين السكان صاروا على بعد خطوة واحدة من المجاعة والآلاف منهم يواجهون خطر الموت، لذا أصبح حشد الجهود لإنقاذ حياة إخواننا الصوماليين ضرورة حتمية. وحذر المسؤولان من أن التقارير الواردة من الواقع الميداني تشير إلى حكايات مروعة للغاية، مشيرين إلى أن نحو 1.1 مليون شخص يقطعون أميالًا بعيدة عن منازلهم بحثًا عن الطعام والماء وسبل العيش؛ من بينهم أعداد ضخمة من الأمهات العطشى اللاتي يحملن أطفالًا على ظهورهن، مؤكدين أن الإحصاءات قاتمة؛ خاصة وأن البيانات الأخيرة تشير إلى أنه خلال الفترة ما بين اليوم ومنتصف العام القادم سيعاني حوالي 1.8 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة من سوء التغذية؛ وسيتعرض نصف مليون طفل منهم إلى سوء تغذية حاد إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذهم، بل قد يسقط حوالي 300 ألف شخص في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للمجاعة. وأكد "الذوادي" و"عبد المولى" أن الحاجة إلى التحرك الجماعي أصبحت أمرًا بالغ الأهمية، فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني والإنمائي من أجل تكثيف جهود الاستجابة للأزمة، والعمل المُهم الذي تقوم به منظمات عربية حكومية وأهلية، إلا أن الأمر لا زال يحتاج إلى المزيد من العمل، فالوضع الإنساني الخطير ويتطور نحو كارثة إنسانية كبرى. وأضاف المسؤولان أن المانحين قدموا مساهمات سخية بلغ مجموعها أكثر من 1.28 مليار دولار حتى الآن خلال هذا العام (حوالي 56 في المائة من إجمالي مبلغ 2.27 مليار دولار المطلوب) مما مكّن من تكثيف المساعدة للوصول إلى أكثر من 6.5 مليون شخص في جميع أنحاء الصومال مصحوبًا ببعض المساعدات الإنسانية وذلك بحلول سبتمبر الماضي، ولكن على الرغم من هذه المساهمات، لا زالت الحاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لمواكبة تزايد حجم ونطاق وخطورة الوضع المتفاقم، علمًا بأن أكثر من 80 في المائة من متطلبات التمويل يعود إلى كارثة الجفاف. كما أوضحا أن خطة الاستجابة الإنسانية تتضمن مشروعات لأكثر من 300 منظمة إنسانية بما في ذلك منظمات دولية ووطنية غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات عربية متخصصة، لذا فإنه من الأهمية بمكان أن نعمل معًا لإيجاد السبل لتخفيف المعاناة عن إخواننا وأخواتنا في الصومال. وكانت الحكومة الفيدرالية الصومالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود أعلنت حالة الطوارئ بسبب الجفاف في البلاد، وفي مايو الماضي، عيّن الرئيس الصومالي، بعد يوم واحد فقط من توليه المسؤولية، مبعوثًا خاصًا للجفاف، وأعاد تشكيل وكالة إدارة الكوارث في الحكومة الصومالية وكلفها بتسهيل جهود الإغاثة وإنقاذ الأشخاص المنكوبين؛ بالإضافة إلى إنشاء لجنة مشتركة فيما بين الوزارات لمواجهة الجفاف. وأكد المسؤولان استمرار العمل من أجل تعزيز التنسيق فيما بين الأمم المتحدة والجامعة العربية والمجتمع الدولي، وأنه انطلاقًا من روح التضامن والالتزام الأخلاقي للاستجابة لنداء الاستغاثة لإنقاذ الأرواح، تستضيف الجامعة العربية والأمم المتحدة مؤتمرًا رفيع المستوى حول الجفاف والأمن الغذائي والصمود في وجه تغير المناخ الثلاثاء المقبل في مقر الجامعة بالقاهرة، ويهدف المؤتمر إلى لفت انتباه العالم لهذه الكارثة وحشد الدعم للملايين المتضررين من حالة الطوارئ الناجمة عن الجفاف الشديد في الصومال. ويجمع المؤتمر صنّاع القرار وخبراء السياسات من الأمم المتحدة والجامعة العربية وممثلين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ويعتمد نهجًا ذا مسارين يركز الأول على الاحتياجات المنقذة للحياة في حالات الطوارئ قصيرة الأجل، والثاني على بناء قدرة الصمود على المدى المتوسط والطويل للمساهمة في إيقاف تكرار الأزمات كل بضعة سنوات لأن غالبًا ما تؤدي الاستجابات أو ردود الفعل قصيرة المدى للصدمات المناخية إلى ارتفاع تكلفة التكيف الملائم مع تغير المناخ في المستقبل. وشدد المسؤولان -في ختام مقالهما المشترك- على أن الجامعة العربية والأمم المتحدة مصممتان على العمل معًا ومع الحكومة الصومالية من أجل التخفيف من الصدمات المتوقعة في المستقبل القريب من خلال تكثيف تعاونهم والربط بين محاور الشؤون الإنسانية والإنمائية وإرساء السلام وقالا: "نجاحنا اليوم يعتمد على قدرتنا على العمل على وجه السرعة وبتنسيق وتناغم أكبر".
مشاركة :