أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أنه سيدرس مع شركائه في منظمة الأمن والتعاون "كل الإمكانيات القانونية" التي من شأنها أن تجبر روسيا على دفع ثمن الدمار في أوكرانيا. فيما اتهمت موسكو الغرب بالمشاركة مباشرة في الحرب. هل ينجح جوزيب بوريل في مساعيه لإجبار روسيا على دفع تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا؟ قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل اليوم الخميس (الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2022) "صادرنا حوالى عشرين مليار يورو من أثرياء قريبين من السلطة وأشخاص يدعمون روسيا، ونحن نتحكم في حوالى 300 مليار من الموارد المالية للبنك المركزي الروسي". وأكد في الاجتماع الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنه "يجب استخدام هذه الأموال لإعادة إعمار أوكرانيا ". وجدد بوريل خلال اجتماع المنظمة في لودز في بولندا إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، معتبرا أنه يشكل انتهاكا للقانون الدولي ومبادئ منظمة الأمن والتعاون. وقال إن "روسيا جلبت الحرب إلى أوروبا وقوضت ميثاق الأمم المتحدة وفشلت في الوفاء بالتزاماتها الدولية"، مؤكدا حاجة أوروبا والعالم "إلى نظام أمني جديد في أوروبا بعد أن حطمت روسيا بالكامل النظام الذي كان لدينا". وتضم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 57 بلدا عضوا بينها روسيا وأوكرانيا. ورفضت وارسو التي تتولى الرئاسة الدورية للمنظمة هذا العام السماح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدخول أراضيها. ولقي هذا القرار "الاستفزازي" إدانة موسكو التي يمثلها في لودز سفيرها لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ألكسندر لوكاشيفيتش. موسكو تتهم الدول الغربية بالعمل على تقويض أهداف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا محكمة خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا واعتبر لافروف أن "الغرب يقوم تحديدا بما كان على المنظمة أن تواجهه منذ إنشائها، رسم خطوط انقسام". وأضاف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أن بولندا "تحفر قبرها بنفسها، وتعمل على تدمير ما تبقّى من ثقافة التوافق". وسارع وزير الخارجية البولندي زبينيو راو إلى رفض هذه الاتهامات، معتبرا أن روسيا سبق أن "رفضت الحوار في شباط/فبراير"، في إشارة إلى هجومها على أوكرانيا، وأنها قامت منذ ذلك الحين بعرقلة عدد من القرارات المرتبطة بضمان سير عمل المنظمة. ومن لودز، أبدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند "تفاؤلها" بمستقبل المنظمة التي أنشئت عام 1975 في خضم الحرب الباردة بهدف تنمية العلاقات بين الغرب والشرق. ورأت أن بوتين "سيفشل أيضا في جهوده الهادفة الى إحداث انقسام أو تدمير" منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما "فشل" في محاولاته الرامية الى "الانتصار" على أوكرانيا. الى ذلك، كرّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الدعوة إلى بحث جدوى بقاء روسيا ضمن الدول الأعضاء للمنظمة. كما جدد موقف كييف لجهة ضرورة "إنشاء محكمة خاصة للجرائم المرتكبة خلال العدوان الروسي". وكان بوريل أعلن في وقت سابق اليوم عن اقتراح يقضي "بتوفير الدعم (لإنشاء) المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا "، مؤكدا أنه "يجب مناقشتها والموافقة عليها أولاً من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ثم من قبل الأمم المتحدة". "الغرب حول كييف إلى تهديد وجودي لموسكو" بدوره اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ا لولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بلعب دور مباشر وخطير في حرب أوكرانيا، قائلا إن واشنطن حولت كييف إلى تهديد وجودي لموسكو لا يمكنها تجاهله. وخلال حديثه في مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو اليوم الخميس، اتهم لافروف واشنطن وحلف الأطلسي بمحاولة تصعيد التوتر في بحر الصين الجنوبي ومحاولة تقويض عمل أي هيئة إقليمية تهدف إلى تعزيز الحوار، مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ورابطة دول جنوب شرق آسيا. ودافع لافروف عن الحملة التي تشنها روسيا باستخدام الغارات الجوية والطائرات المسيرة والصواريخ لتدمير البنية التحتية الأوكرانية ، وهي الهجمات التي وصفتها كييف والغرب بأنها جرائم حرب. وقال لافروف إن بلاده "تعطل عمل منشآت الطاقة (في أوكرانيا) التي تسمح لكم (الغرب) بجلب أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا لقتل الروس". وأضاف "لذلك، لا تقولوا إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لا يشاركان في هذه الحرب - فأنتم تشاركون بشكل مباشر. ولا تقتصر المشاركة على توريد الأسلحة فحسب، بل أيضا تدريب الأفراد - فأنتم تدربون الجيش (الأوكراني) على أراضيكم". ويرفض الغرب موقف لافروف وإصراره على الحديث عن نقاط دأبت روسيا على تكرارها. ع.ج/ ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :