هل نربي أولادنا على الأنانية؟

  • 12/2/2022
  • 02:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

@shlash2020هل نحن في وقتنا الحاضر نربي أولادنا على الأنانية أكثر من أي وقت مضى؟!أليس الجميع يخوّف ويرعب، ويجهز الابن لمعركة طويلة قادمة بداية من المدرسة وليس انتهاءً بميدان العمل؟ألا يصرخ بعض المربين: إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب؟!أليست الألعاب التي نوفرها لأبنائنا اليوم تشجع على الفردية وتقتل الجماعية؟!لمن يرون أن هذا هو الأسلوب التربوي الصحيح أورد قصة من مآثر أجدادهم الأوائل -والأواخر أيضاً قدموا الكثير- ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق، حيث كتب: قال أبو الجهم بن حذيفة العدوي: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ومعي شنّة من ماء، فقلت: إن كان به رماق سقيته من الماء ومسحت به وجهه، فإذا أنا به ينشغ، فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم، فإذا رجل يقول: آه، فأشار ابن عمي أن انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص، فأتيته فقلت: أسقيك؟ قال: نعم، فسمع آخر يقول: آه، فأشار هشام أن انطلق إليه، فجئته فإذا هو قد مات، ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، ثم أتيت ابن عمي فإذا هو قد مات".قد لا تستغرب التربية على الأنانية ممن يظن أن هذه الحياة الدنيا هي الأساس والوحيدة، ولكنك تستغربها من المسلم الذي يعلم أن الأرزاق مقسومة، ولو فر الإنسان من رزقه كما يفر من أجله لأدركه رزقه كما يدركه أجله، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم»: "إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته".من الطرائف يقول أحد الأشخاص نزل في سنة مكافأة لي شهر ولزميلي شهران، فتأثرت ولكني قلت له: هو رزق ساقه الله إليك ولم يُكتب لي، في العام القادم نزل لي شهران وهو شهر واحد، فإذا نحن في عامين قد تساوينا!ما المطلوب حتى لا نكون أنانيين... نسكت ونهمل، ونرى غيرنا يتقدم ونحن في أماكننا؟!طبعاً لا يقول بذلك عاقل، ولكن العقلاء يقولون: ابذل الأسباب وما كتبه الله لك سيأتيك ولغيرك سيأتيه، واعلم أن هناك ما هو أكبر من الجزاء الدنيوي، فلا تضع كل البيض في سلة الدنيا.

مشاركة :