يوم الاتحاد.. يوم عز وفخر لمسيرة حافلة بالإنجازات

  • 12/2/2022
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

في الثاني من ديسمبر تحتفي دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ51، والذي يفخر به كل من يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء. إنجازات تلو الأخرى تحققت في ظل الاتحاد، تؤكد أهمية الخطوة الرائدة الّتي اتّخذها الآباء المؤسسون والّتي نهضت بهذا الوطن وجعلته محط أنظار ملايين البشر من الجنسيّات كافّة. الثاني من ديسمبر ليس مجرد احتفالية أو مناسبة وطنية غالية علينا جميعاً فحسب، بل هو يوم نشعر فيه بالاعتزاز والفخر بحلم حققه لنا والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في وطن يكفل لشعبه رفاهية العيش الكريم ويفتح أمامه آفاق التطور في مختلف القطاعات والميادين.  واستمرت الدولة على النهج ذاته في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وتسير تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى ثابتة نحو مستقبل يزخر بالنهضة والريادة.  ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على قيم دولة الإمارات ونموذجها الرائد ورؤيتها البناءة للتعاون الدولي والأمن والاستقرار والازدهار. وكذلك لأهم الإنجازات التي حققتها الدولة لتضاف إلى رصيدها الغني في المجالات كافة.  بدأت دولة الإمارات في الأول من يناير 2022 فترة عضويتها التي تستغرق عامين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقد سعت دولة الإمارات إلى دعم جهود الوساطة وإعلاء الحلول الدبلوماسية للنزاعات واستباق التحديات، ودعم أهداف المجلس في حماية الأمن والسلم الدوليين. ورغم التحديات التي تواجه النظام الدولي، فإن دولة الإمارات عازمة على الاستفادة من شبكتها القوية من العلاقات الدولية لإطلاق مسارات جديدة للتعاون المشترك في مجالات، مثل التنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي. وفي مايو الماضي، بدأت دولة الإمارات في إبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع شركاء استراتيجيين، كجزء من استراتيجية طويلة الأمد في مسيرتها للتنويع الاقتصادي وتطوير شراكات دولية قوية من خلال التجارة والصناعة والاستثمار. وقد تم حتى الآن إبرام ثلاث اتفاقيات مع كل من الهند وإندونيسيا وإسرائيل، وسيتم التوقيع مع عدد آخر من الدول.  وستواصل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تمهيد الطريق لمزيد من الفرص لشعوب المنطقة، وفتح المجال واسعاً أمام التنمية الاقتصادية الحيوية للشرق الأوسط، إذ لا تخدم هذه الاتفاقيات دولة الإمارات فحسب، ولكن أيضاً الأجيال القادمة في منطقة الشرق الأوسط.  وتهدف دولة الإمارات إلى تحفيز التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة، مما يمهد الطريق لفرص أكبر في الشرق الأوسط، وتوسيع أطر التعاون الإقليمي متعدد الأطراف. وقد استضافت «إكسبو 2020 دبي» من الفترة بين نوفمبر 2021 ومارس 2022، مسجلةً فصلاً جديداً ونجاحاً عالمياً يضاف لمسيرة إنجازات الدولة، حيث استطاعت أن تجمع 192 دولة، للمرة الأولى في تاريخ «إكسبو» الممتد على 170 عاماً. وسجل «إكسبو 2020 دبي»، والذي أُقيم للمرة الأولى في تاريخه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، أكثر من 24 مليون زيارة، خلال ستة أشهر، على الرغم من أنه كان أول حدث عالمي بهذا الحجم منذ بداية جائحة «كوفيد - 19». ولا شك في أن التغير المناخي بات أولوية لنا جميعاً، حيث أصبح يشكل تهديداً يحتم علينا جميعاً الإسراع في العمل نحو مستقبل خالٍ من انبعاثات الكربون. وفي هذا الصدد، فقد شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤخراً في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته السابعة والعشرين «COP27» في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وستستضيف الإمارات مؤتمر الأطراف بدورته الثامنة والعشرين «COP28» في نوفمبر 2023 في مدينة «إكسبو دبي»، وسيركز على المحاور الرئيسة، مثل تنفيذ الالتزامات والتعهدات المناخية، والعمل معاً لاتخاذ إجراءات ملموسة، وإيجاد الحلول التي تسهم في التغلب على التحديات، واغتنام الفرص لضمان مستقبل مستدام للأجيال الحالية والمستقبلية. وعلى صعيد مشاركاتها الدولية الناجحة، فقد حضرت دولة الإمارات مؤخراً كدولة ضيف في قمة مجموعة العشرين في الفترة من 15 إلى 16 نوفمبر في بالي بإندونيسيا، لتؤكد التزامها بالدعم المستمر للأولويات التي تم إقرارها خلال رئاسة إندونيسيا لمجموعة العشرين والتي تركّز على «الإدارة الصحية الشاملة والتحول الاقتصادي القائم على التكنولوجيا الرقمية والانتقال إلى الطاقة المستدامة». وحرصت دولة الإمارات على دفع الجهود الدولية ضمن مجموعة العشرين من أجل مواجهة التحديات المشتركة التي يشهدها العالم بما يحقق الاستقرار، والازدهار العالمي، وتشجيع انتعاش متوازن ومستدام وشامل للاقتصاد العالميّ. وسمحت مشاركة دولة الإمارات في عملية مجموعة العشرين لعام 2022 بمواصلة البناء على التعاون مع الدول الأعضاء، وترسيخ مكانتها، باعتبارها اقتصاداً ديناميكياً طموحاً وذا مكانة عالمية.  لا شك في أن مسيرة التنمية في دولة الإمارات ستستمر، عبر توجيهات ودعم القيادة الرشيدة لحشد الجهود المؤسسية في الدولة وجميع الموارد والإمكانات ضمن مختلف الكوادر القيادية والإدارية، بالإضافة إلى الاستثمار في الخبرات والعقول الإبداعية والمواهب والكفاءات الاستثنائية لتصميم منظومات جديدة للخمسين عاماً المقبلة، وتعزيز مكانتها كمجتمع رائد في قطاعات حيوية مثل تطوير الطاقة المستدامة، وابتكارات العلوم والتكنولوجيا، والمساعدات الدولية والتنمية وتوسيع نطاق الشراكات التي قامت على الاحترام المتبادل والصداقة. تمضي دولة الإمارات قدماً نحو المستقبل، وقد جاء اعتماد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» يوم الثاني من ديسمبر والذي يصادف يوم الاتحاد، «يوماً عالمياً للمستقبل»، اعترافاً عالمياً بجهود دولة الإمارات وتقديراً لدورها الريادي في صناعة وبناء المستقبل، وجاهزيتها العالية إلى جانب مشاريعها وسياستها الاستباقية في استشراف المستقبل. وستواصل دولة الإمارات مسيرتها الخيرة على طريق تعزيز قيم التسامح والسلام والتعاون والتعايش والتكاتف والبذل والعطاء ومد يد العون والمساعدة في التخفيف من معاناة المجتمعات في مواجهة التهديدات التي يشهدها العالم حالياً، والتي لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال التعاون الدولي والتضامن والتعايش والعطاء، والتي هي من قيم دولة الإمارات الراسخة، ونعتز بها جميعاً. وأخيراً... نسأل الله أن يديم على وطننا الغالي نعمتي الأمن والاستقرار، وأن يحفظ قادتنا ويسدد خطاهم في تعزيز مسيرة البناء والتنمية الشاملة لتحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات الوطنية والإقليمية والدولية.

مشاركة :