تدهور العلاقات الأميركية ـ الإيرانية يفعّل العقوبات على «حزب الله»

  • 12/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الولايات المتحدة عادت لتفعيل العقوبات على «حزب الله»، وهو مسار تراجع إلى حد ما مع انطلاق عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن. فقد سبق العقوبات التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأميركية أول من أمس (الخميس)، وطالت شخصين وشركتين مقرهما لبنان بسبب تقديم خدمات مالية لـ«حزب الله»، إلى جانب شخص آخر شارك في تسهيل شراء أسلحة للحزب، عقوبات أخرى فرضت الشهر الماضي، على شبكة دولية لتهريب النفط قالت واشنطن إنها تدعم «حزب الله» و«فيلق القدس» الإيراني، واستهدفت عشرات الأشخاص والشركات والناقلات. كذلك أعلن «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» (OFAC)، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، في مايو (أيار) الماضي، عن عقوبات طالت أفراداً وعدة شركات لدعمها «حزب الله». وفيما وضعت وسائل إعلام مقربة من «حزب الله» العقوبات التي فرضت الخميس، في إطار «خطة تفترض واشنطن من خلالها أنها قادرة على أن تحاصر حزب الله وتضغط عليه ليتنازل في ملفَّي الصراع مع إسرائيل وملف الانتخابات الرئاسية»، ربط مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر بين هذه العقوبات والتشنج الحاصل في العلاقة بين طهران وواشنطن انطلاقاً من جمود الملف النووي مروراً بأحداث أوكرانيا ومد إيران روسيا بمسيّرات درون وصولاً إلى ما يحصل من أحداث داخل إيران، وهو ما دفع أوروبا أيضاً للعودة لمنطق العقوبات». وأشار نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «وبعكس ما يعتقد البعض، تبقى العقوبات مفيدة من وجهة نظر أميركية، باعتبارها هي التي أتت بإيران إلى طاولة المفاوضات في المرة الأولى، لكنها لا شك ليست عصا سحرية، إنما جزء من عدة الشغل الأميركية التي باتت أيضاً عدة شغل أوروبية، وهي أداة ضغط فعالة». ويرى الباحث السياسي قاسم قصير، المطلع على أجواء «حزب الله»، أن العقوبات «مستمرة منذ فترة، ولكنها لا تؤثر على الحزب الذي لديه استراتيجية خاصة لحماية مؤسساته وقياداته»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها «لم تؤثر عليه منذ أن بدأت، والدليل استمرار دور الحزب وتعاظمه خلال السنوات العشر الأخيرة». وعما إذا كانت تؤثر على بيئته، ينفي قصير ذلك، معتبراً أن «الدليل هو استمرار دعم هذه البيئة للحزب». ويضيف: «هناك أشخاص قياديون من الحزب فرضت عليهم عقوبات، لكنها لم تؤثر عليهم لأنه ليست لديهم أموال في البنوك ولا يتحركون بشكل علني، وهناك تجار ومؤسسات فرضت عليها عقوبات بحجة دعم الحزب، لكن ليست لها علاقة بالحزب. كما أن هناك شركات كانت تتبع الحزب ومؤسساته فرضت عليها عقوبات، لكنها تكيفت معها». بالمقابل، يعد المعارض الشيعي علي الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسار العقوبات الطويل والممتد منذ سنوات لا شك يؤدي أهدافه»، مشيراً إلى أنه «لن يؤدي بالضرورة لإنهاء الحزب أو إضعافه بشكل كبير، لكنه يؤثر عليه بشكل أو بآخر طالما قوته ونفوذه ودوره إلى تراجع».

مشاركة :