احتفلت وزارة الثقافة، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، بمرور 20 عامًا على الشراكات السعودية الفرنسية، وما حققته من نتائج نوعية في مجالات حفظ الآثار والتعاون والتراث. ونظمت وزارة الثقافة ممثلة بهيئة التراث، على مدى يومين، ندوة في المتحف الوطني بالرياض، ناقشت فيها تاريخ البعثات الأثرية السعودية الفرنسية في محافظة العلا وبعض المدن الأخرى، إلى جانب إبراز آخر التطورات حول المشاريع، التي يجري العمل بها حاليًا في المملكة، بمشاركة خبراء من المؤسسات السعودية والفرنسية. نحتفي بمرور عقدين من الشراكة السعودية الفرنسية في مجال الآثار والتي انطلقت من #الحجر شمال #العلا، وذلك ضمن شراكاتنا الدولية والتي نسعى من خلالها لتحقيق مستهدفات #رؤية_السعودية_2030 في مشاركة إرثنا مع العالم، وزيادة المواقع الأثرية السعودية ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة @UNESCO. pic.twitter.com/4irOlcUeFQ وكانت أول بعثة أثرية سعودية فرنسية حديثة انطلقت من مدينة الحِجر التاريخية بالعلا، في العام 2002، لتمهد الطريق لأكثر من 15 بعثة أثرية حول المملكة، إلى جانب تنفيذ مشاريع الحفظ والأعمال الميدانية، مثل أعمال المسح والتنقيب وإجراء البحوث المتخصصة التي يشارك فيها العشرات من علماء وخبراء الآثار من البلدين. وأسهمت الشراكة السعودية الفرنسية، في مجال حماية التراث بدعم التزامهما للحفاظ على الإرث الإنساني، وكانت عاملًا أساسيًا في مواصلة نجاح أعمال التنقيب عن الآثار في العلا. ومن بين القطع الأثرية المهمة، التي اكتشفتها فرق الآثار السعودية الفرنسية في العلا، رأس مصنوع من حجر الصوان عُثر عليه في أحد المدافن، ويعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث. واكتشفت الفرق أيضًا هيكلًا عظميًا محفوظًا لامرأة تبلغ من العمر 40 عامًا، ويرجح أن تكون عاشت في الفترة النبطية، وفي مملكة "دادان"، عُثر على مجموعة متنوعة من التماثيل الكاملة والنصفية من الحجر الرملي، ويعود تاريخها إلى الفترة من القرن السابع وحتى القرن الأول قبل الميلاد. ووصلت الإنجازات السعودية الفرنسية في مجال الآثار والتعاون الثقافي إلى آفاق جديدة في الآونة الأخيرة، إذ وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، اتفاقية مع متحف "اللوفر" في العاصمة الفرنسية باريس. ويشمل ذلك عرض تمثال يعود للفترة اللحيانية، الذي يبرز ما لدى المملكة عمومًا ومحافظة العلا بالتحديد، من إرث تاريخي وحضاري، في وقت تستمر أعمال البعثات الأثرية وفقًا لاستراتيجية العلا، التي تؤكد إبراز المواقع التاريخية والحضارات الإنسانية، والتعاون مع أبرز الخبرات حول العالم. وتباشر فرق العمل المشتركة من البلدين بإشراف من الهيئة الملكية لمحافظة العلا، المسوحات الأثرية والتنقيبات، إضافة لأعمال الترميم، وذلك في الحجر شمال العلا، ومملكة دادان، والواحة الثقافية والبلدة القديمة بالعلا، وفي عدة مواقع بمحافظة خيبر. وتجري أعمال فريق التنقيب في مملكة "دادان"، لاستكشاف المزيد من المعلومات عن تاريخها الحضاري، الذي امتد لأكثر من 2500 عام، والتي خضعت لحكم حضارة لحيان لعدة قرون. ضمن أهدافنا في الحفاظ على التراث الثقافي في محافظة #خيبر، نعلن تفعيل أبرز المواقع التاريخية في المحافظة، والتي تشكّل مع محافظتي #العلا و #تيماء رحلة طبيعية ثقافية والتي تتمثل في #الممالك_العربية_القديمة. pic.twitter.com/rzpcoIkaxy ولا تزال العلا حتى اليوم أحد أهم مواقع الاستكشافات التاريخية نظير ما تحتويه من آثار، وذلك بالشراكة مع الوكالة الفرنسية لتطوير العلا، التي أنشئت في العام 2018، وتهدف إلى تقديم الدعم في مجالات التنمية الاقتصادية والسياحية والثقافية لمحافظة العلا، بوصفها محور تركيز للتعاون الأثري والثقافي بين البلدين.
مشاركة :