أثار الإعلان عن اعتقال شخص يشتبه ارتكابه جرائم قتل متسلسلة استهدفت نساء السكان الأصليين في وسط كندا، موجة من الغضب والحزن، واتهامات للسلطات بـ"الفشل" في الوفاء بوعودها لحماية النساء والفتيات المستضعفات. وأعلنت الشرطة في وينيبيغ، في وقت متأخر من ليلة الخميس، توجيهها اتهامات لـ"ج.م"، بقتل 3 سيدات بعد أشهر من اتهامه بقتل سيدة أخرى من السكان الأصليين. ونظمت الخميس، وقفة احتجاجية على ضوء الشموع، في وينيبيغ، أمام منزل المشتبه فيه، بمشاركة عائلات الضحايا، اللائي لم يعثر بعد على جثثهن. وقالت وزيرة العدل بمقاطعة مانيتوبا، ناهاني فونتين، على تويتر، إنها تشعر بـ"الغضب واليأس والاشمئزاز والحزن الذي لا يوصف"، بعد القبض على "وحش" كان يطارد المجتمع. وتابعت: "لم يكن غير مرئي، مشى هذا القاتل المزعوم بيننا، كان في مدينتنا وأحيائنا وأماكن عملنا"، مضيفة: "متى ستؤخذ حماية النساء والفتيات من السكان الأصليين على محمل الجد؟ تتميز وينيبيغ الآن بوجود قاتلين متسلسلين يستهدفون السكان الأصليين"، وتساءلت: "هل سننتظر حدوث جرائم أخرى قبل التحرك". وبحسب صحيفة الغارديان، فاقم "فشل القادة السياسيين في الوفاء بوعودهم بمكافحة عقود من العنف ضد نساء السكان الأصليين، من حزن وغضب السكان الأصليين وباقي المواطنين الكنديين". ويُعتقد أن ما يصل إلى 4000 امرأة وفتاة من السكان الأصليين، قتلن أو فقدن في كندا، على مدار الثلاثين عاما الماضية. وأفاد تقرير رسمي بخصوص الجرائم المرتكبة ضد نساء وفتيات الشعوب الأصلية، صدر سنة 2019، أن "النساء من السكان الأصليين، أكثر عرضة للقتل بست مرات من النساء عن غيرهن". وفي تعليقه على التقرير الذي خلص أيضا إلى أن "تصرفات الدولة وتقاعسها المتجذر في مواجهة الأيديولوجيات الاستعمارية، كانت قوة دافعة رئيسية في اختفاء الآلاف من السكان الأصليين، خاصة النساء"، قال رئيس الوزراء، جاستن ترودو لعائلات الضحايا آنذاك، "لقد خذلناكم، لن نفشل بعد الآن". من جانبه، صرح عمدة وينيبيغ، سكوت جيلينجهام، للصحفيين مساء الخميس، "الغضب والحزن، هذا المزيج هو ما أشعر به الآن، لدينا المزيد لنفعله لضمان سلامة هذا المجتمع". وقال قائد شرطة وينيبيغ، داني سميث، للصحفيين: "إن حدوث أي نوع من عمليات القتل المتسلسلة، أمر مقلق دائما". ولم تذكر الشرطة الأدلة التي استندت عليها لاتهام سكيبيكي في غياب الجثث- لكنها قالت إن الحمض النووي لعب دورا في فك خيوط الجريمة، كما لم تشر إذا ما كانت هناك أي علاقة معروفة بين الضحايا والقاتل المزعوم. وواجهت الشرطة في مناطق أخرى من البلاد، مؤخرا تحقيقات، بشأن التقارير التي تفيد بأن السكان الأصليين يخضعون للمراقبة المفرطة، لكن الجرائم المرتكبة ضدهم، لا يتم التحقيق فيها كما ينبغي. وفي أونتاريو، شمال العاصمة تورونتو، دعا مجموعة من المحققين المستقلين إلى إعادة التحقيق في الوفاة المفاجئة لـ 14 من السكان الأصليين في مدينة ثاندر باي، بعد اكتشاف أن التحقيقات الأصلية أعاقها ضعف عمل الشرطة وإرث العنصرية المتأصل داخل الأجهزة والمؤسسات. وقالت كايرا ويلسون، رئيسة تجمع لونغ بلين للسكان الأصليين، في بيان: "فقدان ثلاث نساء وسيدة أخرى، أمر محزن جدا"، مضيفة: "يجب أن نجتمع معا كمجتمعات لحماية ودعم نساءنا ورجالنا من السكان الأصليين". ووفق موقع "كندا نيوز ميديا"، فقد أصدرت الشرطة تفاصيل قليلة عن تحقيقاتها، غير أنها أكدت أنه لا يوجد دليل على أي ضحايا محتملين آخرين.
مشاركة :