أمريكا: مستعدون لإجراء محادثات مع روسيا بشأن معاهدة نووية

  • 12/3/2022
  • 22:09
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للقاء روسيا لإجراء محادثات بشأن معاهدة نووية، رغم اتهام موسكو واشنطن بانتهاج سلوك سام مناهض لها، استندت إليه للانسحاب من المفاوضات قبل أيام. وكانت روسيا قد انسحبت من محادثات معاهدة ستارت النووية الجديدة مع المسؤولين الأمريكيين في القاهرة هذا الأسبوع. وباعتبارها آخر اتفاقية قائمة من نوعها بين أكبر قوتين نوويتين في العالم بشأن الأسلحة، فإن معاهدة ستارت الجديدة تحد من عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن لكل جانب نشرها، كما أن لها أهمية رمزية وعملية. وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين في إفادة صحافية: "نظل على استعداد للقاء روسيا بشأن معاهدة ستارت الجديدة.. نحن ملتزمون بستارت الجديدة". وتدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى أكثر نقاط المواجهة بينهما خلال 60 عاما منذ الحرب التي أدت إلى سلسلة من العقوبات الأمريكية على موسكو وتقديم واشنطن مساعدات اقتصادية وعسكرية بعشرات المليارات من الدولارات إلى كييف. وكان من المقرر أن يجتمع مسؤولون من البلدين في مصر 29 تشرين الثاني (نوفمبر) لمناقشة القضايا المتعلقة بالمعاهدة، ومن بينها إمكانية استئناف التفتيش على الترسانات النووية لكلا البلدين، وهي عملية تم تعليقها بسبب جائحة كوفيد - 19. وقال برايس: إن جميع الموضوعات التي طرحتها روسيا كانت على جدول أعمال الاجتماع، مضيفا أن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل إزاء "القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته روسيا خلال الأشهر العديدة الماضية". واتهمت وزارة الخارجية الروسية واشنطن بمحاولة تغيير ميزان القوى بموجب المعاهدة بطريقة "غير شرعية تماما" من خلال تعديل الأسلحة أو إعادة تسميتها لإخراجها من نطاق المعاهدة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق: إن روسيا تواصل اعتبار معاهدة ستارت الجديدة أداة مهمة لضمان القدرة على التنبؤ وتجنب سباق التسلح، مضيفة أنها تأمل في أن يلتقي الجانبان بشأن هذه القضايا في 2023. وتنحي روسيا باللائمة في الانسحاب من المحادثات النووية على السلوك الأمريكي "السام". من جانب آخر، على الرغم من نقص المعدات والذخيرة، يقول فولوديمير ريجيشا، الذي يقود ميليشيا من المقاتلين المتطوعين في شرق أوكرانيا، إنه مستعد "للقتال حتى النهاية" ضد الجيش الروسي ولا يخطط أبدا "للاستسلام". منذ 2014، كان زعيم "وحدة سانتا" يقاتل في حوض دونباس الأوكراني. في البداية ضد الانفصاليين الذين سلحتهم موسكو ثم منذ نهاية شباط (فبراير) ضد الجيش الروسي. يقول ريجيشا "بالنسبة لنا، النجاح يترجم في الواقع بأننا لم نضطر للتراجع. نحن ندافع عن مواقفنا بأسناننا". ويؤكد ريجيشا، الذي كان هاتفه يرن باستمرار ليتلقى رسائل من الجبهة للاستعلام عن الموقف، "ستهدأ الأمور"، قبل أن يلتزم صمتا طويلا. كان هذا الجندي المتطوع البالغ من العمر 48 عاما يقاتل في دونباس منذ ثمانية أعوام، عندما تم تشكيل ميليشيات من المدنيين لمقاومة التمرد المسلح الموالي لموسكو شرق البلاد. ويوضح سيرجي زجوريتس المحلل المقيم في العاصمة الأوكرانية، أن "ظهور كتائب المتطوعين هذه كان له دور إيجابي" بالنسبة لكييف، معتبرا أن ذلك "كان رد فعل طبيعي من المجتمع على التهديد الذي نشأ". ويرى عدد كبير من المقاتلين مثل ريجيشا أن هذه الميليشيات هي أسرع طريقة للقتال على الخطوط الأمامية، بالسلاح، من دون انتظار تجنيدهم رسميا في الجيش النظامي. ومنذ ذلك الحين، تم دمج عديد من هذه الكتائب تدريجيا في الحرس الوطني، تحت قيادة القوات المسلحة، في محاولة لإضفاء طابع احترافي على القوات. وتم استبعاد العناصر الذين يعدون الأكثر تطرفا من هذه الوحدات. وفي البداية انضم ريجيشا إلى صفوف كتيبة "برافي سيكتور" القومية المتطرفة، قبل أن ينسحب منها ويؤسس "وحدة سانتا" التي لا يزال يقودها حتى اليوم. ومع ذلك، فقد طغت الخلافات على تاريخ المجموعة، إذ اتهم البعض وحدة ريجيشا بأنها تضم عددا كبيرا من أعضاء اليمين المتطرف. وهذه التأكيدات كررها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي برر مرارا الحرب بضرورة "تخليصها من النازيين". وينفي ريجيشا رسميا هذه الاتهامات، واصفا نفسه - ومقاتليه - بالوطنيين. وانتقد الخطاب الذي تستعمله موسكو ضدهم. وقال "إذا أحب الروس بلدهم، فهم يحبون الوطن الأم، لكن عندما يحب الأوكراني بلده، فإنه يعد قوميا أو حتى نازيا". وفي غياب لائحة رسمية لإحصاء المقاتلين، يصعب معرفة العدد الدقيق لأفراد هذه الميليشيا. وقال ببساطة: إن لديه "عددا كافيا" من المقاتلين، بما في ذلك أجانب ومن أصحاب الاحتياجات الخاصة وحتى كبار السن. ويقول أحدهم، ويلقب بـ"الجد" داخل المجموعة ويبلغ من العمر 71 عاما، إنه لم يتم قبوله في الجيش. ويضيف "لهذا التحقت بكتيبة المتطوعين هذه". يعد ريجيشا جهود رجاله مفيدة للجيش الأوكراني، على الرغم من أنهم لا يعملون معا. في شباط (فبراير)، عندما شنت موسكو هجوما شرسا باتجاه كييف، توجه ريجيشا ورجاله بسرعة إلى العاصمة للدفاع عنها. لكن القيادة العسكرية طلبت منهم العودة إلى دونباس للدفاع عن المنطقة التي تطمح روسيا إلى انتزاعها، وهذا ما فعلوه. ويصر على أن "الحرب مستمرة هنا منذ ثمانية أعوام، لهذا السبب لم تكن هناك صدمة أو ذعر. فقد كنا مستعدين للدخول فيها". من جهة أخرى، يعني وجود الميليشيا بموازاة الجيش أن "وحدة سانتا" لا تستطيع الحصول سوى على القليل جدا من الأسلحة والذخيرة الثقيلة. من جانب آخر، أعلن مسؤولون في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا السبت أنهم سيساعدون المواطنين على إخلاء أجزاء من الأراضي التي تحتلها روسيا على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وسط مخاوف من اشتداد القتال. وقال ياروسلاف يانوشيفيتش حاكم المنطقة: إن المسؤولين رفعوا مؤقتا الحظر المفروض على العبور للسماح للأوكرانيين الذين يعيشون في القرى على الجانب الآخر من نهر دنيبرو باجتيازه خلال ساعات النهار وإلى نقطة محددة. وكتب على تطبيق المراسلة "تيليجرام"، "الإخلاء ضروري، نظرا إلى احتمال تكثيف الأعمال العدائية في هذه المنطقة". وحررت القوات الأوكرانية مدينة خيرسون، الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، من الاحتلال الروسي في 11 نوفمبر، لكن القوات الروسية لا تزال تسيطر على باقي المنطقة على الضفة الشرقية. وقال مسؤولون أوكرانيون: إن القوات الروسية واصلت قصف خيرسون والمناطق المحيطة بها من هناك، ما أدى إلى مقتل مدنيين. وأكدت وزارة الدفاع البريطانية، أن روسيا تخطط على الأرجح لتطويق بلدة باخموت في إقليم دونيتسك بالتقدم إلى الشمال والجنوب. وأضافت الوزارة، في تحديث يومي لمعلومات المخابرات، أن الاستيلاء على المدينة سيكون له أثر محدود في العمليات، لكن من المحتمل أن يسمح لروسيا بتهديد كراماتورسك وسلوفيانسك. وقالت الوزارة في التحديث المنشور على تويتر، "هناك احتمال واقعي بأن الاستيلاء على باخموت أصبح في الأساس هدفا سياسيا رمزيا لروسيا".

مشاركة :