في ريادة الأعمال.. اصنع هويتك الشخصية والتجارية

  • 12/4/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

البحث‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية،‭ ‬بحثٌ‭ ‬–‭ ‬نوعًا‭ ‬ما‭ ‬–‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إلمام‭ ‬كبير‭ ‬بعدة‭ ‬علوم،‭ ‬منها‭ ‬علم‭ ‬التسويق،‭ ‬وعلم‭ ‬الأنماط‭ ‬البشرية‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬المراجع‭ ‬تسرد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التعريفات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدرسها‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬ولكننا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬فإننا‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬ببساطة‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬المفاهيم‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها،‭ ‬لذلك‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مفهوم‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية‭ ‬هي‭ ‬ببساطة‭ ‬يعني‭ (‬من‭ ‬أنت؟‭)‬،‭ ‬وماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬لي‭ ‬حينما‭ ‬أحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬أحتاج؟‭ ‬وأخيرًا‭ ‬لماذا‭ ‬أنت‭ ‬وليس‭ ‬غيرك؟ كثيرٌ‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات‭ ‬أو‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬يعيشون‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يحددوا‭ ‬من‭ ‬هم؟‭ ‬وماذا‭ ‬يريدون؟‭ ‬وبالتالي‭ ‬يعيشون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فهم‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬المثل‭: (‬مع‭ ‬الخيل‭ ‬يا‭ ‬شقرة‭)‬،‭ ‬فتضيع‭ ‬الأعمال‭ ‬وتنقضي‭ ‬السنون‭ ‬وهم‭ ‬هكذا‭.‬ إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬–من‭ ‬الجنسين–‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال‭ ‬نجدهم‭ ‬دائمًا‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬هوياتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬والتجارية،‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬فنحن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نقصد‭ ‬الشعار‭ ‬والعلامة‭ ‬التجارية‭ ‬والهوية‭ ‬البصرية،‭ ‬وإنما‭ ‬نحن‭ ‬نقصد،‭ ‬أنت،‭ ‬ومن‭ ‬أنت؟ الهوية‭ ‬الشخصية؛‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الخصائص‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬المشروع‭ ‬التجاري‭ ‬الذي‭ ‬يتيح‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬المشروع‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬نفسك‭ ‬للمجتمع‭ ‬والآخرين،‭ ‬فهي‭ ‬إذن‭ ‬المفهوم‭ ‬الذي‭ ‬يمتلكه‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬عن‭ ‬نفسه؛‭ ‬إنها‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ما‭ ‬يدركه‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬ويعرفه‭ ‬ويميزه‭ ‬عن‭ ‬البقية‭.‬ دعوني‭ ‬أطرح‭ ‬مثالا‭: ‬عندما‭ ‬تتعطل‭ ‬سيارتك‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬فمن‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬ذهنك‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى؟‭ ‬وهل‭ ‬سألت‭ ‬نفسك‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬تحديدًا؟‭ ‬حتمًا‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬هو‭ ‬منقذك،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬استطاع‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬أن‭ ‬يقنعك‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينقذك‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف؟‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬قامت‭ ‬بتحديد‭ ‬هويتها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬بكل‭ ‬حرفية،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬نقصدها‭.‬ حسنٌ،‭ ‬كيف‭ ‬استطاع‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الجهة‭ ‬أن‭ ‬تكوّن‭ ‬هويتها‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬المؤسسية،‭ ‬لتظفر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يشد‭ ‬لها‭ ‬الرحال‭ ‬وينشد‭ ‬مساعدتها‭ ‬إن‭ ‬حدث‭ ‬وتعطل‭ ‬المرء‭ ‬أو‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة؟ أولاً‭: ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬اسأل‭ ‬نفسك‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬لماذا‭ ‬تريد‭ ‬بناء‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية؟‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الإجابة‭ ‬ببساطة‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬يتذكرني‭ ‬الناس‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬يتذكروني‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬يتذكروني‭ ‬بالطريقة‭ ‬المعينة‭ ‬التي‭ ‬أنا‭ ‬أريدها،‭ ‬فالجميع‭ ‬يعرفني‭ ‬مثلاً‭: ‬كمفكر،‭ ‬أو‭ ‬باحث‭ ‬أو‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬البيئة،‭ ‬أو‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬سباك،‭ ‬أو‭ ‬نجار،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬تخصص‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬تواقة‭ ‬أن‭ ‬تكونه،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتعرف‭ ‬–أنت‭ ‬على–‭ ‬مهاراتك،‭ ‬خبراتك،‭ ‬إمكانياتك،‭ ‬وكل‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تملكها‭ ‬لتكوّن‭ ‬هويتك‭. ‬وبالتالي‭ ‬عندما‭ ‬يحتاج‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬فإنهم‭ ‬حتمًا‭ ‬سيجدون‭ ‬اسمك‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬القائمة‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬سيتصلون‭ ‬بك‭ ‬لترشدهم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحتاجون‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬مشاكلهم،‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الحتمية‭ ‬أن‭ ‬تتصل‭ ‬بك‭ ‬المؤسسات‭ ‬لتستعين‭ ‬بك‭ ‬لأنك‭ ‬أهل‭ ‬لذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬زيادة‭ ‬أرباح‭ ‬وزيادة‭ ‬استثمار،‭ ‬وهذا‭ ‬مطلوب‭.‬ ثانيًا‭: ‬من‭ ‬أنت؟‭ ‬وماذا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون؟‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬أنت؟‭ ‬وماذا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون؟‭ ‬هذا‭ ‬التحديد‭ ‬يعني‭ ‬ببساطة‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬هدفك،‭ ‬فبم‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬يتذكرك‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الزمن؟‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬الأخوة‭ ‬المتدربين‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬غياب‭ ‬عن‭ ‬ساحة‭ ‬التدريب‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭: ‬‮«‬اختفيت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬لأني‭ ‬كنتُ‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬موضوعات‭ ‬جديدة‭ ‬وقضايا‭ ‬لم‭ ‬يتناولها‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬قبلي‭ ‬من‭ ‬المدربين‮»‬،‭ ‬وفعلاً‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬سبق‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬لم‭ ‬يتناولها‭ ‬أي‭ ‬مدرب‭ ‬من‭ ‬قبله،‭ ‬وكان‭ ‬يُطلب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬يعطي‭ ‬تلك‭ ‬الدورات‭ ‬لأنه‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقدمها‭.‬ ثالثًا‭: ‬اقرأ‭ ‬حتى‭ ‬الثمالة‭ ‬في‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬ترغب‭ ‬أن‭ ‬تكونه؛‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الرغبة‭ ‬مطلوبة‭ ‬والأحلام‭ ‬واردة،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تكفي،‭ ‬فالقراءة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التخصص‭ ‬مطلب‭ ‬مهم‭ ‬وضروري،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬القراءة‭ ‬ستجد‭ ‬نفسك‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية،‭ ‬فإنه‭ ‬حتمًا‭ ‬سيأتي‭ ‬آخرين‭ ‬ويحاولون‭ ‬أن‭ ‬يقطفوا‭ ‬نتاج‭ ‬نجاحك‭ ‬وفكرتك،‭ ‬وقد‭ ‬يتفوقون‭ ‬عليك‭ ‬لأن‭ ‬الشخص‭ ‬المنافس‭ ‬ربما‭ ‬أفضل‭ ‬منك‭ ‬أو‭ ‬يقرؤون‭ ‬أكثر‭ ‬منك،‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬مثابرون‭ ‬أكثر‭ ‬منك،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬القراءة‭ ‬ستفتح‭ ‬لك‭ ‬حياة‭ ‬ثانية،‭ ‬وتصنع‭ ‬من‭ ‬ذهنك‭ ‬المرجع‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬لهذا‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬رغبت،‭ ‬فالجميع‭ ‬عندئذ‭ ‬سيقول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬رائد‭ ‬العمل‭ ‬إنسان‭ ‬واع‭ ‬وفاهم‭ ‬في‭ ‬تخصصه‭ ‬وعمله،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬غيره‭.‬ رابعًا‭: ‬المصداقية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬انعكاس‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬الفعلي‭ ‬للشخص،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إبداء‭ ‬اهتمامك‭ ‬بمجال‭ ‬معين،‭ ‬مثل‭: ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آرائك‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬مواضيع‭ ‬متعلقة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المختلفة،‭ ‬مع‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النقاش‭ ‬والنقد،‭ ‬وهذا‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬الآخرين‭ ‬ويجعلك‭ ‬مصدر‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬طرحهًا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأصالة،‭ ‬الشفافية،‭ ‬والاستدامة‭.‬ خامسًا‭: ‬يفضل‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجال‭ ‬عملك‭ ‬أو‭ ‬تخصصك‭ ‬مهم‭ ‬للناس‭ ‬وللمجتمع،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بمشروع‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬يهتم‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬لذلك‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬وأن‭ ‬تبحث‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬وهل‭ ‬المجتمع‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتقبله؟‭ ‬ففي‭ ‬المجتمع‭ ‬نجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يصنعوا‭ ‬هويات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هوياتهم‭ ‬–‭ ‬قد–‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬أو‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬فائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات‭ ‬ستزول‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬ سادسًا‭: ‬لا‭ ‬تقفز‭ ‬من‭ ‬تخصص‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬صاحب‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية‭ ‬قد‭ ‬تغريه‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬فقد‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الهويات‭ ‬والشخصيات‭ ‬الناجحة‭ ‬تجوب‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والناس‭ ‬تشير‭ ‬إليهم‭ ‬وتهتف‭ ‬بأسمائهم،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬وذلك‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق‭ ‬والناس‭ ‬–‭ ‬قد‭ ‬–‭ ‬يعرفونه‭ ‬بعد،‭ ‬لذلك‭ ‬تحدثه‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬جلده‭ ‬وتوجهاته،‭ ‬فيغير،‭ ‬وثم‭ ‬يغير‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬وهكذا،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬يجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬هوية،‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬ضاع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التخصصات‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬نظل‭ ‬محبوسين‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬وقضبان‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬نريد‭ ‬صناعتها‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬فاشلة،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬التجاري‭ ‬والإداري‭ ‬والشخصي‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نسير‭.‬ سابعًا‭: ‬التسويق‭ ‬لنفسك،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬تحديد‭ ‬نفسك‭ ‬وهويتك‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬نفسك‭ ‬للناس‭ ‬والمجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬التسويق‭ ‬والإعلان،‭ ‬وخاصة‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬معظم‭ ‬الأفراد‭ ‬وخاصة‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬مخاطبته،‭ ‬وهم‭ ‬الفئة‭ ‬المستهدفة‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ظهور‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬رائد‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عبر‭ ‬الإعلانات‭ ‬التقليدية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت‭ ‬ظهور‭ ‬ممنهج،‭ ‬فالعشوائية‭ ‬غير‭ ‬مطلوبة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة،‭ ‬فسواء‭ ‬كنت‭ ‬تكتب‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬تنشر‭ ‬فيلم‭ ‬فيديو‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ ‬اليوتيوب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانستغرام‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬بصورة‭ ‬متكررة‭ ‬وبصورة‭ ‬منتظمة،‭ ‬فمثلاً‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أسبوع،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬آخر‭ ‬عندئذ‭ ‬فإن‭ ‬المستهدفين‭ ‬ينتظرون‭ ‬ظهورك‭ ‬المميز‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬الوسيلة‭ ‬لتقول‭ ‬لهم‭ ‬شيئا‭ ‬معينا،‭ ‬فليس‭ ‬العبرة‭ ‬بالكم‭ ‬وإنما‭ ‬بالكيف‭.‬ ثامنًا‭: ‬ركز‭ ‬واعمل‭ ‬بصورة‭ ‬مستدامة،‭ ‬أثناء‭ ‬القيام‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتك‭ ‬أو‭ ‬تجارتك،‭ ‬ولا‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬معين،‭ ‬فلا‭ ‬تقول‭ ‬لنفسك‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬أصبحت‭ ‬علامة‭ ‬وهوية،‭ ‬لذلك‭ ‬سأستمر‭ ‬كما‭ ‬أنا،‭ ‬فالناس‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬وجودي‭ ‬هكذا‮»‬،‭ ‬أعلم‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬نفسك‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأقاويل‭ ‬فإنه‭ ‬–‭ ‬حتمًا‭ ‬–‭ ‬ستجد‭ ‬نفسك‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬الهوية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية،‭ ‬وإنما‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬تستذكر‭ ‬موقعك‭ ‬وموقفك،‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬تتعرف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬هويتك‭ ‬الشخصية،‭ ‬فالدنيا‭ ‬في‭ ‬تغير‭ ‬سريع،‭ ‬والناس‭ ‬تتغير‭ ‬والأمزجة‭ ‬كذلك‭ ‬تتغير‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬تتغير‭ ‬بطريقة‭ ‬مذهلة‭ ‬يصعب‭ ‬تصورها،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤطر‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وتجلس‭ ‬طوال‭ ‬حياتك‭ ‬بين‭ ‬قضبان‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭. ‬ وأخيرًا،‭ ‬عندما‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬قد‭ ‬حددت‭ ‬رسالتك‭ ‬وهويتك‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬التجارية‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الحتمية‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الصعوبات‭ ‬أو‭ ‬العوائق،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصعوبات‭ ‬والعوائق‭ ‬موضوع‭ ‬طبيعي،‭ ‬والممتع‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أنه‭ ‬حينما‭ ‬تتجاوز‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الصعاب‭ ‬فإنه‭ ‬حينئذ‭ ‬ستشعر‭ ‬بمتعة‭ ‬النجاح‭. ‬ Zkhunji@hotmail‭.‬com

مشاركة :