رئيس مجلس الشورى: الفقيدة قدَّمت نموذجًا مشرفًا في العطاء والتضحية وتَجاوَزَت التحديات بتحقيق الإنجازات نظم المركز البحريني للحراك الدولي صباح أمس بنادي قوة دفاع البحرين، ملتقى منيرة بن هندي الأول لذوي الإعاقة «إنجازات وتحديات»، برعاية كريمة من سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة الرئيس الفخري للمركز البحريني للحراك الدولي، وبحضور كل من رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، ووزير التنمية الاجتماعية أسامة العصفور، ومستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة سلمان بن هندي، ومشاركة حوالي 25 من الجمعيات الخيرية. وأكد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، أنَّ الفقيدة منيرة بنت عيسى بن هندي، عضو مجلس الشورى الأسبق رحمها الله، قدّمت نموذجًا مشرّفًا في العطاء الإنساني، والتضحية والإخلاص والتفاني في خدمة مملكة البحرين طيلة حياتها، وجسّدت صورًا متعددة للمرأة البحرينية المسؤولة والملهمة، مشيدًا بالبصمات الواضحة والمتميزة التي رسّختها المرحومة منيرة بن هندي، خصوصًا في دعم ومساندة ذوي الإعاقة، وتحفيزهم على العمل بعزيمة وإصرار، وتجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات. جاء ذلك على هامش مشاركة رئيس مجلس الشورى، في ملتقى منيرة بن هندي الأول لذوي الإعاقة (إنجازات وتحديات)، الذي نظمه المركز البحريني للحراك الدولي، أمس (السبت) برعاية سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة الرئيس الفخري للمركز. وقال رئيس مجلس الشورى إنَّ المرحومة منيرة بن هندي تعتبر من الشخصيات البحرينية المخلصة، وحظيت بتقدير واحترامٍ كبيرين، مؤكدًا أنَّ السيرة العطرة للمرحومة بن هندي تُظهر محطات عديدة من الكفاح والعطاء المستمر الذي قدمته خلال مسيرتها العملية، وكذلك خلال عضويتها في مجلس الشورى في الفصل التشريعي الثاني (2006 – 2010م). وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أنَّ انعقاد ملتقى لذوي الإعاقة يحمل اسم الفقيدة منيرة بن هندي، يؤكد المكانة الكبيرة التي تحظى بها الفقيدة، وما قدمته من جهود مثمرة، وحرص واهتمام بتعزيز الإنجازات التي يحققها ذوو الإعاقة في مملكة البحرين، منوّهًا بالأفكار والآراء التي شهدها الملتقى. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أنّ المجلس سيبقى داعمًا ومساندًا للتشريعات والقوانين التي تُسهم في ترسيخ حقوق ذوي الإعاقة، وتعزز مكانتهم، وتؤكد دورهم في دعم مسيرة التقدم والنماء لمملكة البحرين. بدوره أعرب وزير التنمية الاجتماعية عن شكره وتقديره لسمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة الرئيس الفخري للمركز البحريني للحراك الدولي، على تفضلها برعاية هذا الملتقى، قائلا: «نستذكر بكل التقدير والامتنان الراحلة الغالية منيرة بن هندي، طيب الله ثراها، وأسكنها فسيح جناته، الشخصية البحرينية المؤثرة في المجتمع البحريني، بعطائها وتفاؤلها ومثابرتها على تحدي الإعاقة، فكانت مثالاً يحتذى، ونموذجاً ثرياً ومحفزاً للكثيرين من الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم». وأضاف: «نستذكر في تلك المناسبة مناقب المغفور لها بإذن الله تعالى، والتي قد تملأ صفحات وصفحات من عطاءاتها، فإننا نستزيد بالأمل والتفاؤل، ونتعلم أن المستحيل مجرد مصطلح لا يلجأ إليه إلا العاجزون واليائسون، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس مهما صعبت الحياة وأثقلت كواهلنا.. هذا ما دأبت الراحلة رحمها الله على تأكيده وإثباته عبر مسيرتها الرائعة والمعطاءة في رحلة مع الحياة امتدت إلى ما يقارب العقود الستة، فكانت بذلك قامة وطنية بارزة، وأيقونة للعطاء والتفاني في خدمة الجميع». وأشار الوزير الى أن الراحلة كانت أما حنونة علمت الجميع من خلال شخصيتها التي قالت عنها إنها خليط من الإرادة والعزيمة والإصرار، رسمت طريقاً وخطته وعلمته لجيل أصبح لديه ثقافة عالية وعلم وخبرة في شؤون ذوي الإعاقة، فنالت محبة وتقدير واعتزاز الجميع، مما أهلها ومكنها من شغل عدة مواقع في العمل الحكومي والتطوعي، فطبيعتها السمحة، وأخلاقها الرفيعة، وابتسامتها المرسومة دائماً على وجهها، جعلتها محل تقدير وإشادة من المجتمع بأسره، بدءاً بعملها كمسؤولة عن وحدة الخدمات التأهيلية بوزارة التنمية الاجتماعية، مروراً بمساهمتها في تأسيس جمعية الحراك الدولي، ووقوفها مع ذوي الإعاقة لتسن القوانين الكفيلة بحمايتهم والدفاع عن حقوقهم، ومن ثم دعمها لقضية المرأة في كل المواقع، حين أصبحت في عام 2006 أول امرأة عضوة في مجلس الشورى من ذوي الإعاقة. ولفت إلى أن حياة منيرة بن هندي كانت حافلة بالنشاط والعطاء، فقد مثلت البحرين في العديد من المؤتمرات العالمية، فضلاً عن حضورها المستمر ومشاركاتها في الفعاليات الوطنية، كشعلة نشاط، كسبت من خلالها حب الناس، ونالت باستحقاق منصب سفيرة النوايا الحسنة، مؤكدا أن هذه اللفتات الرائعة من منظمات المجتمع المدني، بإحياء ذكرى الرواد ذوي التأثير الإيجابي في العمل الاجتماعي والتطوعي وبالأخص في مجال خدمة ورعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، جهود مقدرة، تسهم في تقديم النماذج المثالية للأجيال الجديدة، فهنيئاً لمملكة البحرين بما لديها من طاقات وخبرات ومواهب». من جهته قال مستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة إن ما راه من مظاهر حب وتقدير لأخته يؤكد أن هذا البلد له الكثير من المواقف تجاه أبنائه الذين بذلوا كل الجهد والعطاء، مضيفا أن منيرة هي بنت البحرين وحياتها كلها كانت عطاء وولاء، وتم تخليد اسمها من خلال أعمالها ومواقفها وعطائها، ونحن أهلها رأينا مواقف لها تشبه الإعجاز وخاصة أن الإعاقة التي حلت بها لم توقفها وقتا من الأوقات عن عطائها، فقد تركت بصمات كثيرة في العديد من النواحي الاجتماعية والثقافية والخيرية، موجها شكره الى كل القائمين على كل الأنشطة التي شهدها وعلى مواقفهم تجاه الفقيدة. بدوره أكد عادل سلطان المطوع رئيس مجلس إدارة مركز البحرين للحراك الدولي، أن هذا الملتقى هو الأول للمغفور لها منيرة بن هندي، كاشفا عن البدء في تحركات لجعل هذا الملتقى في نسخته الثانية على المستوى الخليجي، لافتا إلى أن الهدف من هذا الملتقى هو التلاحم والتقارب بين الجمعيات الخيرية. وقال إن المرحومة منيرة بن هندي أي أساس مركز البحرين للحراك الدولي وهي من علمت كل منتسبيه ووقفت بجانبهم، مضيفا أنهم كانوا يلتقوا بها أكثر من أهلهم، وكانت سندا للجميع، وأن هذا الملتقى هو اقل القليل الذي يمكن أن يقدموه لروحها الغالية، وانهم مهما قدموا فلن يستطيعوا أن يوفوها حقها، فقد افنت حياتها في خدمة المجتمع وذوي الإعاقة.
مشاركة :