يراجع العديد من المرضى عيادات الأطباء بحثاً عن حل أو علاج لمرض يشتكي منه أو أعراض مزمنة يريدون لها تفسيراً . وبسبب التطور التقني والإلكتروني ومن خلال التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت،وكذلك وجود جوجل Google أوكما أسميه دكتور جوجل أصبحت هذه الطرق هي المرجعية لكثير من المرضى للبحث والتفسير فيأتي المريض مشتتاً وفي حالة توجس،ومن هذه الأمراض التي يراجع بها المريض الذكر أوأهله ألاوهو دوالي الخصية وخوفه أن يكون السبب الأساسي في العقم أو ضعف الإنتصاب وهذا ليس بصحيح . لذلك سأتطرق في مقالتي هذه حول موضوع دوالي الخصية، ماهيتها،أسبابها وأمراضها، وكذلك علاجها وذلك من خلال إعطاء لمحة تشريحية مبسطة وقد يكون فيها بعض الإسهاب لفهم ماهي دوالي الخصية. سميت الدوالي بهذا الإسم تبعاً لشكلها فهي تشبه دالية العنب وهي عبارة عن تعرج واتساع في الأوردة المنوية،في كيس الأثنيين (الخصيتين)،كما ذكرت في موسوعة "القانون في الطب" لإبن سينا . تحدث معظم الدوالي عند المراهقين أوفي أول سن البلوغ ويصاب الجانب الأيسر في 90% من الحالات وتحدث عند حوالي 15% من الذكور عموماً و10% بسن البلوغ (12-15 سنة) وفي 5-10% تكون تنائية الجانب . *الأمراض:* تتحد الضفائر الوريدية المنوية Pampiniform Plexus حذاء الفوهة الباطنة للقناة الإربية لتكون الوريد المنوي الباطن وهذا يؤمن الطريق الرئيسي للعود الوريدي الخصوي،حيث يصب الوريد المنوي الأيمن في الوريد الأجوف السفلي (I.V.C) تحت مصب الوريد الكلوي بقليل،أما الأيسر فيصب بزاوية قائمة ومقابل انصباب الوريد الكظريِ Adrenal vein . يحتوي الوريد النوي بالحالة الطبيعية على صمامات وريدية تمنع الدم من الرجوع باتجاه الجاذبية الأرضية أي نحو الأسفل،يحمل الدم الوريدي المنوي على ثاني أكسيد الكربون2CO Toxic Material والأستروجين (الهرمون الأنثوي)،فحدوث قصور في هذه الصمامات فإن الأوردة تتوسع وتصاب الخصية بالدوالي،وقد يكون سبب حدوث الدوالي انسداد الوريد الكلوي في المراحل المتقدمة لسرطانات الكلية وهي نادرة . إن وجود دوالي الخصية اليمنى قد يكون بسبب خثار في الوريد المنوي أو الأجوف السفلي أو بسبب انقلاب الأحشاء أو أن يكون مصب الوريد المنوي الأيمن مباشرة في الوريد الكلوي الأيمن . تحدث تبدلات لدى مرض دوالي الخصية على نوعية الحيوانات المنوية من حيث التعداد والحركة أو أشكال الحيوانات المنوية (Morphology)ونتيجة تعرض الخصية للدوالي فإنه يحدث الآتي: 1-ارتفاع حرارة الخصية فمن المعلوم أن الخصية تتخلق داخل البطن والذي درجة حرارته 37 درجة مئوية ثم تهاجر إلى موضعها في الصفن،لذا فإن الركودة الدموية الوريدية الناجمة عن الإرتجاع الوريدي Reflex تؤدي إلى ارتفاع حرارة الصفن بـ 0-8 – 0-6 درجة مئوية. 2-تبدل في المحور تحت السريري–النخامي-القندي Hypothalamic - Pituitary - Gonadel Axis حيث تشير الدراسات إلى وجود شيء من النقص في مستوى التستوسيترون المصلي وارتفاع مستوى الـ F.S.H عند بعض المرضى . 3-حدوث نقص أكسجة من جراء الركودة الدموية الوريدية وزيادة نسبة CO2 يؤدي إلى تأخر وظيفة انتاج النطاف. 4-عودة الدم الغني بالسيتروئيدات الكظرية من الوريد الكلوي للمجموعات الوريدية الخصوية إذ لا يقتصر هذا الأذى على الخصية اليسرى بل يتعداه إلى الخصية اليمنى لوجود تفاغرات (اتصالات) وريدية حرة بين الدوران الوريدي لكل من الخصيتين . *تصنيف الدوالي:* تنقسم إلى ثلاث درجات: درجة (1):دوالي صغيرة الحجم تُجَسس فقط بوضعية الوقوف أثناء مناورة فالسالفا. درجة(2):دوالي متوسط الحجم تُجَسس بوضعية الوقوف بدون مناورة فالسالفا. درجة(3):دوالي كبيرة الحجم تشاهد من خلال جدار الصفن ومجسوسة. إن تبدل حجم وقوام الخصية مشاهده لدى 35% من مرضى الدرجة (2) و80% من مرضى الدرجة (3). *الأعراض:* غالباً لا يشتكي المريض من أي عرض لكن ممكن أن تسبب الدوالي الآتي: 1-حس ألم أو ثقل بالخصية اليسرى خاصةً بوضعية الوقوف،وتزداد بالجهد الفيزيائي وبعد التهيجات الجنسية التي لا يتلوها جماع. 2-كتلة صفنية غير مؤلمة . 3-قد يأتي المريض شاكياً من ضعف في الأخصاب بعد الزواج. *العلامات:* يتم فحص المريض بوضعية الوقوف:* 1-الخصية اليسرى متدلية وأخفض من اليمنى. 2-الحبل المنوي الأيسر أكبر من الأيمن. 3-ملاحظة الأوردة المنوية المتسعة المتعرجة من تحت جلد الصفن. 4-قد تكون الخصية اليسرى المصابة بالدوالي ضامرة أو صغيرة الحجم ويكون قوامها ليناً. 5-ملاحظة تبدلات في فحص السائل المنوي. *التشخيص الشعاعي:* بواسطة التصوير بالأمواج فوق صوتية الملون Duppler Ultrasound *العلاج:* جراحي في المقام الأول أو بالمنظار أوعن طريق الأشعة التداخلية. *الإستطباب الجراحي:* 1-إذا كان المريض متألماً من دوالي الخصية درجة (3). 2-إذا كانت الدوالي كبيرة ومؤدية إلى نقص في حجم الخصية. 3-تراجع في معايير السائل المنوي Oligo Spermid . 4-في مرحلة من مراحل تكون النطف في الخصية، نتيجة إلى الأذيات الحرارية، الهرمونية أو خلطية أو ميكانيكية،وقد ذكرت سابقاً . *في الخلاصة..على المريض أن يراجع الطبيب المختص وهو الذي يوجهه ويحدد له ماهية العلاجات المناسبة ودون الرجوع إلى دكتور Google.
مشاركة :