لأداء العمرة صفةٌ وكيفيةٌ يأتي بها من أراد العمرة، ولا تختلف الكيفية فيمن أراد أن يؤدي العمرة عن نفسه، أو عن أحد الأقارب من الموتى أو الأصدقاء، إلّا بالنيّة، وكيفيتها، وبيان ذلك كالآتي: يجب أن يكون المسلم المُعتمر عن المُتوفى قد اعتمر عن نفسه من قبل. يُستحب للمعتمر عند وصوله إلى الميقات أن يغتسل ويتنظّف، وهكذا تفعل المرأة، حتى وإن كانت حائضًا أو نفساء. يتجرّد الرجال من جميع الملابس المخيطة، ويلبسوا إزارًا ورداءً، وينوي المعتمر الدخول في النسك بقلبه، ويتلفّظ بلسانه، قائلًا: (لبيك اللهم عمرةً عن فلان)، وإن خاف المعتمر المُحرم ألّا يتمكّن من أداء نسك العمرة، يجوز له أن يشترط عند إحرامه، فيقول: (فإن حبسني حابس فمحلّي حيث حبستني). ويبدأ المعتمر بالتلبية الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهي: (لبّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويستمرّ في التلبية حتى يبدأ بالطواف. يقصد المعتمر الحجر الأسود، ويستقبله، ثمّ يستلمه بيمينه، ويقبّله إن تيسّر ذلك من غير أن يؤذي الناس ويزاحمهم، ويقول عند استلامه: (الله أكبر). ويطوف المعتمر بالكعبة المشرّفة سبعة أشواطٍ، وعند محاذاة الركن اليماني يستلمه إن تيسّر، ولا يقبّله. يستحبّ للمعتمر أن يرمل؛ بأن يُسرع في المشي مع تقارب الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى، ويُستحب للرجل أن يضطبع في طواف القدوم؛ أي أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، وطرفي الرداء على كتفه الأيسر، وهذا الفعل خاصٌ بالرجال فقط. يقول المعتمر بين الحجر الأسود والركن اليماني في كلّ شوطٍ: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). ويتوجّه المعتمر إلى مقام إبراهيم عليه السلام، ومن السنّة أن يصلّي ركعتين خفيفتين خلفه إن تيسّر، وإن لم يتيسّر يصلّي في أي مكانٍ من الحرم. يخرج المعتمر بعد الصلاة إلى الصفا، ويقرأ عند الاقتراب منه، قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)، ويرقى على الصفا، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه ذاكرًا داعيًا الله. و ينزل المعتمر من الصفا متجهًا إلى المروة، وعندما يصل العلم الأخضر يسرع في المشي، ثمّ يعود إلى المشي بعد تجاوز العلم الأخضر، وهكذا حتى ينتهي المعتمر سبعة أشواطٍ بين الصفا والمروة. يتحلّل المعتمر عند الانتهاء من السعي، ويحلق الرجل رأسه أو يقصّر والحلق أفضل، والمرأة تقصّر من طرف شعرها قدر أُنملة. تعريف العمرة تُعدّ العمرة من العبادات التي يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى، وتكون بقصد الكعبة المشرّفة لأداء المناسك؛ طمعًا من العبد أن يكفّر الله له الذنوب، ويجزيه خير الثواب، متمثلةً بالطواف في البيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة، فقد قال الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ)، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ). وقد ثبت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اعتمر أربع عُمرٍ، وكانت جميعها في شهر ذي القعدة، إلّا العمرة التي كانت مع حجّته، وهن: عمرة القضاء، وعمرة الحديبية، والعمرة التي مع حجّته، وعمرة الفتح، وفيما يأتي بيان كيفية أداء العمرة التي يؤديها المسلم عن الميت. أركان العمرة لأداء العمرة أركانٌ، يجب على المعتمر اتباعها لتكون عمرته صحيحةٌ، ويُكتب له أجرها، ولكن تختلف الأركان باختلاف المذاهب الفقهية الأربعة، والأركان هي: ركن العمرة المتفق عليه بين أهل العلم هو الطواف، وأمّا الإحرام فيعدّ ركنًا عند المذاهب الثلاثة، وهي: الشافعية، والمالكية، والحنابلة، إلا أنّ الإحرام يعدّ شرطًا على مذهب الإمام أبي حنيفة. أركان العمرة على مذهبي الإمام مالك والإمام أحمد ثلاثة أركانٍ، وهي: الإحرام. الطواف بالبيت الحرام. السعي بين الصفا والمروة. أركان العمرة على المذهب الشافعي خمسة أركانٍ، وهي: الإحرام. الطواف بالبيت الحرام. السعي بين الصفا والمروة. حلق الشعر أو التقصيرو الترتيب بين الأركان. فضل العمرة وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي بيّنت فضل العمرة، منها:تكفير ذنوب العبد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلّا الجنَّةُ) وتعمل على إزالة الفقر؛ فقد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ، فإنَّهُما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ).
مشاركة :