تعبر المشاركة التركية في مهرجان الشيخ زايد هذا العام عن الثقافة والموروث الذي يتميز به الأتراك، سواء في ما يخص الحرف والمشغولات اليدوية، أو في ما يتعلق بالملبوسات بأنواعها وأشكالها، مروراً بالأكسسوارات والمأكولات والقهوة التركية الشهيرة. «الاتحاد» تجولت بين الزائرين في الجناح التركي للوقوف على الجماليات التي تشكل المشاركة التركية التي يقدر حجمها بعشرين ركناً وثلاثين مشاركاً تركياً. في البداية يقول دوك هان أوسقلقن- مدير الجناح: تأتي مشاركة تركيا في مهرجان الشيخ زايد هذا العام بمجموعة من الصناعات الحرفية التي يتميز بها الشعب التركي، ويضم الجناح 20 ركناً تشتمل على أغلب هذه الحرف، ومن بينها الملبوسات المتنوعة المصنوعة يدوياً وآليا، والأكسسوارات والعديد من المنتجات المتعلقة بالمطبخ التركي، بالإضافة إلى ركن المأكولات والقهوة التركية. إقبال يتزايد وأضاف دوك هان أن مهرجان الشيخ زايد هذا العام يتميز بأمور كثيرة عن الأعوام السابقة، من بينها جودة التصميم وما يحتويه من مظاهر جذب لجمهور المهرجان، حيث السهولة في التنقل والتنوع في المشاركات مما يضفي على هذه النسخة طابعاً مميزاً. وقال دوك هان: شاركنا في أربع دورات سابقة، وتمثل هذه الدورة التي نشارك فيها للمرة الخامسة لنا الكثير، خاصة بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها، ويستقبل الجناح جمهوراً من من مختلف الجنسيات وكل الأعمار. وعن الإقبال الجماهيري، قال: أعتقد أن الإقبال سيزيد يوماً بعد يوم خاصة مع انتهاء اختبارات الطلاب الفصلية واقتراب الاحتفالات باليوم الوطني الحادي والخمسين لدولة الإمارات، مؤكداً أنه من خلال تجربته في الأعوام السابقة فإن طول مدة المهرجان بامتداده لأربعة أشهر يعطي فرصة للزائرين للتخطيط المستمر لزياراتهم والتعرف إلى الجديد في كل زيارة للاستفادة منه في المرات القادمة. أخبار ذات صلة محمد بن راشد: تأسيس منصة وطنية متكاملة للاستثمار محمد بن راشد وحميد النعيمي: تعزيز مسيرة التنمية بقيادة محمد بن زايد بقلاوة تركية ويقول عبد الرزاق القصير، أحد المشاركين الأتراك في جناح تركيا بمهرجان الشيخ زايد، إن المهرجان هذا العام مختلف بشكل كبير، ويتطور عاماً بعد عام، وأعجبتني «حديقة الزهور» التي أعطت طابعاً جمالياً جديداً للمهرجان، وأضاف أن الجديد هذا العام هو توفير مصنع داخل الجناح لصناعة عجين البقلاوة التركية الشهيرة، حيث كان سابقاً يتم استقبال العجين جاهزاً من تركيا، ومن ثم إعداده هنا، موضحاً أن صناعة العجين هنا تعطي إحساساً صادقاً للزائر بأنه يعيش في أجواء تركيا بالفعل. والجدير بالذكر أن العديد من الدول تنسب حلوى البقلاوة إليها، غير أن المشهور أنها تنتمي للثقافة والموروث التركي، والبقلاوة عبارة عن مُعَجَّنَات مُحلّاة مصنعة من طَبَقات عجين رقيقة محشوة بالمكسرات كالجوز والفستق الحلبي ومحلاة بالعسل، ويأتي هذا التجاذب في أصول البقلاوة إلى شهرتها في المطابخ العربية والآسيوية ومطبخ الشرق الأوسط، إضافة إلى المطابخ الشامية والمغاربية والآسيوية والقوقازيّة والبلقانية، وتُعتبر من ضمن الستة عشر نوعاً من الأطعمة والمشروبات غير الأوروبية التي حصلت على الصفة الشرفية وضُمَّت إلى قائمة الأنواع العشرة من الأطعمة الأكثر شهرة في العالم. ولكن المؤكد تاريخياً أن البقلاوة عثمانية ويعود التجاذب حول انتمائها لبلد محدد دون آخر، إلى أن المنطقة الجغرافية العثمانية لم تكن تقتصر على تركيا فقط، ولكن كانت تشتمل على دول عديدة وثقافات مختلفة. الموروث التركي بالنظر إلى محتويات المحلات العشرين في الجناح التركي نجد أنها تكتنز بالكثير والكثير من المنتجات والحرف المرتبطة بها، والتي تعبر بدورها عن الموروث التركي في المأكل والمشرب والملبس، ولكنها في ذات الوقت عصرية وملائمة للواقع المعيش، كما تمثل روائح القهوة والعطور والحلويات التركية مدخلاً مهماً للتعرف على الثقافة التركية، بالإضافة إلى الأزياء الخاصة بالموروث التركي والتي يرتديها بعض المشاركين من الأتراك. بهجة الاستقبال يقول محمد المعمري، أحد الزائرين: لقد جذبني الجناح التركي كثيراً لأنه يضم العديد من الموروث والمنتجات التركية في مختلف الحرف والمأكولات والملبوسات، وأعجبتني كثيراً طريقة الاستقبال في مدخل الجناح، حيث يرتدي مجموعة من الأتراك أزياءً تراثية تركية ويستقبلون الزائر بابتسامة وفرح. وتقول فاطمة البلوشي، إحدى الزائرات: اقتنيت مجموعة من المنتجات التركية الخاصة بالمطبخ، وسعيدة جداً بالمهرجان هذا العام، وأضافت أن الألوان المبهجة لركن الزهور والتي تنشر البهجة أمام الزوار المارين بواجهات الأجنحة وخاصة الجناح التركي أضافت كثيراً لنسخة هذا العام حيث يقوم بالطبع كل جناح باستخدام الأزياء المعبرة عن ثقافته فتتماهى هذه الألوان في الملبوسات مع ألوان البهجة التي تشعّ بها الورود.
مشاركة :